منوعات

هل تناول السمك مع الحليب يسبب البهاق؟

لا شك في أنك قد سمعت العديد من النصائح التي تحذرك من تناول السمك مع منتجات الألبان، وأنك إذا تناولت السمك فتجنَّب تناول الحليب 12 ساعة على الأقل، وإلا فسيؤدي ذلك إلى حدوث تسمم أو إصابة بمرض تصبُّغ البشرة (البُهاق) أو البرص.

ما مدى صحة هذه الشائعات؟
العديد من الخبراء يؤكدون أنه لا يوجد أساس علمي لهذا الأمر، فليست هناك أية دراسة تمنع من تناول السمك مع اللبن أو أحد مشتقات الحليب، كما أن العلاقة بين تناول السمك والحليب وحدوث الوفاة لم يتم إثباتها من قبل.

هناك العديد من المأكولات الشهية تُعد باستخدام السمك واللبن الرائب، والكثير من البُلدان التّي تقع على السواحل تقوم بطهي السمك مع الحليب، ولا ينتج عن ذلك مشاكل صحيّة؛ بل إنه يمنح شعوراً بالشبع مع سعرات حراريّة منخفضة.

مقالات ذات صلة

وعلى سبيل المثال، فإن وجبة البحر الأبيض المتوسط المثالية، التي تُعتبر واحدة من أفضل الوجبات الصحية في جميع أنحاء العالم، مُكوّنة من الأسماك واللبن أو الحليب مع الحبوب والدهون الصحية والمكسرات.

ولقد أُجريت العديد من الدراسات التي بيَّنت أن الجمع بين هذه المكونات في نظام حِمية يمكن أن يحمي الشخص من الإصابة بأمراض القلب والسكري وأمراض الاكتئاب.

أيضاً، لا يوجد دليل على أن الجمع بين هذه المكونات الغذائية يمكن أن يسبب التصبّغات أو البقع الجلدية التحسسية، فهي تنتجُ في العادة بسبب توارثها في الجينات أو حدوث تدمير بخلايا البشرة التّي تحتوي على صبغة الميلانين؛ مما يؤدي إلى تصبُّغ الجلد باللون الأبيض.

إن الأمر لا يتعدى كونه عبارة عن حالات فردية، من الممكن جداً ألا يكون لها علاقة بتناول السمك والحليب معاً، وقد يتعلق الأمر بإصابة شخص ما بالحساسية تجاه البروتينات.

بانتقالنا للطب التقليدي الهندوكي القديم (طب يعتمد على مبدأ الوقاية أهم من العلاج)، فقد أشار “بن سينها”، الخبير في الأيورفيدا (وهي منظومة من تعاليم الطب التقليدي التي نشأت في شبه القارة الهندية)، إلى أن الجمع بين السمك والألبان قد يؤدي إلى حالة عدم توازن في الجسم، وقد يسبب أيضاً التغيرات الكيميائية في الدم؛ مما يؤدي إلى تصبّغ الجلد.

وقد أوضح الدكتور تاباسيا موندرا، أخصائي التغذية في دلهي، أن الحليب يُعتبر مبرداً للجسم، بينما يُعتبر السمك مصدراً طاقة والجمع بينهما سوف يؤدي إلى عكس مفعولهما.

إن تناول السمك مع الحليب لا يسبِّب تسمماً غذائياً، ولكن هذه الأسباب كانت سبباً في توارث هذه المعلومة.

يحتوي الحليب والسمك على نسب مرتفعة من البروتين الذي يحتاج لبيئة حمضية عالية؛ كي تتم عملية الهضم في الأمعاء والمعدة.

ولكن شرب الحليب أو اللبن يؤدي إلى تعديل حموضة الأمعاء والمعدة؛ بسبب الكالسيوم؛ مما يبطئ عملية الهضم وينتج عن ذلك عسر الهضم وشعور بعدم الراحة في المعدة والمغص وامتلاء البطن بالغازات.

يعاني بعض الأشخاص حساسية تجاه البروتين، وعند تناوله السمك أو الحليب فإنه قد يصاب ببعض الأعراض الجانبية.

الأسماك، سواء في المحيطات أو المياه العذبة، تتلوث بالكيماويات والمُبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، كما أن الحليب سريع التلوث بالميكروبات والبكتيريا؛ ولذلك فإن خطر التسمم يزداد عند تناول السمك والحليب معاً؛ لأن احتمالية وجود فيروسات في هاتين المادتين يكون أعلى.

في حالات نادرة جداً، بعض الأسماك ذات الزعانف كالتونا والسلمون وأسماك المحار كالقريدس والسلطعون، تحتوي على نوع معين من البروتين يسبب تفاعلات تحسسية قد تؤدي إلى الوفاة.

يعتبر الحليب غذاءً ممتازاً لتقوية العظام؛ لأنه يحتوي على كمية عالية من الكالسيوم اللازم لصحة العظام والأسنان، وهو غنيٌّ بالبروتينات اللازمة للجسم، وبالبكتيريا المفيدة التي تعزز عملية الهضم وتعمل على التخفيف من حموضة الأمعاء.

والسمك غني بالبروتينات، وهو مصدر جيد لليود والفوسفور والكالسيوم والـ”أوميغا 3” التي تحارب الكولسترول السيئ الذي يسبب الجلطات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى