وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية في جامعة الكويت أقامت ندوة افتراضية حول حريق المباركية
تحت رعاية الاستاذة الدكتورة مها السجاري القائم بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية أقامت وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية ندوة افتراضية بعنوان “سوق المباركية بين 1970 -2022 تحديات ودروس مستفادة من الماضي والاحداث الاخيرة” وذلك بالتعاون مع سفارة جمهورية إيطاليا في دولة الكويت، وشارك في الندوة البروفسور البريكو بلجيوجوسو المصمم والمطور الايطالي لساحة الصفاة والمباركية في عام 1970.
ورحبت القائم بأعمال عميد الكلية أ.د مها السجاري بالحضور وأعربت عن سعادة الكلية بالتعاون المتكرر مع سفارة جمهورية إيطاليا في إقامة ندوات ومحاضرات وورش عمل مرتبطة بمجالات الآثار والتراث، مضيفة أن الكلية من خلال وحدة الدراسات الآثرية والفولكلورية وأساتذتها على أتم الاستعداد لتقديم النصح والمشورة والرأي العلمي في عملية المحافظة على المواقع والمباني والمناطق التراثية والأثرية.
وقدم رئيس الوحدة الدكتور حسن أشكناني خلال الندوة عرضًا لتاريخ الاسواق في الكويت والتي كانت لفترة متأخرة تعد عصب الحياة الاقتصادية في مدينة الكويت القديمة، بوصفها المكان الرئيسي لعرض كل ما يجلب من الخارج عن طريق التجارة البحرية والبرية، كما أن الأسواق هي المكان الذي يزاول فيه أصحاب الحرف مهنتهم بتحويل المواد الأولية إلى منتجات مفيدة.
وأشار أشكناني إلى أن منطقة سوق المباركية اشتهرت بهذا الإسم في فترة متأخرة بعد انتقال مبنى مدرسة المباركية بالقرب من السوق، مضيفا أن عمر الأسواق الموجودة فيها يزيد على ١٨٠ سنة؛ إذ أشار الرحالة الأجانب في تقاريرهم إلى زيارتهم للسوق، وسجلوا ملاحظاتهم حول المقاهي والبضائع المعروضة، مثل الرحال الإيطالي موسيزانو في زيارته للكويت عام ١٨٦٢، وكانت المنطقة تحتوي على أكثر من ٢٣ سوقاً مختصاً مثل سوق الزل، وسوق الذهب، وسوق التجار، وسوق الداخلي، وسوق الأبواب، وسوق الطحين، وسوق الخبابيز، وسوق الجت، وسوق الصراريف، وسوق التمر، وسوق السمك، وسوق الخضراوات ،وسوق البشتختات، وسوق الصفافير.
واضاف: وأصبحت منطقة سوق المباركية فيما بعد واسعة لتشمل الشوارع والمعالم المحيطة بها مثل الشارع الجديد ودروازة العبدالرزاق وسوق الأقمشة وحديقة البلدية.
وأوضح الدكتور حسن أشكناني أن الحريق الذي تعرض له سوق المباركية في ٣١ مارس ٢٠٢٢ أصاب جهة مهمة من الناحية الزمنية والمعمارية؛ فهي أقدم منطقة تاريخية في المباركية وتحمل عناصر أصيلة من السوق ومواد البناء المكونة من صخر البحر وطوب اللبن وطابوق الآجر ومادة النورة، وكذلك إسمنت فترة الاربعينيات وهي بقعة تشمل سوق الصفافير وسوق السلاح وسوق الطحين، وهو موقع مسجل ضمن قائمة سجل المباني التاريخية ذات الدرجة الأولى KHBR 11103-19 في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ومن جانبه أعرب البروفيسور البريكو بلجيوجوسو المصمم والمطور الإيطالي لساحة الصفاة والمباركية في عام 1970 عن بالغ أسفه لسماع خبر حريق جزء من منطقة أسواق المباركية، وقال بلجيوجوسو أنه قد أوكلت إليه مهمة تطوير المنطقة في عام ١٩٦٩ ضمن عمله في شركة BBRP و حاول أن يعيد تصميم منطقة ساحة الصفاة لتتصل مع أسواق المباركية بطريقة تتواءم مع طبيعة الكويت البيئية والتاريخية من خلال عمل ممرات موازية لما هي عليها في أسواق المباركية، وكذلك شوارع مدينة الكويت القديمة.
وأوضح باجيوجوسو أنه يمكن إعادة ترميم الجزء المحروق من منطقة المباركية بالمواد الأصلية نفسها، وكذلك بمواد مستهدفة قريبة من الشكل الأصلي؛ وذلك لضمان بقاء روح المكان التاريخي للحفاظ على قيمته الاقتصادية والثقافية باعتبار أسواق المباركية المكان الفريد الذي يجمع حرفيين كويتيين ومنتجات تقليدية، كما أنه مكان تتفق على رمزيته التاريخية جميع الأجيال، مشيرا إلى أنه يمكن فرز المواد الباقية من منطقة الحريق للتعرف على ما يمكن استخدامه في عملية الترميم والتطوير خاصة أن هنالك تجارب مع مناطق في أوروبا تم إعادة ترميمها وإحيائها باتقان.
وقال المستشار المعماري محمد خسروه من كلية العمارة في جامعة الكويت أن فكرة تطوير منطقة أسواق المباركية كانت محط اهتمام الحكومة منذ الستينيات، وتمت استشارة مكاتب عالمية، وتم تنفيذ بعضها وبعضها الآخر لم يتم.
وكانت إحدى أهم المحاولات لتطوير المنطقة هي فترة السبعينيات التي قدم فيها البريكو بلجيوجوسو أفكاره في إضافة مساحات أسفل السوق وطوابق تعلو بعض المباني إضافة إلى تعديلات في بداية الألفية إذ منعت السيارات من الدخول إلى منطقة سوق الصراريف وسوق الغربللي والشارع الجديد، وحافظت على وحدة المكان وإفساح المجال لزوار المنطقة التحرك فيها.
ومن جانبه أكد سعادة سفير جمهورية إيطاليا في دولة الكويت السيد كارلو بالدوتشي استعداده للتواصل مع الجهات المسؤولة لتقديم خبرات الجامعات والمعاهد والمؤسسات الإيطالية لترميم المنطقة المتضررة من سوق المباركية لما لها من أهمية تاريخية وسياحية فهي الوجهة الأولى للجميع سواء للأهالي أو السائحين.