هل من بديلٍ لـ”حمية الكيتو”؟
كشف باحثون في كلية بايلور للطب وكلية الطب بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية عن مركب جديد ينتجه الجسم وينظم الشهية ووزن الجسم من خلال التفاعل مع الخلايا العصبية في الدماغ، ونُشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة سيل يوم 12 تشرين الثاني الحالي.
المركب الجديد القديم
كان مركب بيتا هيدروكسي بيوتيرات “بي إتش بي” معروفا بأنه جسم كيتوني ينتجه الكبد لاستخدامه كوقود. ووجد العلماء خلال السنوات الأخيرة أن “بي إتش بي” يزيد في الجسم بعد الصيام أو ممارسة الرياضة، مما دفع إلى الاهتمام في البحث عن تطبيقات مفيدة محتملة له في علاج السمنة والسكري.
اكتشف الفريق في جامعة ستانفورد، بقيادة المؤلف المشارك الدكتور جوناثان لونغ الأستاذ المشارك في علم الأمراض، أن “بي إتش بي” يشارك أيضا في مسار أيضي آخر. في هذه الحالة، الاقتران الإنزيمي المعتمد على إنزيم كارنوزين ديبيبتيديز 2 لـ”بي إتش بي” والأحماض الأمينية الحرة. يمكن للحمض الأميني فينيل ألانين المرتبط مع “بي إتش بي” أن يؤثر على وزن الجسم والتمثيل الغذائي في النماذج الحيوانية.
كيف يؤثر المركب الجديد على الأكل؟
تولى فريق بايلور، برئاسة المؤلف المشارك الدكتور يونج شو، أستاذ طب الأطفال والتغذية والمدير المساعد للعلوم الأساسية في مركز أبحاث التغذية للأطفال التابع لوزارة الزراعة الأميركية- خدمة البحوث الزراعية الأميركية في بايلور، مهمة التحقيق في كيفية تأثير “بي إتش بي” المرتبط بالفينيل ألانين على سلوك الأكل ووزن الجسم لدى الفئران.
قال شو -وفقا لموقع يوريك أليرت- “نعلم أن مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ تنظم سلوك الأكل، لذلك قمنا برسم خريطة للدماغ بالكامل لتحديد المناطق التي تم تنشيطها بواسطة (بي إتش بي) المرتبط بالفينيل ألانين. لقد وجدنا أن (بي إتش بي) المرتبط بالفينيل ألانين ينشط مجموعات عصبية في منطقة تحت المهاد وجذع الدماغ، وهذا يثبط الأكل ويقلل من وزن الجسم”.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الفئران المعدلة وراثيا لعدم إنتاج “كارنوزين ديبيبتيديز 2″، وبالتالي تفتقر إلى “بي إتش بي” المرتبط بالفينيل ألانين، تناولت مزيدا من الطعام واكتسبت وزنا.
الهدف نفسه ولكن بطرق مختلفة
ومن المثير للاهتمام أن إنزيم “كارنوزين ديبيبتيديز 2” الذي ينتج “بي إتش بي” المرتبط بالفينيل ألانين ينتج أيضا مركبا آخر يسمى “لاكتول فينيل ألانين”، اكتشفه الباحثون سابقا. أفاد الباحثون في مجلة نيتشر بأن مركب لاكتول فينيل ألانين هو مركب في الدم يتم إنتاجه في أثناء ممارسة الرياضة ويمكنه تقليل تناول الطعام والسمنة لدى الفئران.
ولكن هل يحقق مركب لاكتول فينيل ألانين و”بي إتش بي” المرتبط بالفينيل ألانين تأثيراتهما المشتركة من خلال تنشيط الخلايا العصبية نفسها في الدماغ؟
وفي السياق، قال الدكتور شو: “أظهرت تحليلاتنا أن نسبة صغيرة فقط من الخلايا العصبية تم تنشيطها بواسطة المركبين؛ وكانت معظم الخلايا العصبية التي تم تنشيطها بواسطة المركبين مختلفة. وهذا يشير إلى أن المركبين، على الرغم من تأثيرهما على سلوكيات الأكل بطرق مماثلة، فإنهما يسببان هذا التأثير من خلال آليات مختلفة”.
وتشير النتائج إلى أن المسار الجديد الذي يشمل مركب “بي إتش بي” المرتبط بالفينيل ألانين، الذي يوجد أيضا في البشر، يمكن تعطيله في السمنة وربما حالات أخرى، مما يدعم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الآلية بشكل أفضل.
وفي حديثه، يضيف لونغ: “يطرح هذا العمل عديدا من الاحتمالات الجديدة. على سبيل المثال، قد يكون من الممكن للأشخاص في المستقبل استهلاك مركب (بي إتش بي) المرتبط بالفينيل ألانين لدفع فقدان الوزن دون تقييد الكربوهيدرات في نظامهم الغذائي”.
(الجزيرة نت)