هل بيع الحيوانات البرية في أسواق الصين سبب ظهور فيروس كورونا؟
للمرة الثانية على الأقل خلال 20 سنة، تكون الأسواق الشعبية في الصين مصدر وباء يؤدي إلى آلاف الوفيات، ويسبب حالة من الذعر بين سكان العالم.
فهذه الأسواق تحوي الفاكهة والخضروات ولحم البقر المسلوق ولحم الخنزير ولحم الضأن والدجاج الكامل والأسماك بالإضافة إلى الثعابين الحية والسلاحف والخنازير والفئران والغرير والقنافذ والثعالب وغيرها من الحيوانات البرية.
ومن المعروف أن 70 في المئة من الأمراض الفيروسية الجديدة، خاصة من عائلة “كورونا” أمثال “سارس” و “ميرس” منشأها حيواني، فقد انتقل “ميرس” إلى الإنسان في السعودية عن طريق ملامسة الجمال، كما انتقل “إيبولا” في جنوب شرق غينيا عن طريق الخفافيش.
لذا عند ظهور فيروس الصين الغامض، أشارت أصابع الاتهام نحو الحيوانات البرية، الموجودة في أسواق الصين.
ما زاد من فرضية أن تكون الحيوانات البرية مصدر فيروس الصين الغامض، أنه ظهر في مدينة ووهان وسط الصين، وتحديدا في سوق المدينة، الذي تباع فيه الحيوانات البرية، وقد وصفته وسائل الإعلام الصينية بأنه “فوضوي وقذر”، وتم إغلاقه في أول يناير الحالي.
الأفاعي مصدر المرض
وقد كشفت دراسة نشرت في مجلة علم الفيروسات الطبية، عن احتمال كبير أن تكون الأفاعي هي التي نقلت فيروس “كورونا” المستجد إلى الإنسان.
فقد قارن الباحثون الفيروس الجديد بـ 276 فيروسا، ومن بينها تلك التي تصيب الخفافيش والأفاعي، واكتشفوا أنها تشبه إلى حد بعيد تلك الموجودة في الأفاعي.
ويعتقد الباحثون أنها قد تكون تشكلت عن طريق إعادة التركيب، نتيجة مزج فيروسات من أنواع مختلفة، وإعادة التركيب الجيني، العامل الذي سمح للفيروس بدخول خلايا الإنسان.
كما أكد الباحثون أن استنتاجاتهم تحتاج إلى مزيد من التحقق عن طريق دراسات تجريبية.
أسواق الصين مصدر الوباء
من جانبه، قال كيفن ج. أوليفالد، عالم الأحياء ونائب رئيس الأبحاث في “إيكو هيلث ألاينس”: “هذا هو المكان الذي تصاب فيه بأمراض جديدة وناشئة لم يسبق لها مثيل من قبل البشر”.
ودعت مجموعة صينية تتكون من 19 عالما الحكومة إلى بذل المزيد من الجهد لتنظيم التجارة والجمهور للتوقف عن أكل الحيوانات البرية.
كما دعت جمعية حماية الحياة البرية، وهي منظمة للدفاع مقرها نيويورك، إلى فرض حظر عالمي على البيع التجاري للأحياء البرية، خاصة في الأسواق مثل تلك الموجودة في الصين، قائلة: “إن التفشي الأخير أثبت أنها تهدد الصحة العامة”.
يذكر أن عدد الوفيات التي سببها فيروس “كورونا” ارتفع إلى 56 حالة، كما ارتفع عدد المصابين إلى 1975 شخصا في الصين وحدها، وتم تسجيل حالات إصابة بالمرض في كندا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان ونيبال وكوريا الجنوبية.
وقد حذر الرئيس الصيني، شي جينبينغ، أن بلاده تواجه وضعا خطيرا بعد “الانتشار السريع” لفيروس “كورونا” الجديد.