هل تساعدنا السبانخ النيئة على الحد من تناول الوجبات الخفيفة؟

يتناول بعض مستخدمي منصة «تيك توك» كميات كبيرة من أوراق السبانخ النيئة، ويزعم الكثيرون أن تناول السبانخ في الصباح الباكر يُعيد تدريب براعم التذوق لدينا ويقلل من احتمالية اشتهاء الوجبات الخفيفة المالحة والسكرية طوال اليوم، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».
أشار خبراء الصحة إلى أن تناول السبانخ له فوائد صحية جمة، وقد يساعد حتى في الحد من الجوع، ولكن لا يوجد دليل علمي يشير إلى أنه يجب على الناس تناول هذا الخضار نيئئاً وبكثرة.
قالت جوليا زومبانو، إخصائية التغذية المُسجلة في مركز «كليفلاند كلينك» للتغذية البشرية: «نعم، تناول المزيد من السبانخ. ولكن ليس عليك حشرها في فمك. ليس عليك تناولها بسرعة. فقط تناولها بشكل متكرر على مدار اليوم».
السبانخ غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. كما أنها مصدر غني بالألياف، مما قد يُشعرك بالشبع لفترة أطول، وبالتالي يُقلل من احتمالية الرغبة الشديدة في تناول الطعام بين الوجبات، وفقاً لدانا إليس هانز، إخصائية التغذية السريرية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسات أن ترتيب الوجبات، حيث تُؤكل الخضراوات والبروتينات قبل الكربوهيدرات، يُمكن أن يُقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم.
أفادت مراجعة حديثة لـ11 دراسة بأن الأشخاص الذين تناولوا الكربوهيدرات في نهاية الوجبة كانت لديهم مستويات سكر في الدم أقل.
ومع ذلك، بغضّ النظر عن كيفية تناول السبانخ، لم يُثبَت أنها تُعيد تدريب براعم التذوق، كما أكد الخبراء.
على أي حال، يُشجع اتجاه وسائل التواصل الاجتماعي الناس على تناول المزيد من السبانخ، وهو أمر «رائع»، كما قالت زومبانو.
هل من مخاطر؟
هناك بعض المخاطر، وإن كانت نادرة، مرتبطة بالإفراط في تناول السبانخ، على الرغم من عدم وجود إجماع على الكمية التي تُعد زائدة. يبلغ حجم الحصة كوبين من السبانخ النيئة أو كوباً واحداً من السبانخ المطبوخة، وفق وزارة الزراعة الأميركية.
السبانخ غنية بفيتامين ك، الذي قد يتفاعل سلباً مع بعض مميعات الدم الموصوفة طبياً. كما ذكرت تيريزا جنتيل، إخصائية التغذية المُسجلة والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية، أن السبانخ قد تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات، وهي مركَّبات ترتبط بالمعادن مثل الكالسيوم، ويمكن أن تُفاقم حصوات الكلى لدى الأشخاص المُعرّضين لها. وتُظهر الأبحاث أن طهي الخضراوات يُمكن أن يُقلل بشكل كبير من محتوى الأوكسالات.
أما بالنسبة إلى القيمة الغذائية، فقد قالت جنتيل إنه على الرغم من احتواء السبانخ النيئة على نسبة أعلى من اللوتين وفيتامين ج، فإن السبانخ المطبوخة تُعزز التوافر الحيوي لفيتامينات أخرى مثل فيتامين «أ» وبيتا كاروتين والثيامين والريبوفلافين والمغنيسيوم والكالسيوم.
وإذا كنت لا تستمتع بالسبانخ، فهناك كثير من الخضراوات الورقية الداكنة الأخرى المغذية مثل: الكرنب، والجرجير، والكرنب الأخضر، والخردل الأخضر، والخس الروماني، والسلق السويسري، واللفت الأخضر، والجرجير المائي.
في حين أن إضافة السبانخ أو غيرها من الخضراوات الورقية إلى وجبة الإفطار أو مزجها مع عصير الصباح قد يُساعدك على اتباع نظام غذائي صحي، إلا أن تناول لقمة واحدة منها لن يُلبي على الأرجح التوصية الغذائية الأميركية بتناول من كوبين إلى أربعة أكواب يومياً من الخضار. يقترح خبراء الصحة إضافة الفلفل الملون أو الخضراوات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط.