منوعات

هل تمنع كريمات الوقاية من الشمس الجسم من إنتاج “فيتامين د”؟

يلجأ الكثيرون في موسم الاصطياف إلى الكريمات الواقية لتجنب خطر سرطان الجلد، غير أن البعض يحذر من خطورة هذا العمل على نقص فيتامين دال في الجسم، فهل تمنع كريمات الوقاية من الشمس على منع انتاج الجسم لهذا الفيتامين الهام؟

التعرض لأشعة الشمس هو المصدر الرئيسي لإمداد الجسم بفيتامين دال، المهم جدا لأجسامنا، بيد أن البعض يلجأ أحيانا لاستخدام كريمات الوقاية من الشمس باستمرار، سواء كان ذلك على الشاطئ أم في طريقه للعمل، وذلك خوفا من تعرض جسمه للأشعة فوق البنفسجية المسببة للسرطان، فهل هذا التصرف صحيح.

نقص الفيتامين والحاجة للكريم الواقي

مقالات ذات صلة

ترى مجلة فوكوس الألمانية نقلا عن خبراء، أنه من الواجب الموازنة بين حاجة الجسم للشمس وحاجته للحماية من الأشعة الضارة فوق البنفسجية المسببة للسرطان.

والحاجة لإضافة كريمات الوقاية من الشمس بشكل مستمر بهدف حماية الجلد من الإصابة بالحروق، هو أمر قد يكون هاجسا لدى البعض، إلا أن كريمات الوقاية من أشعة الشمس قد تحتوي بدورها على مواد كيميائية خطرة على الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مفعول معاكس لدور هذه الكريمات الواقية.

النقص في فيتامين دال قد يؤدي إلى أمراض أهمها هشاشة العظام، والتي تؤدي، لا سيما لدى الأطفال إلى تشوُّهات حادة في الهيكل وعظام الأطراف. أما لدى البالغين فإن نقص هذا الفيتامين الهام قد يؤدي إلى ضمور عام في العضلات والعظام، بالإضافة إلى الشعور بالتعب والارهاق طوال اليوم، وانتشار الآلام في الجسم. وكانت دراسات سابقة، كشفت أن الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين “د” أكثر عرضة للإصابة بأمراض الزهايمر والتوحد وانفصام الشخصية، بالإضافة إلى التهاب الأمعاء وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى والقولون العصبي.

ووفقا لما جاء في المجلة الألمانية، فإن الأبحاث العلمية لم تؤكد بشكل قاطع على دور الكريمات الواقية من الشمس في منع انتاج الجسم من فيتامين دال، إلا أنها تؤكد على ضرورة عدم اللجوء إلى هذه الكريمات باستمرار وبشكل متواصل، وذلك من أجل إتاحة المجال لأشعة الشمس للوصول إلى جسم الانسان دون الحاجة إلى مواد صناعية قد تثبط من عملها.

ساعات الذروة للإشعاع الشمسي

بحسب دراسة لمعهد روبرت كوخ، فإن الفترة المثالية من أجل انتاج فيتامين دال يختلف بحسب طبيعة كل بلد، في ألمانيا مثلا يكون انتاج الجسم لفيتامين (د) ممكنًا بشكل جيد فقط ما بين فترة مارس/ آذار إلى نهاية أكتوبر، حسبما نشرت مجلة فوكوس، حيث تكون الفترة المثالية للتعرض لأشعة الشمس ما بين الساعة 11 صباحا والثانية ظهرا، وذلك عندما تكون الشمس في ذروتها. ومع ذلك، فإن مؤشر UVB أو الأشعة فوق البنفسجية هو أيضًا الأعلى والأكثر خطورة في هذا الوقت.

لذلك ينصح الخبراء بتعرض الجسم لأشعة الشمس في تلك الفترة، ولكن لفترات متفرقة بالأسبوع، دون أية كريمات واقية. ومن المفضل تغطية الجسم بملابس خفيفة وترك الذراعين والساقين دون أية كريمات، حيث يكفي الجسم فترة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة في كل مرة من أجل تكون فيتامين دال في الجسم.

من أجل تجنب الإصابة بسرطان الجلد، لا ينبغي المبالغة في حمامات الشمس في الصيف، ويجب دائمًا تطبيق عامل حماية عالي من أشعة الشمس عند البقاء في الشمس لفترة طويلة.

للتأكد من أن مخزون فيتامين (د) في الخلايا كافيا في أشهر الشتاء، يمكن للطبيب اختبار مستوى فيتامين دال، كما يمكن تناول مواد طبيعية مثل السمك وبعض المنتجات الحيوانية التي تمد الجسم بهذا الفيتامين وأيضا تناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على هذا الفيتامين بشرط استشارة الطبيب، حيث أن الإفراط في تناول المكملات يسبب مخاطر كبيرة على الصحة.

 

المصدر: DW

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى