هولتسنايدر: الكويت شريك ديبلوماسي مهم والعقوبات الدولية على روسيا تؤتي ثمارها
عشية حلول الذكرى الأولى لبداية الغزو الروسي على أوكرانيا، أكد القائم بالأعمال الأميركي جيمس هولتسنايدر أن الغزو الروسي لأوكرانيا كانت له آثار كارثية على الشعب الأوكراني وعلى الاقتصاد الروسي والأمن الغذائي العالمي، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانه إنهاء هذا الأمر واحترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة بمناسبة الذكرى الأولى لبداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أن الرئيس بوتين لم يكن مهتماً بالديبلوماسية حتى هذه اللحظة، موضحا أن الكويت تعرضت لتجربة مماثلة وقال إن أكثر من 50 دولة اجتمعت في الأيام الماضية ضمن مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، للحديث عن الدعم لأوكرانيا والشعب الأوكراني الذي يتعرض منذ نحو عام لفظائع، وقد قدمت أميركا نحو 30 مليار دولار من المساعدة وستظل ملتزمة بدعم شعب أوكرانيا والدفاع عنه. وأكد أن مؤتمر ميونيخ للأمن سيشهد محادثات حول أوكرانيا مرة أخرى وسيكون هناك تركيز وأولوية على ضمان الوحدة الدولية ضد الغزو الروسي غير المبرر.
وفي شأن ما إذا كان هناك تعاون بين الكويت ومجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة و«الناتو» لمواجهة الغزو الروسي، شكر هولتسنايدر الكويت على موقفها المبدئي الذي اتخذته في الأمم المتحدة، حيث شاركت الحكومة الكويتية في رعاية القرار الأولي الذي يدين الغزو، ثم واصلت الرعاية والتصويت لقرارات الأمم المتحدة التي تدين الغزو غير المبرر.
ولفت الى أن الكويت قدمت مساعدات إنسانية للشعب الأوكراني، حيث تشتهر بدعمها الإنساني في جميع أنحاء العالم، معربا عن اعتقاده أن الكثير من الكويتيين يتعاطفون كثيرا مع ما يحدث في أوكرانيا بعدما خاضوا تجربة مماثلة. وأشاد هولتسنايدر بـ «دور الكويت الرائد في النشاط الديبلوماسي والإنساني حول العالم»، واصفا إياها بـ «الشريك الديبلوماسي المهم في جميع أنحاء العالم العربي»، مضيفا أن «الكويت تتمتع بسمعة طيبة للغاية باعتبارها وسيطا دوليا»، مشددا على أنه ليس مندهشا من لقاء وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله مع الأوكرانيين، معتبرا في الوقت نفسه أن لقاء العبدالله بسفراء مجموعة السبع «يعود إلى وحدة المجتمع الدولي بشأن المسألة الأوكرانية».
وقال: «نحن وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وأستراليا وكندا، جميعنا متحدون في معارضتنا لما يفعله الرئيس بوتين في أوكرانيا ونتشارك مع الكويت مخاوفنا، خصوصا فيما يتعلق بالتطورات المقلقة مثل تصدير الأسلحة الإيرانية إلى روسيا»، معربا عن اعتقاده أن «العقوبات الدولية على روسيا تؤتي ثمارها»، لافتا أن «الهدف من هذه العقوبات، هو أن نوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وللحكومة الروسية أن هذا النوع من السلوك لا يتم التسامح معه»، لافتا الى أن «الرئيس الأميركي جو بايدن كان واضحا جدا بشأن رغبته في فرض عقوبات فعالة تحمي أيضا السكان المعرضين للخطر في تلك الدول». وعما اذا كانت هذه الحرب المستمرة ستتحول إلى حرب نووية دولية كما يهدد بوتين، قال القائم بالأعمال الأميركي: «لا أريد الخوض في الافتراضات، مجددا التأكيد على الالتزام بدعم الشعب الأوكراني ليتمكن من الدفاع عن نفسه، معتبرا أن التعليقات حول الأسلحة النووية والحرب النووية هي تعليقات غير مسؤولة، داعيا الروس إلى مغادرة أوكرانيا على الفور».
وأضاف «إن كانت روسيا تعلل غزو جارتها أوكرانيا، بتوسع حلف شمال الأطلسي نحو أراضيها، فإن هذه ليست حجة نتفق معها، وتشبه إلى حد بعيد الحجج التي قدمها المقبور صدام حسين منذ سنوات لغزوه الكويت من دون وجود أي مبرر لذلك».
وصول السفيرة
قال هولتسنايدر إن السفيرة الأميركية الجديدة ستصل البلاد في المستقبل القريب، لافتا إلى انه تمت تسميتها منذ سبتمبر الماضي 2022، وهي سفيرة تتمتع بخبرة ديبلوماسية كبيرة خدمت في عدد من الدول العربية، ولكن اجراءات تعيينها أخذت وقتا أطول نتيجة الانتخابات التي جرت في نهاية عام 2022 حيث تمت إعادة تسميتها في يناير هذا العام.
الاتفاق النووي
رداً على سؤال حول التصريحات الإيرانية بشأن التزامها بالاتفاق النووي، بانها ليست الطرف الذي انسحب منه، قال هولتسنايدر إن المتحدث الرسمي قال إن الجانب الإيراني لم يبد اهتماما جديا بالاستمرار في المفاوضات، لافتا الى الضغوطات على الشعب الايراني بصورة واضحة، ما أدى الى وجود موجة من الاحتجاجات ضد الحكومة، وانخراط الحكومة الإيرانية في تصدير الأسلحة الى روسيا جعل من أولوياتنا حاليا ليست استكمال المفاوضات حول الاتفاق النووي وإنما حول تدخلات إيران.
مناقصات ميناء عبدالله
أكد القائم بالأعمال الأمـيركي مـدى اهـتــمـام الشركـات الأميركية بالمناقصات الـمـوجودة في ميناء عبدالـله، وقال إن الشركات الأمـيركيـة لـها تاريخ كبير جدا في تنفيذ المشروعات عـالية الجودة سواء في الكويـت أو المنطقة أو العالم، لافتا الى أن الأمر يعود الى الحكومة الكويتية، متطلعـا الى العديد من الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البـلدين، خصوصا بعد عودة الحياة الطبيعة بعد جائحـة كـورونا، حـيـث إن الـكويت شريك دولي مهم في العمليات اللوجستية.
العلاقات الكويتية – العراقية
حول تقييمه للعلاقة بين الكويت والعراق بعد مرور 32 عاما من التحرير ووجود بعض الملفات العالقة منها ترسيم الحدود، قال هولتسنايدر إن «الكويت حليف قوي للولايات المتحدة الأميركية، معربا عن سعادته بالرغبة المشتركة بين البلدين لتطوير العلاقات الكويتية- العراقية، مستشهدا بالزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، فضلا عن مشاركة الكويت في كأس الخليج الذي أقيم في البصرة، موضحا أن هناك عملية تتم وفق معايير محددة بخصوص ملف الحدود البحرية، معربا عن استعداد بلاده لدعم الطرفين في هذه العملية ودعم الحوار بينهما».
تهنئة بالأعياد الوطنية
هنأ القائم بالأعمال في السفارة الأميركية الكويت أميرا وحكومة وشعبا بمناسبة الأعياد الوطنية، مشيرا الى دور الولايات المتحدة الأميركية ودول التحالف في تحرير الكويت ومساعدة المواطنين الكويتيين في تحرير بلادهم منذ 32 عاما.
واستذكر أولئك الذين ضحوا بحياتهم من الشهداء والذين بلغوا نحو 300 جندي أميركي ممن شاركوا في تحرير الكويت والتضحية بأرواحهم، لافتا الى عمق وقوة العلاقات بين البلدين كشركاء مهمين.
وأشار الى تنوع مجالات التعاون بين البلدين لتشمل الدفاع والأمن السيبراني والاقتصاد والاستثمار وتبادل المعلومات والتجارة وغيرها، مشيرا إلى أن هناك العديد من الكويتيين الذين يتلقون تعليمهم في الولايات المتحدة ولدينا شراكات مهمة في مختلف مجالات التعاون.