واشنطن تفكر في زيادة ترسانتها من الأسلحة النووية
أعلن مستشار الرئيس الأمريكي لمنع انتشار الأسلحة النووية براناى فادى أن الولايات المتحدة لا تستبعد أن تقرر في المستقبل زيادة ترسانتها النووية إذا لزم الأمر.
وقال خلال كلمته في الاجتماع السنوي لجمعية الحد من الأسلحة في واشنطن: “بدون تغيير في مسار الترسانات [النووية] لخصومنا، قد نصل في السنوات المقبلة إلى نقطة نحتاج فيها إلى زيادة عدد [الأسلحة النووية]”.
وأضاف: “يتعين علينا أن نكون مستعدين بالكامل لتنفيذ ذلك إذا قرر الرئيس الأمريكي القيام بذلك وإذا جاء ذلك اليوم، فهذا يعني أن هناك حاجة إلى المزيد من الأسلحة النووية لردع خصومنا وحماية الأمريكيين، وكذلك شركائنا وحلفائنا”.
وأشار فادي إلى أن الولايات المتحدة “لا تحتاج إلى زيادة قواتها النووية لتعادل أو تتجاوز جميع الخصوم مجتمعين لردعهم بنجاح”، مؤكدا أن واشنطن “تتخذ بالفعل خطوات معقولة” لتغيير قدرات قواتها النووية.
كما أوضح مدير شؤون الحد من الأسلحة ونزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية أن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في مقترحات الصين بشأن عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية، ولكنها تتوقع المزيد من التفاصيل من بكين حول هذا الموضوع.
وقال: “إذا كانت جمهورية الصين الشعبية مهتمة بتقديم اقتراح عبر القنوات المناسبة لمعاهدة عدم الاستخدام [الأسلحة النووية]، فسوف نكون سعداء بالاستماع إليهم. من الصعب تحديد مدى واقعية هذا الاقتراح، لأنه كان بمثابة قضية جانبية في مؤتمر نزع السلاح، ولم يتخذ أي خطوات دبلوماسية أخرى”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة ستكون سعيدة بالنظر في مقترحات الصين”، لكنه غير متأكد من الخطوة التالية التي ستتخذها بكين على وجه التحديد.. نحن الذين نحاول بدء حوار أكثر تفصيلا لضمان قدر أكبر من الشفافية في عقيدتنا وسياستنا النووية”.
ومن جانبه، صرح عضو مجلس النواب الأمريكي جون غاراميندي بأن الولايات المتحدة يجب أن تستمر في الدفع باتجاه تجديد الحوار النووي مع روسيا، بغض النظر عن الوضع الجيوسياسي الحالي.
وقال في الاجتماع السنوي لجمعية الحد من الأسلحة في واشنطن في إشارة إلى الاتصالات في المجال النووي: “من الواضح أن الأمر لا يتطلب الكثير من المراقبة لإدراك أن هناك فرصا قليلة للغاية للحوار بين الولايات المتحدة وروسيا. ومع ذلك، ينبغي لنا أن نواصل الدفع من أجل ذلك”.
وأكد عضو الكونغرس الذي يمثل الحزب الديمقراطي الحاكم أن “الدور الحاسم الذي يلعبه الحد من الأسلحة في ضمان الاستقرار والأمن العالميين يتجلى بوضوح عندما ننظر إلى المواقف الخطيرة العديدة التي كثرت في التاريخ. ولا يمكننا أن ننتظر أزمة الصواريخ الكوبية المقبلة حتى ندرك مخاطر سوء التفاهم والفشل في الانخراط في الحوار”.
وفي الوقت نفسه، انتقد غاراميندي (من كاليفورنيا) روسيا بشدة، محاولا إلقاء اللوم عليها بشكل أساسي في إثارة الأزمة الأوكرانية وتدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن.
كما وصف المشرع حوارات الولايات المتحدة الأخيرة مع القادة السياسيين والعسكريين في الصين بالملهمة، مضيفا “يتعين علينا أن نقبل اقتراح الصين بمناقشة سياسة عدم الاستخدام الأول للأسلحة النووية” وشدد على أن “(نحن) لا نعرف إلى أين ستقود هذه المناقشة. لكن هذه فرصة. وسنكون حمقى إذا لم نستغل هذه الفرصة ونرى ما يمكننا تحقيقه بها”.