من المفترض أن يتيح ذلك للموظفين التوقف عن أداء المهام المتكررة للتركيز على أنشطة أكثر أهمية إلى جانب تحسين «السلامة»، على ما قال مدير «أمازون روبوتيكس» تاي برايدي. وأوضح جو كوينليفان أن نحو 75% من الطلبات البالغ عددها خمسة مليارات التي تنفذها المجموعة العملاقة للتجارة الإلكترونية، تُدار أصلاً بواسطة نوع من الروبوتات.
ويؤكد برايدي أن الأمر «لا يتعلق بحلول الآلات محل البشر، بل بعمل الآلات والبشر معاً». وأكد مسؤولون في «أمازون» أن استخدام الروبوتات في الشركة أدى إلى توفير أكثر من مليون وظيفة في الأعوام الأخيرة، في مجال الهندسة خصوصاً، وكذلك في الصيانة، فضلاً عن وظائف للفنيين والمشغلين.
ومع أن الأرقام الأخيرة الصادرة في يوليو عن مكتب الإحصاء الأمريكي لا توفر أي دليل فعلي على الفكرة السائدة من أن زيادة أتمتة العمل تؤدي إلى تدمير شامل للوظائف، إلّا أن زيادة استخدام الروبوتات قد تؤثر سلباً على الموظفين. ورغم أن باحثين من جامعة بيركلي لاحظوا في دراسة أُجريت عام 2019 أن التكنولوجيا ساهمت في تسهيل بعض المهام في المستودعات، شددوا على أن تستطيع أيضاً أن تساهم بالفعل «في زيادة المهام ووتيرة العمل من خلال اعتماد أساليب جديدة لمراقبة الموظفين».
واستشهدوا بمثال لعبة فيديو MissionRacer التي تستخدمها «أمازون»، والتي تجعل الموظفين يتنافسون لتنفيذ طلبات الزبائن بشكل أسرع. وبحسب المصدر نفسه يمكن أيضاً لأرباب العمل استخدام الروبوتات «لخفض مستوى التأهيل المطلوب للوظيفة من أجل تقليل تكاليف التدريب والتوظيف»، والتي يمكن أن تؤدي إلى «ركود الأجور وانعدام الأمن الوظيفي».
وتُتهم «أمازون» من منتقديها بـ«العبودية الحديثة»، وهي ثاني أكبر صاحب عمل في الولايات المتحدة بعد شركة التوزيع العملاقة «وولمارت»، ونجحت حتى الآن في أن تحول دون تشكيل الموظفين نقابات، باستثناء مستودع واحد في نيويورك.
وتعمل المجموعة التي استحوذت قبل نحو عقد على شركة الروبوتات «كيفا»، على تطوير برامج كمبيوتر وذكاء اصطناعي وتعلّم آلي ومعالجة آلية ومحاكاة وتحليل تنبؤي وتصميم نماذج أولية.
ويمكن للشركة إنتاج «1000» وحدة روبوتية في مصنعها في وستبوروه. وسعياً إلى اختصار الوقت بين شراء الزبون للمنتج وموعد تسلّمه إياه، تعتزم «أمازون» أيضاً تنفيذ عمليات تسليم طرود خفيفة بواسطة طائرات مسيّرة من دون طيار بحلول نهاية العام في مدينتين من ولايتَي كاليفورنيا وتكساس.