منوعات

هل يمكن الاستعاضة عن مضادات الاكتئاب برياضة الجري؟

للجري فوائد عديدة ومتنوعة منها  تقوية الساقين وتقوية مفاصلهما و تقوية جهاز المناعة، ومحاربة أمراض القلب والشرايين وخفض ضغط الدم وخفض مستويات الكولسترول السيئ  وحرق السعرات الحرارية وتعزيز الدورة الدموية، ولكن العلماء اكتشفوا أيضاً أن له دوراً فعالاً  في علاج القلق والاكتئاب.

وفي هذا الصدد كشفت نتائج بحث جديد أنّ الجري قد يتمتع بفعالية مضادات الاكتئاب نفسها عند علاج الاكتئاب أو القلق. لكن الخبراء يقولون إن الحل قد لا يكون سهلاً بالنسبة لكل شخص.

وبسبب تفشي الاكتئاب والقلق وعواقبهما على الصحة، أجرى باحثون من أمستردام بحثًا حول أفضل طريقة للتخفيف من آثارهما، وإذا كانت مضادات الاكتئاب أو التدخل في نمط الحياة لهما تأثيرات مختلفة على الصحة العقلية وكذلك جوانب معينة من الصحة البدنية.

مقالات ذات صلة

وأفاد بيان صحفي حول الدراسة قُدّم في 6 أكتوبر، خلال المؤتمر السنوي للكلية الأوروبية لعلم الأدوية النفسية العصبية، أن هذا البحث هو الأول من نوعه “لمقارنة آثار مضادات الاكتئاب بتمارين الجري على القلق والاكتئاب والصحة العامة”..

وكانت الدراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة الاضطرابات العاطفية.

وأفادت بريندا بينينكس، أستاذة علم الأوبئة النفسية بجامعة فريي في أمستردام بهولندا، ببيان صحفي، أنّ “مضادات الاكتئاب آمنة وفعالة بشكل عام. إنها مفيدة لغالبية الناس. نحن نعلم أن عدم علاج الاكتئاب على الإطلاق يؤدي إلى نتائج أسوأ، لذلك تعتبر مضادات الاكتئاب خيارًا جيدًا عمومًا. ومع ذلك، فإننا بحاجة إلى توسيع ترسانتنا العلاجية، حيث لا يستجيب جميع المرضى لمضادات الاكتئاب أو يرغبون بتناولها”.

ودرس الباحثون تأثيرات العلاج بالجري مقابل تناول دواء مضاد للاكتئاب، في هذه الحالة، إسيتالوبرام، على هذه العوامل الصحية لـ141 مريضًا يعانون من الاكتئاب، أو اضطراب القلق، أو كليهما.

وخلال تجربة استمرت 16 أسبوعًا، تناول أعضاء المجموعة المضادة للاكتئاب أدويتهم، في حين استهدف أعضاء مجموعة الركض إجراء جلستين إلى ثلاث جلسات ركض جماعية مدتها 45 دقيقة أسبوعيًا.

وجدت الدراسة أنه بعد فترة التجربة، شهد حوالي 44% من المجموعتين تحسنًا في أعراض الاكتئاب أو القلق، ما أظهر أن الدواء والجري كان لديهما فعالية بالقدر عينه. وشهدت مجموعة الجري أيضًا تحسينات في الوزن، وحجم الخصر، وضغط الدم، وصحة القلب، فيما اختبرت مجموعة الأدوية المضادة الاكتئاب تراجعًا على هذه المستويات.

وقالت كارميل تشوي، عالمة النفس السريري والأستاذة المساعدة بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن، غير المشاركة في البحث،: “لطالما اعتقدنا أن التمارين الرياضية تشكل دعمًا مساعدًا للعلاجات الأكثر رسمية مثل العلاج النفسي أو الأدوية”.

وأوضحت تشوي: “نرى أنه في بعض الحالات، قد تكون التمارين الرياضية مفيدة إسوة بمضادات الاكتئاب، مع آثار جانبية أقل وفوائد صحية بدنية أكبر”.

وأضافت أن السؤال حول أيهما أفضل التمارين الرياضية أو الدواء لعلاج الاكتئاب أو القلق، يبقى مفتوحًا ويعتمد على عوامل متعددة.

ما تظهره الأبحاث

وقال الخبراء إنّ خيار العلاج الذي يعمل بشكل أفضل يعتمد جزئيًا على التصورات أو التفضيلات الشخصية، ضمنًا دافع الشخص لممارسة الرياضة أو القلق بشأن الآثار الجانبية المحتملة للدواء، وفقا لسي إن إن.

وأوضح فيليبي باريتو شوتش، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والصحة العقلية بجامعة سانتا ماريا الفيدرالية في البرازيل، غير المشارك في الدراسة، : “بشكل عام، لا يوجد سبب لمطالبة المرضى باختيار واحد فقط من هذه التدخلات عندما لا يكون هناك تفاعل بينها”.

وتابع: “لا توجد مخاطر إضافية في تناول الحبوب وممارسة الرياضة. فأحدهما لا يستبعد الآخر. بطبيعة الحال، يمكن لأي شخص يعاني من الاكتئاب أن يخضع لكليهما من دون أي ضرر”.

أما بالنسبة إلى بن سينغ، زميل باحث في الصحة المساعدة بجامعة جنوب أستراليا، غير المشارك في الدراسة، فثمة أيضًا تحديات تستند إلى أبحاث، حول الإجابة على سؤال ما هو خيار العلاج الأفضل. ذلك أن شدة الاكتئاب تختلف، لكن معظم الدراسات “تميل إلى التركيز على الأشكال الخفيفة من الاكتئاب لأنها أكثر شيوعًا وأمانًا للدراسة”.

وقال باركو سيو، الأستاذ المساعد في علم الحركة بجامعة هونغ كونغ، غير المشارك أيضًا في البحث، إنه نتيجة لذلك، لا يُعرف الكثير عن علاج الاكتئاب الشديد من خلال ممارسة التمارين الرياضية.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، فإن ممارسة الرياضة وحدها لا تكفي عادة.

وعلّق سينغ أنّ “الاكتئاب الشديد عادة ما ينطوي على أعراض حادة، مثل الحزن العميق، واليأس المستمر، والأفكار الانتحارية أو عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية”.

وأضاف أن “الاكتئاب الشديد يتطلب في كثير من الأحيان مجموعة من العلاجات والإشراف الطبي الدقيق”.

زر الذهاب إلى الأعلى