تكنولوجيا

هل ينجح تطبيق “ماستودون” في منافسة تويتر؟

برز اسم تطبيق “ماستودون” المغمور أخيرا بعد الأزمات التي طالت منصة تويتر للتدوين المصغر عقب سيطرة إيلون ماسك عليها والفوضى التي أحدثها.

ويستلهم التطبيق الذي لم يكن في الحسبان قبل أزمة ماسك وتويتر، اسمه من حيوان منقرض يشبه الفيل، وكان انطلق قبل 6 سنوات، ولكنه لم يكن ذائع الصيت.

وبدأ التطبيق في الاستحواذ على اهتمام المهاجرين من تويتر وغيرهم بعد صعود اسمه أخيرًا لأنه يعتمد برنامجًا لا مركزيًّا، وبالتالي لا يمكن السيطرة عليه من قبل شركة أو ملياردير.

مقالات ذات صلة

و”ماستودون” ليس موقعًا واحدًا، بل هو شبكة تضم آلاف المواقع، يطلق عليها اسم سيرفيرز (خوادم). وهذه الخوادم “متّحدة” لكنّها ليست واحدة، أي إنّ كل خادم يُدار من قبل كيان مختلف.

لكن مستخدمي هذه الخوادم المختلفة يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض، دون الحاجة إلى نظام مركزي.

ويُطلق على المساحة التي تتواجد فيها هذه الخوادم المختلفة اسم “فيديفيرس”، أو كما يسميه بعض المستخدمين “ذا فيدي”، أما التدوينات فتسمى “توتس”، ويمكن للمستخدمين التفاعل مع مختلف الخوادم.

وقال يوجين روشكو مؤسس “ماستودون” ومطوره إن ذلك يسمح بخلق تجربة عالمية موحدة دون أن تكون خاضعة لسيطرة كيان واحد، بحسب ما نقلته عنه صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.

وعلى عكس الشبكات الاجتماعية الكبرى، فإن “ماستودون” مجاني للاستخدام وخال من الإعلانات، وتم تطويره من قبل منظمة غير ربحية يديرها روشكو، ويتم دعمه من خلال التمويل الجماعي، بحسب شبكة CNN.

وذكرت الشبكة أن عمليات الاشتراك الجديدة في “ماستادون” تضمنت بعض مستخدمي تويتر الذين لديهم عدد كبير من المتابعين، مثل الممثلة الكوميدية كاثي غريفين التي انضمت في بداية الشهر الجاري والصحفية الأمريكية المعروفة مولي جونغ فاست التي انضمت للتطبيق الأسبوع الماضي.

وكان موقع “ياهو” أكد أن تطبيق المدونات الصغيرة “ماستودون” شهد عددًا قياسيًّا من التنزيلات بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر.

وقال الموقع في تقرير له إنه “بينما يتبع العديد من مستخدمي تويتر نهج الانتظار والمراقبة وربما لم يحذفوا حساباتهم بالكامل في هذا الوقت، يقوم عدد كبير من الأشخاص حاليًّا بفحص بدائل تويتر.

وأضاف أن أحد هذه البدائل هو “ماستودون”، وهي شبكة اجتماعية لامركزية اكتسبت أكثر من 70 ألف اشتراك جديد في يوم واحد، بعد يوم من اكتمال عملية الاستحواذ من إيلون ماسك.

وظهرت خدمة المدونات الصغيرة المجانية والمفتوحة المصدر للمرة الأولى في مارس 2016، وتقدم نهجًا مختلفًا للشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت.

وعلى غرار تويتر، يمكنك متابعة مستخدمين آخرين وإنشاء منشورات يمكن الإعجاب بها وإعادة تغريدها (أو “tooted” بلغة ماستودون، واستخدام علامات التصنيف ومشاركة الوسائط والمزيد.

ولكن على عكس تويتر، فإن ماستودون عبارة عن شبكة اجتماعية موزعة حيث يقوم المستخدمون بالتسجيل على خوادم فردية، أو عقد، لكل منها سمة وقواعد ولغة وسياسة اعتدال خاصة بها.

ويعمل “ماستودون” على الويب أو الهاتف المحمول، بما في ذلك من خلال تطبيقات الهاتف المحمول المحلية.

وكانت هناك بالفعل إشارات في الأيام الأخيرة على أن ماستودون كان يستفيد من الفوضى والقلق الذي صاحب التغيير الفوضوي في ملكية تويتر.

وحتى قبل بيع تويتر، كان البعض يتحقق من “ماستودون”، كما أشار يوجين روشكو مؤسس التطبيق والمطور الرئيس.

وقال إن 18000 شخص اشتركوا في حسابات “ماستودون” في الأسبوع الذي سبق بيع تويتر (من الـ20 من أكتوبر إلى الـ27 من أكتوبر)، حسب ما ذكرت مجلة Wired في ذلك الوقت.

وساعد هذا التدفق من المستخدمين الجدد أيضًا في تعزيز تطبيق Mastodon mobile حتى بعد ظهر يوم الجمعة، فقفز التطبيق إلى المركز الـ38 في فئة الشبكات الاجتماعية في متجر التطبيقات الأمريكي، كما أشارت بيانات من شركة التطبيقات Sensor Tower.

وذكر تقرير من الشركة ذاتها أن هذا تغير منذ ذلك الحين، إذ انتقل التطبيق الآن إلى المركز الـ21 في فئة الشبكات الاجتماعية في متجر التطبيقات الأمريكي، متصدرًا أعلى مستوياته السابقة.

كما شهدت أكبر عدد من التثبيتات على الإطلاق في يوم واحد يوم السبت الـ29 من أكتوبر، مع 34000 تنزيل جديد عبر كل من iOS و Android في ذلك اليوم.

وتعد ألمانيا أكبر سوق لشركة Mastodon بنسبة 37٪ من التركيبات، تليها الولايات المتحدة بنسبة 19٪ واليابان بنسبة 7٪.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى