أخبار الكويت

واشنطن: تعزيز التعاون العسكري مع الكويت… وإيران لا تزال المصدر الأساسي لعدم الاستقرار

أشادت مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية باربارا ليف، بالعلاقات التاريخية المتميزة مع الكويت، معربة عن سعادتها بلقاء وزير الخارجية الجديد الشيخ سالم العبدالله، متطلعة إلى المزيد من التعاون معه في الفترة المقبلة.

وفي لقاء مع الصحافيين عقدته، صباح أمس، على هامش زيارتها إلى الكويت في إطار جولتها للمنطقة، مع نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي دانا سترول وبحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية جيمس هولستنايدر، والملحق الإعلامي في السفارة الأميركية كريستين واتكنز، تطرقت ليف إلى قرار «أوبك +» الأخير بخفض إنتاج النفط وتأثيره على العلاقات مع دول الخليج، نافية وجود أي تصعيد في الوقت الحالي بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، لا سيما السعودية.

وأشارت إلى أن بلادها تسعى إلى استقرار سوق الطاقة ليس لمصلحتها فقط، وإنما لمصلحة مختلف دول العالم، مشددة على أن «الخلاف النفطي لا يؤثر على الروابط والعلاقات الدفاعية مع المنطقة».

الشرق الأوسط

وأكدت أن الشرق الأوسط لا يزال يحظى باهتمام كبير لدى الإدارة الأميركية التي تنظر إلى أمنه واستقراره كأولوية في علاقاتها الخارجية، معتبرة أن بلادها «تستطيع أن تفعل الكثير في المنطقة ولكنها لا تستطيع فعل ذلك بمفردها».

ورداً على سؤال عن حالة التقارب بين بعض دول المنطقة وبين الصين وروسيا، قالت ليف: «الدول المستقلة تستطيع اتخاذ قراراتها بحرية»، لكنها تساءلت: «ماذا قدمت روسيا والصين للمنطقة»؟

إيران

وفي شأن المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق المبرم معها العام 2015، قالت المسؤولة الأميركية: «إن إيجاد تسوية شاملة لملف البرنامج النووي الإيراني والسيطرة عليه، تشكل الهاجس الأكبر لأميركا، للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة»، معتبرة أن لا علاقة لانتخابات الكونغرس الأميركي بمسيرة هذا الملف، ولكن الأمر كله مرهون بتصرّف الحكومة الإيرانية والتزامها.

وعن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها إيران بسبب الاحتجاجات الشعبية، أوضحت ليف «أنظار العالم تتجه نحو ايران، وأميركا تساند حق الإيرانيين في الحصول على حريتهم وبالأخص حقوق المرأة».

وشددت على أن «إيران لاتزال المصدر الأساسي لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأن ما يحدث فيها من اضطرابات حالياً لم يؤثر على سلوكها المزعزع لأمن المنطقة واستقرارها»، لافتة إلى أن «الجميع شهد كيف أن إيران جهّزت ودرّبت وزودت بعض الميليشيات في دول مثل اليمن ولبنان وليبيا والعراق وسورية بصواريخ وأسلحة تكنولوجية متطورة، ما يؤثر ليس فقط على هذه الدول، وإنما أيضاً على الشحن الدولي البحري في باب المندب كما انها تهدد شبه الجزيرة العربية، لذلك نؤكد أن إيران هي المزعزع الأساسي لعدم استقرار المنطقة، كما أنها أرسلت المُسيّرات الى لروسيا لاستخدامها بحربها في أوكرانيا».

شراكة عسكرية

من ناحيتها، أكدت مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي دانا سترول التزام بلادها بأمن واستقرار المنطقة، مشيرة إلى وجود عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط بهدف الحفاظ على أمن المنطقة وإجراء التدريبات المشتركة مع دولها وتعزير الشراكة في مختلف المجالات ومنها الدفاع، مشيرة إلى أن الكويت كانت دوماً مضيفاً كريماً للقوات الأميركية، ولدينا معها شراكة في محاربة «داعش».

وأشارت إلى حرص بلادها على تعزيز تعاونها العسكري مع الكويت وتسليحها بأحدث المعدات التي تساعدها في حماية نفسها، مشيدة بالعلاقات الوثيقة بين الكويت وبلادها في المجال الدفاعي والأمني.

وأكدت أن القائد الجديد للقوات الأميركية في المنطقة وضع رؤى استراتيجية للمرحلتين الحالية والمستقبلية للتعاون مع دول المنطقة، واصفة إياه بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب حيث إنه يركز على الشراكة في ما بيننا واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

أولوية للتعاون مع دول الخليج

أكدت دانا سترول أن وزير الدفاع الأميركي يتطلع دائماً لتعزيز التعاون مع دول المنطقة، خصوصاً دول الخليج، التي لها الأولوية في جدول أعماله لمواجهة التحديات ولاسيما البرنامج النووي الإيراني.

وعن سياسة الولايات المتحدة لتطوير تعاونها مع دول الخليج، قالت سترول: «لدينا اتفاقيات أمنية مع كل دولة خليجية على حدة والتي تدخل في إطار العلاقات بين أميركا وكل دولة»، مؤكدة ضرورة التعاون المشترك بين بلادها ودول الخليج لتبادل المعلومات، وكذلك في التعاون الجوي والبحري من خلال التمارين والتجهيزات التي نوفرها لهم.

وعما إذا كانت الأحداث التي تشهدها إيران حالياً تؤثر على أمن واستقرار المنطقة، أجابت سترول: «لا… لكن ممارسات النظام الإيراني لم تتغيّر تجاه عدم الاستقرار في اليمن والعراق باستخدام أسلحة إيرانية الصنع»، لافتة إلى أن الطائرات المسيرة تسببت في مقتل الكثير من المدنيين في أوكرانيا والنظام الإيراني مستمر في سلوكه المزعزع للاستقرار.

لا نقاش في مسألة المطلوبين

رداً على سؤال حول طلب السلطات الكويتية من واشنطن رفع بعض أسماء المواطنين و«البدون» عن قائمة الإرهاب الدولي، أجابت مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية باربارا ليف: «لم ندخل في مناقشات عميقة في شأن هذه المسألة حالياً».

العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية

في ما يتعلق بإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، قالت ليف إن «أولوياتنا هي إعادة بناء العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية وخلق قنوات للتواصل بين الجانبين»، لافتة إلى قلق الإدارة الأميركية بسبب التوترات الحاصلة في قطاع غزة، متسائلة عما إذا كانت الحركات الإسلامية في القطاع جاهزة للدخول في مفاوضات جدية بهدف الاعتراف بالوجود الإسرائيلي.

«اكتشف أميركا»

قال القائم بأعمال السفارة الأميريكية جيم هولتسنايدر إن إدارة الرئيس جوزف بايدن واضحة جداً تجاه علاقاتها بدول المنطقة، فهي تعمل على تعزيز علاقاتها مع الكويت وبقية الدول الأخرى وكذلك دول العالم.

وتحدث عن الأسبوع الأميركي الذي ستقيمه السفارة الأسبوع المقبل تحت عنوان «اكتشف أميركا»، بعد توقف دام ثلاث سنوات، موضحاً أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة في بلاده.

ولفت إلى أحقية معرفة المواطنين والمقيمين في الكويت لإجراءات استخراج التأشيرات، وتعريف المجتمع الكويتي بالثقافة الأميركية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى