يبدو أن العلاقة العاطفية بين البشر والروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، لم تعد مقتصرة على الخيال العلمي، إذ بدأ باحثون بدراستها بشكل جدي في عصرنا الراهن.
وتحفل الفنون والآداب بأمثلة خيال علمي عن علاقات شديدة التطرف بين البشر والذكاء الاصطناعي؛ على غرار فيلم “Her” (إنتاج 2013).
وتطور هذا النوع من الأفلام إلى موضوعات أكثر تعقيدًا، تخلط بين العلم والفلسفة وعلم النفس، فيتحول الروبوت البشري إلى رجل يعوض الجانب العاطفي لحياة سيدة وحيدة، أو روبوت يتحول إلى أنثى تثير مشاعر صانعها!، كما في فيلم “Ex Machina” (إنتاج 2015) على سبيل المثال.
ونشر باحثون من دول عدة بحثًا يدرس إمكانية إعطاء صفات رومانسية وعاطفية بشرية لروبوتات افتراضية غير بشرية؛ ما يعزز فهم الباحثين للرومانسية الافتراضية في دراسةٍ هي الأولى من نوعها.
وقالت مايو كويكي، الأستاذة الدكتورة في جامعة “هيروشيما” اليابانية، المشاركة في الدراسة “ركزت جميع الدراسات المشابهة سابقًا على العلاقات الرومانسية بين البشر، وعلى العلاقات الاجتماعية الإنسانية، في حين ذهب بحثنا باتجاه دراسة مجال جديد من علاقات البشر”؛ وفقا لموقع فيز دوت أورغ.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة على صفحات مجلة “بريتيش جورنال أوف سوشال سايكولوجي”، إلى أن الكائنات الافتراضية أصبحت تلعب دورًا حيويًّا في عالمنا المعاصر، على شكل روبوت محادثة رقمي على سبيل المثال، يستخدم المعالجة اللغوية لتقديم الدعم للبشر على الإنترنت.
وإلى جانب استخدام الكائنات الافتراضية لأغراض العمل، واستبدالها للعمالة البشرية، فإن تعقيدها وتطورها يسمح لها بأن تلعب أدوارًا جديدة في المجتمع البشري.
ومع تطور قدراتها، قد تشارك الروبوتات الافتراضية في الجانب الرومانسي من حياة أشخاص لديهم حاجات عاطفية ويفتقدون للحب ولوجود شريك.
وتحتوي ألعاب الفيديو الرومانسية ذات الشهرة المتزايدة، على شخصيات افتراضية متفاعلة باستجابة عالية؛ ما يسمح لملايين الأشخاص بخوض تجربة علاقة عاطفية مع كائن افتراضي.
ودرس الباحثون إمكانية رؤية البشر لعلاقتهم مع الروبوتات الافتراضية على أنها حقيقية؛ ما يدفعهم للتفاعل معها بشكل طبيعي، وتشكيل علاقات رومانسية معها، تمدّهم بمشاعر إيجابية ورغبة في استمرار العلاقة.
وأجرى الباحثون اختبارات عديدة بواسطة ألعاب رومانسية، أظهرت أن البشر قادرون على إنشاء علاقة رومانسية مع روبوتات افتراضية، يشعرون تجاهها بعواطف حقيقية تجعلهم يتمنون لو كانت الروبوتات موجودة في العالم الحقيقي.
وأظهر اختبار آخر أن اللعبة الرومانسية فشلت في التنبؤ بسلوك البشر عند تفاعلهم معًا في الحياة الواقعية.
وقالت كويكي “شعورنا البشري تجاه بعضنا يدفعنا للشعور بأن علاقتنا مع الكائنات الافتراضية حقيقية؛ ما يشكل رابطة قوية تربطنا بهم”.
ويسعى الباحثون نحو توسيع نطاق تجاربهم في المستقبل، واكتشاف الصفات الشخصية والاختلافات الفردية التي تؤثر على الأشخاص عند دخولهم في العلاقات العاطفية مع الروبوتات الافتراضية.