هل تنهي الصين بـ”اليوان الرقمي” هيمنة أمريكا الاقتصادية على العالم؟
قال مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن العملة الرقمية للبنك المركزي الصيني، أو ما يُطلق عليه“اليوان الرقمي“، يمكن أن تمنح بكين مزيدًا من النفوذ على الشركات العالمية التي تضطر إلى استخدامها.
وفي مارس/آذار من العام 2020، أطلق بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أضخم عملة رقمية حكومية في العالم تُعرف باسم اليوان الرقمي، وبدأت عمليات تجريبية واسعة النطاق لها والدفع الإلكتروني داخل حدود الصين، في خطوة تسبب إزعاجًا للولايات المتحدة على ما يبدو، حيث يقوض إلى حد كبير قدرة واشنطن على فرض العقوبات والحصار على أساس نظام تحويل SWIFT- النظام المركزي العالمي لتنفيذ التحويلات المالية المتبادلة بين البنوك العالمية إلكترونيًا، الذي تتحكم فيه واشنطن.
وقال يايا فانوسي، الزميل البارز في الأمن الأمريكي الجديد في اليوم الثاني من فعالية Consensus 2021، التي تنظمها مؤسسة ”كوين ديسك“،إنه ”يمكن للعملة الرقمية أن تمنح الصين مساحة أكبر قليلًا للانتقام الاقتصادي“.
وقدَّم فانوسي مثالًا حديثًا على شركة ”إتش & إم“ التي واجهت هجومًا حادًا في الصين بسبب تصريحات أدلت بها عملاقة الملابس السويدية حول مخاوف بشأن إجبار طائفة الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانج الصيني على العمل القسري.
وسبق أن أصدرت الشركة، العام الماضي، بيانين منفصلين بشأن ما يتعرض له مسلمو الإيغور، قائلة في بيان إنها تشعر بـ“القلق“ بسبب التقارير التي تفيد بإجبار السكان الإيغور على العمل قسرًا في منطقة شينجيانج.
وسرعان ما لاقت ”إتش & إم“ هجومًا عنيفًا في الصين، إلى حد دفع العديد من الصينيين إلى مقاطعتها، كما أن المشاهير في الصين قطعوا علاقتهم بها، إضافة إلى تخلي الصينيين عن استخدام منصات التجارة الإلكترونية الخاصة بالشركة.
وتساءل فانوسي:“تخيل لو طُلب من (إتش & إم)، والشركات الأجنبية الأخرى، قبول اليوان الرقمي في معاملات البيع بالتجزئة، فهل يكون من السهل قطع المعاملات معها أو مع الشركات من البلدان التي لديها نزاع سياسي مع الصين؟“
وكان فانوسي يرد على سؤال حول ما إذا كان بإمكان عملة رقمية للبنك المركزي الصيني (اليوان الرقمي) أن تحل محل الدولار الأمريكي أو تقوضه كعملة احتياطية في العالم ، والمخاوف التي قال إنها مبالغ فيها“.
وأوضح أن المتغيرات التي تؤثر على ما إذا كان الدولار هو العملة الأولى هي ”مشكلات هيكلية كبيرة لن يتم استبدالها أو تعويضها فقط بسبب إدخال عملة رقمية جديدة“.
وتعتبر بكين اليوان الرقمي وسيلة لزيادة سيادتها النقدية، وحمايتها من القرارات الأمريكية، كما أن إنشاء عملة رقمية خارج نظام تحويلSWIFT، يسمح بإجراء المعاملات، التي تتم اليوم بالدولار، بكفاءة، ودون وساطة مع الشركات الصينية التي توجد بشكل متزايد في الاقتصاد العالمي، ما يمكن أن يضاعف نسبة المعاملات الدولية إلى 88%.
وفي المقابل يكثف المسؤولون في وزارة الخزانة، ووزارة الخارجية الأمريكية، والبنتاغون، ومجلس الأمن القومي، جهودهم لدراسة المخاطر الجيوسياسية التي يشكلها النفوذ الإقليمي المتزايد للصين من خلال ”اليوان الرقمي“.