واشنطن بوست: الكيان الصهيوني يستعد لغزو لبنان منذ سنوات
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن هناك أصوات تتعالى في إسرائيل من أجل القيام بعملية برية واسعة النطاق في لبنان، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو متردد في اتخاذ القرار.
وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته اليوم الأربعاء،: “منذ عقد، تستعد إسرائيل للمعركة مع حزب الله، وكان واضحاً أن الحرب لا يمكن تجنبها مع مرور الوقت، خاصة مع اندلاع الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضد حماس، ودخول حزب الله للمعركة ضد إسرائيل دعماً للحركة الفلسطينية”.
ومضت تقول: “جاء القصف الإسرائيلي لمناطق جنوب لبنان في أعقاب الهمات غير المسبوقة التي قامت بها على أجهزة الاتصالات الخاصة بتنظيم حزب الله، وبالتحديد أجهزة البيجر ووكي توكي، التي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف في لبنان، والتي كانت بمثابة تصعيد درامي للعمليات الإسرائيلية ضد التنظيم اللبناني”.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين سابقين ومحللين قولهم إن إسرائيل فتحت الباب أمام غزو بري محتمل للبنان، وهو ما طالبت به المؤسسة الأمنية في البلاد منذ فترة.
وقالت ميري إيسين، المسؤولة الاستخباراتية البارزة السابقة في الجيش الإسرائيلي،: “الجيش يستعد منذ فترة طويلة لهذه العملية.. الآن ومع بدء المرحلة الأولى للحرب لا يزال السؤال قائماً: ماذا ستكون الخطوة المقبلة”.
ويرى محللون نتانياهو كان متردداً في السابق في الدخول في مواجهة شاملة مع حزب الله، خوفاً من القتال على جبهتين والتورط في حرب أخرى مكلفة، وغير حاسمة في لبنان.
وفي حين تظل هذه المخاطر قائمة، فإن هناك مزايا سياسية يمكن أن يكسبها نتانياهو من خلال التحرك الآن، كما يقول المراقبون: شراء المزيد من الوقت لإعادة بناء سمعة نتنياهو المتهالكة، وتأخير لجنة التحقيق المحتملة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن الحرب الطاحنة في غزة والظروف المزرية التي يعيش فيها الرهائن المتبقين في البلاد.
من جانبه، قال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي، إن الكثير من الإسرائيليين يرون ضرورة اتخاذ موقف أكثر حسماً ضد حزب الله، وأن التصعيد الجاري كان حتمياً، لأنه من وجهة النظر الإسرائيلية فإنه لم يكن ممكناً استمرار الحال على ما هو عليه، من خلال السماح لحزب الله بتهديد شمال إسرائيل.