وزيرة الإسكان رنا الفارس: مشروع “البيت الذكي” يخفض استهلاك الطاقة 40 %
أكدت معالي وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشئون الإسكان الدكتورة رنا الفارس ان نموذج “البيت الذكي” يعد احدث المشاريع التي عملت عليها المؤسسة العامة للرعاية السكنية والتي تضم اكثر من 20 تطبيقا ذكيا تساهم في تخفيض استهلاك المنازل لأكثر من 40% من الطاقة، منوهة الي أن تنفيذ المشروع يأتي تطبيقا لتوجيهات صاحب السمو امير البلاد باستخدام التكنولوجيا للحفاظ على الطاقة.
وأشارت الوزيرة الفارس خلال تدشينها مشروع البيت الذكي في مدينة جابر الأحمد أن المشروع سيكون متاحا للجمهور للاطلاع عليه تمهيدا لتطبيقه في العديد من المدن والمناطق بدون أي تكاليف إضافية .
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا أنس ميرزا إن المجموعة استفادت من استثماراتها في كبريات الصناديق وشركات التكنولوجيا العالمية في تنفيذ هذا المشروع ، الذي يشكل حاضنة لأكثر من 20 تقنية تكنولوجية حديثة تم استقطابها في ممارسة لواحدة من المهام الأساسية المناطة بها، وهي نقل وتوطين التكنولوجيا وتطويرها بما يلاءم ظروف البيئة ومتطلبات القطاعات الوطنية، مع دعمها ببرامج تدريبية متقدمة، وهو دور تواصل الشركة القيام به من خلال العديد من المشاريع التطبيقية بالإضافة إلى التقنيات الجديدة .
وأوضح ميرزا أن البيت يضم أحدث النظم والمواصفات التي تضعه على منصة أفضل المباني الخضراء والذكية المراعية لراحة الإنسان ، والمحافظة على البيئة، حيث استخدمت فيه مواد بناء بمواصفات خاصة، وأدخلت فيه أفضل نظم كفاءة وتوليد الطعاقة، ونظام تكييف عالي الجودة، ونظام إعادة تدوير المياه، بما يوفر 40٪ من استهلاك الطاقة و 50٪ من استهلاك المياه، وقد حاز على شهادة كفاءةالطاقة GSAS من فئة أربع نجوم وهي أعلى فئة تصنيفية في هذا المجال.
وأضاف أن أهم ما يميز هذا البيت أيضاً الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويحمل أحدث مواصفات ونظام البيوت الذكية والخضراء، حيث تم تشيده على طراز البيوت الكويتية ويحمل هويتنا المعمارية وتراثنا الأصيل المتوارث منذ الأجداد، ولا يأخد بأشكال الاغتراب التي قد تفقد المجتمع جانب من هويته وثقافته.
وأكد أنه نموذج لبيوت المستقبل التي يعتبر أمر تبنيها وتعميمها خياراً حيوياً نوفر به مواردنا النفطية اللازمة لإنشاء محطات جديدة، وتوجيهها نحو التصدير أو حفظها للأجيال القادمة.
و أعلن ميرزا عن قرار الشركة تزويد من يرغب من المواطنين بالشروط المرجعية الكاملة لهذا المشروع، شاملة التصميم والتكنولوجيات والتكلفة، والتي هي نتاج دراسات وأبحاث الشركة بغرض تمكينهم من تشييد
بيوتهم وفق مواصفات هذا البيت النموذجي .
ونوه إلى أن تكلفة التشييد وإدخال التقنيات والنظم لن تتجاوز في أي حال من الأحوال تكلفة إنشاء البيوت التقليدية القائمة حاليا، كما أن الفريق التقني والفني من الشركة الوطنية سوف يكون متاحا للرد على استفسارات المواطنين ،وسنقوم بالتنسيق مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية في هذا الشأن ليكون هذا البيت بمثابة متحف لتقنيات البيوت الذكية والمصدر الرئيسي للمعلومات.
المشاريع الخضراء
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة انرتك للطاقات المملوكة لمجموعة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا المهندس عبدالله المطيري إنه منذ تأسيس “إنرتك “وهي تسعى إلى بناء منصات لتسهيل نقل التكنولوجيا في مجال الطاقة والطاقة المتجددة وإعادة التدوير وإدارة النفايات، وقد بدأت الشركة في تطوير العديد من المشاريع في الكويت ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في قطاعات الطاقة، والطاقة المتجددة، والبيئة، والمياه ، وهي شريك استراتيجي في مشاريع الحقول الخضراء.
وأضاف : لقد جاء تنفيذ مشروع البيت الذكي بمثابة مختبر ميداني للتقنيات التي تستثمر بها الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا وتعمل نحو نقلها وتوطينها في الكويت والمنطقة .
وتابع : يتميز البيت الذكي بأنه ينسجم مع خصوصية وطابع البيوت الكويتية والرؤية المعمارية السائدة ويحفظ أبجدياتها ومفرداتها، إذ يضم حديقة وديوانية وحوش وغرفتين للمعيشة في الدور الأرضي وعدد من الغرف في الدور العلوي .
وقال : لقد بحثنا عن أفضل التكنولوجيات وأكثرها ملائمة لظروف البيئة الكويتية، فتم دراسة وتجربة العديد منها إلى أن توصلنا إلى ما يحقق أهدافنا.
وبين أن البيت يضم العديد من تقنيات الطاقة الشمسية والثرموستات الذكية وهي عبارة عن مجموعة مجسات توضع بالغرف لضبط درجة حرارتها بما يرضي سكان البيت، كما تضمن أنظمة التكييف ضبطه تلقائياً وبأعلى نظم الجودة والموفرة للطاقة، وقد زود البيت بمجسات الحركة التي تتيح فتح وغلق التكييف أتوماتيكيا، كما أنه مدعم بنظم لإضاءة أي ركن كلما قصده سكان البيت والإطفاء عند الخروج منه، وهناك أيضاً مجسات لقياس درجة الحرارة والكربون على مدار اللحظة، والنوافذ مدعمة بزجاج يحقق الظروف المثلى للضوء والحرارة، فيما يتميز المصعد بتشغيله بطاقة محدودة.
وفيما يخص المياه ، أشار المطيري إلى وجود المرشدات، والبويلر الحراري، وتقنيات تنظيف المياه وإعادة استخدامها في الري ، وهي تختص بالمياه الرمادية أي المياه الناتجة عن الاستحمام وغسيل الأطباق والمغاسل وأحواض المطبخ، بالإضافة إلى العدادات الذكية للمياه والكهرباء، كما أن البيت مدعم كذلك بنقطة شحن السيارات التي تسير بالكهرباء.
وأختتم المطيري تصريحاته بالقول أن كل هذه المميزات والتقنيات تتكامل مع استخدام مواصفات خاصة في مواد البناء وفي الأصباغ، وجميعها تناسب العوامل الجوية والبيئية في البلاد.
وأوضح أنه في حال تبني المؤسسة العامة للرعاية السكنية تطبيق هذا المشروع بشكل واسع، وكذلك استفادة وزارة الكهرباء من الشروط المرجعية في وضع وتطبيق كود جديد للحفاظ على الطاقة، فسيؤدي ذلك إلى خفض الكلفة، وسيشكل إسهاماً طيباً منهما في تنفيذ رؤية صاحب السمو بتنويع إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر متجددة بما نسبته 15٪ من إجمالي الطاقة الكهربائية في البلاد بحلول العام 2030، وكذلك تحقيق مضامين رؤية “كويت جديدة 2035” ، مؤكداً استعداد الشركة بمواصلة التعاون مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية ووزارة الكهرباء والماء في هذا الاتجاه .