هل يودع مرضى السكري إبر الإنسولين؟
لا يرغب كثير من مرضى السكري الحقن المتكرر بالإنسولين لكنه ضرورة لكثير منهم، مع ذلك يمكن أن تصنع التقنيات الجديدة واقعا مختلفا لهؤلاء المرضى من خلال علاج المرض مرة واحدة.
طور باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جهازا قابلا للزراعة يمكن أن يمد الجسم بالإنسولين على مدى طويل، صمم لحماية الخلايا الجزيرية المنتجة للإنسولين من الاستجابات المناعية الضارة، بينما يولد الجهاز الأكسجين باستمرار للحفاظ عليها.
وأظهرت نتائج دراسة منشورة في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”، أن الخلايا المزروعة داخل الجهاز كانت قادرة على الصمود وإنتاج الإنسولين في الحيوانات على مدار شهر واحد.
وقال الدكتور انيال أندرسون، أستاذ الهندسة الكيميائية في معهد ماساتشوستس والمؤلف الرئيس للدراسة، “لقد طورنا ما أظن أنه أول جهاز ينتج الأكسجين ويبقي الخلايا الجزيرية حية لفترة طويلة، كل ذلك دون أسلاك”.
ووضع الباحثون في الدراسة الجديدة، خطة لتوفير الأكسجين على الفور للخلايا المغلفة داخل الأجهزة باستخدام مورد وفير آخر في الجسم “الماء”.
جرب الباحثون استراتيجيتهم من خلال تعبئة الأجهزة بخلايا جزيرية من الجرذان وزرعها في نموذج مصاب بالسكري، خلال شهر قاسوا مستويات السكر في دم الفئران التي عولجت، ولاحظوا أنها انخفضت إلى مستويات طبيعية في غضون يوم واحد وظلت كذلك حتى بعد يومين من إزالة الأجهزة المزروعة.
وفي تجربة منفصلة، حقن الفريق جرعة عالية من الجلوكوز في الفئران المصابة بالسكري، ما أدى إلى ارتفاع مستويات سكر الدم كما في الفئران السليمة، بينما أنتجت الفئران التي زرعت فيها الأجهزة كمية كافية من الإنسولين لضبط سريع لمستوى السكر في الدم إلى المستوى الصحي.
هذا النجاح الأولي مع الفئران يهيئ فريق البحث للعمل المستقبلي على حيوانات أكبر لفترات زمنية أطول، وفقا لما صرح به أندرسون، وستتضمن الخطوات القادمة زيادة عدد الخلايا في الأجهزة المزروعة مع الحفاظ على صغر حجم الجهاز.
وقالت جيسيكا فالكوني مديرة برنامج الأجهزة الطبية في المعهد الوطني للصور الطبية والهندسة الحيوية، “هذا الجهاز يتعامل مع مجموعة من التحديات التي واجهها الباحثون لفترة طويلة، إن هذا البحث لديه القدرة في يوم من الأيام على تخفيف عبء التحكم بمستوى الإنسولين المستمر للمرضى وقد يوفر أيضا علاجات لاضطرابات أخرى”.