وزارة الكهرباء والماء تطلق حملة «وفر» وتسعى لإدخال التكنولوجيا المرشدة للطاقة
أكدت مديرة ادارة العلاقات العامة والاعلام نائب رئيس لجنة ترشيد استراتيجيات الاستهلاك في وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة م.مهى الهاجري ان الكميات المهدرة في الاستهلاك سواء من الكهرباء او الماء هي المستهدف ترشيدها وليس الحاجات الاساسية للمواطن ورفاهيته. وقالت في لقاء مع «الانباء» ان الترشيد يجب ان يصبح ثقافة مجتمعية وليس فقط موسمية اي موسم الصيف، لافتة الى ان الوزارة ارسلت كتبا رسمية لجميع جهات الدولة تتضمن الاجراءات التي من شأنها التقليل من نسب الهدر الحاصل فيها. ولفتت الى ان الوزارة تتعاون حاليا مع وزارتي الاوقاف والتربية لنشر هذه الثقافة، مشيرة الى ان هناك فارقا في نسب استهلاك الفرد في الكويت مقارنة بأي دولة اخرى مشابهة لظروفنا المناخية والحياتية. الهاجري تحدثت عن عدد من القضايا والحلول والبدائل المتعلقة بالترشيد. وفيما يلي التفاصيل:
بداية ما لجنة ترشيد استراتيجيات الاستهلاك التي تم تشكيلها مؤخرا وكيفية عملها؟
٭ تعمل هذه اللجنة اساسا لوضع سياسة لترشيد استهلاك الكهرباء والماء بالتنسيق مع جهات الدولة وهي ذات طابع توعوي فني، تم من خلالها تشكيل 3 فرق مختلفة وهي الفريق الاعلامي الذي يعمل على بث الرسائل التوعوية وتنفيذ البرامج الكفيلة بإيصال المعلومة الى المواطن، وفريق الدراسات الفنية وتطبيقات الترشيد لوضع اسس فنية وادخال التكنولوجيا في ادوات الترشيد بهدف تقليل الاستهلاك، وفريق متابعة تنفيذ الاستراتيجية والذي يتابع مع جهات الدولة لمراقبة تنفيذ الاستراتيجيات الموضوعة ومتابعة مواطن الهدر وتقديم النصائح لهذه الجهات.
هل بدأتم بالتواصل مع جهات الدولة خصوصا انها من اكبر المستهلكين في البلاد؟
٭ نعم بالطبع في الشق التوعوي بدأ التعاون مع وزارتي الاوقاف والتربية وهناك استجابة كبيرة من قبل هذه الجهات وغيرها ونطمح لمزيد من التنسيق للوصول لاكبر شريحة من الجهات والمواطنين.
أما فنيا فهناك ترتيبات مع الجهات الحكومية وكتب اصدرتها الوزارة لجميع جهات الدولة تتضمن الاجراءات التي من شأنها التقليل من الاستهلاك وخاصة نسب الهدر الحاصل فيها وهناك اجتماعات تمت ومن المقرر ان تتم مع بعض الجهات لتطوير التعاون في شأن ترشيد الاستهلاك خصوصا ان بعض الجهات لديها مبان غير مستغلة ومبان ثانوية وفرعية ولا تكون فيها الرقابة على الاستهلاك كما في المباني الرئيسية.
ما نسبة الهدر في الجهات الحكومية؟
٭ من خلال احصائيات الوزارة رصدنا نسبة لا يستهان بها من الهدر في الجهات الحكومية ولكن في حال التزمت هذه الجهات بالاجراءات التي وضعتها الوزارة فلا شك أن نسبة الهدر ستنخفض بشكل كبير.
دعوة المواطنين للترشيد
في دعوتكم المواطنين للترشيد فماذا تقصدون بالترشيد وما هية الاستخدامات التي يمكن الترشيد فيها؟
٭ الترشيد نقصد به الاستهلاك الامثل للكهرباء والماء، اي الاستهلاك بمسؤولية، وعند الحديث عن الترشيد لا نقصد به الحاجات الاساسية للفرد من كهرباء او ماء او حتى الاستهلاك الموفر للراحة والرفاهية وانما نقصد به الهدر الحاصل في الاستهلاك فمثلا في التكييف فنحن لا نطلب من المواطن اطفاء التكييف او رفع درجته في المناطق المشغولة وانما ما نطلبه هو رفع حرارة التكييف في المناطق غير المستغلة او الخفيفة الاشغال وفي هذه الحالة سيحصل على نفس الخدمة ولكن باستهلاك أقل، ونقيس على ذلك الاجهزة الأخرى والاضاءة وغيرها وكذلك في المياه نأمل من المواطن معالجة التسريبات في الشبكة الداخلية لمنزله بأسرع وقت لوقف الهدر.
البعض ينتقد دعوات الترشيد في ظل الظروف المناخية السائدة في البلاد فما تعليقكم؟
٭ نحن ايضا مواطنون وندرك تماما الحاجة لاستخدام الطاقة الكهربائية والمائية، ولا نطلب من المواطن التقليل من الاستهلاك في حاجاته الرئيسية وخاصة في ظل الظروف المناخية في البلاد وانما المساهمة في السيطرة على نسب الهدر الحاصل الذي يمكن ان نلاحظه من خلال المقارنة بين استهلاك الفرد في الكويت والاستهلاك في اي دولة اخرى مشابهة لظروفنا المناخية والحياتية.
التقنيات الحديثة
هل سيكون هناك توجه لاستخدام التقنيات الحديثة في الترشيد عبر الأجهزة والأدوات المجهزة لتخفيض الاستهلاك ذاتيا؟
٭ الفريق الفني المختص في اللجنة يعمل لادخال التكنولوجيا في قطاع الترشيد عبر ادراج اجهزة مختلفة يمكن ان يستخدمها المواطن او الجهات والشركات من شأنها خفض الاستهلاك كما يقوم الفريق بالبحث عن التقنيات المختلفة التي تساهم في الترشيد، بالاضافة الى المرشدات الموجودة اساسا والمتوافرة في الاسواق، كما رصدنا بعض هذه التقنيات في بعض جهات الدولة كتركيب اجهزة الاستشعار واطفاء الاضاءة ذاتيا وغيرها.
هل يمكن ان يفرض على المواطن استخدام هذه التقنيات ضمن نظام قانوني معين؟
٭ نحن الى الآن لا نستطيع ان نفرض على العميل استخدام هذه التقنيات ولكن نقوم بتوعيته بأن هذه المرشدات يمكن ان تساهم بالتوفير على جيب المواطن وبالتالي على خزينة الدولة وتقلل الضغط على شبكة الوزارة.
من ناحية الانتاج فالوزارة تقوم بواجبها بتوفير الطلب ولكنها في الوقت نفسه تعمل بهدف تقليل الهدر للحفاظ على هذه الخدمة المكلفة كثيرا.
ما أكثر الامور التي يمكن الترشيد في استهلاكها وما نسب التوفير؟
٭ نسبة استهلاك التكييف كبيرة جدا ولكن لا يستهان ايضا بالإضاءة والأجهزة الاخرى، فهناك اجراءات بسيطة جدا ولا تجهد المواطن او تقلل من رفاهيته وانما يمكن ان تشكل نمط حياة ينقلها لأبنائه فيصبح الترشيد ثقافة وليس امرا موسميا، وإطفاء الإضاءة مثلا في الاماكن غير المستغلة، او بمثل بسيط يمكن ان نورده هنا، استخدام غلايات المياه في المطابخ لو استخدمت بقدر الحاجة في كمية المياه الموضوعة فيها فإنها تستهلك كهرباء اقل مما لو كانت مليئة بالمياه اذ تحتاج الى وقت اطول حتى الغليان، هذه اجراءات تبدو بسيطة وهي فعلا كذلك على المستهلك ولكن عائدها كبير على الشبكة الكهربائية في حال التزم بها الجميع واصبحت ثقافة مجتمعية.
ما خططكم لإيصال هذه الاجراءات الى اكبر عدد من المستهلكين؟
٭ لجنة استراتيجية الترشيد اطلقت حملة «وفر» التي تبث رسائل اعلامية بعدة لغات هدفها الوصول الى اكبر عدد من المواطنين والمقيمين لتوضيح المقصود من الترشيد ولنقل الاجراءات البسيطة التي يمكن ان تساهم في خفض الاستهلاك في حال التفاعل معها سواء في الجهات الحكومية او في المنازل والمناطق السكنية.
ذكرتم الأبناء والسعي لكي يصبح الترشيد ثقافة مجتمعية فهل هناك مناهج تدرس في وزارة التربية تتحدث عن الترشيد في المدارس منذ المراحل المبكرة؟
٭ نعم هناك تواصل مع وزارة التربية في هذا الشأن وهناك فعلا في المناهج بعض الاشارات الى التدريس بالاضافة الى ما نقوم به من محاضرات وزيارات توعوية للمدارس ولكن نحن نأمل ان تدخل مسألة الترشيد كثقافة عامة في المناهج منذ المراحل الدراسية الاولى وتستمر مع الأبناء لكي تصبح نمط استهلاك وهناك اجتماع سيعقد قريبا مع المعنيين بالوزارة هدفه تعزيز التعاون في هذا المجال، كما اننا نستهدف حاليا الناشطين والمؤثرين على وسائل التواصل ممن يتابعهم هذا الجيل للمساهمة في بث الرسائل التوعوية لتغيير نمط الاستهلاك.
كيف وجدتم حجم التفاعل مع الحملة ومتى تتوقعون ان تبدأ نتائجها بالظهور؟
٭ التفاعل الذي نرصده مع الحملة جيد حتى الآن وخاصة من الجهات الحكومية حيث قمنا بعدة اجتماعات وهناك تنسيق لعقد عدد من الاجتماعات مع جهات اخرى ونحن على امل ان نرصد نتائج ايجابية قريبا وهنا نؤكد ان الترشيد ليس موسميا وانما نمط استهلاك مستمر، فالسيطرة على نسبة الهدر هدف نطمح له طوال ايام السنة وليس فقط في فترة الصيف لأن الأمر يعود بالفائدة على المواطن وعلى الوزارة معا.