وزير الأوقاف فهد الشعلة: حملات الحج الكويتية أصبحت مثالاً يُحتذى به في العالم الإسلامي

قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية فهد علي الشعلة: إن حملات الحج الكويتية أصبحت بحق مفخرة من مفاخر الكويت، إذ غدت نموذجاً يحتذى ومثالاً يُضرب في التميز والريادة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ليس على مستوى دول الخليج العربي فحسب بل وعلى مستوى العالم أجمع.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الشعلة خلال حفل تكريم حملات الحج الكويتية لموسم حج 1440هـ ـ 2019م الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة شؤون الحج والعمرة مساء أمس الأربعاء على مسرح الأئمة بقطاع المساجد وبحضور وكيل الوزارة فريد أسد عمادي والوكيل المساعد العلاقات الخارجية والإعلام ندباً محمد ناصر المطيري وأصحاب حملات الحج الكويتية وممثليهم.

وأوضح الشعلة: إن الكويت حققت بفضل الله تعالى وتوفيقه نموذجاً فريداً للتميز والريادة في العمل الإسلامي، وغدت حملات الحج الكويتية مثالاً يُحتذى بين مثيلاتها في العالم الإسلامي بعد أن لعبت دوراً مهماً في المنافسة لتقديم أفضل الخدمات وفقاً لأعلى مستويات الجودة، مشيراً إلى أنها استطاعت وبجدارة المحافظة على المكاسب والبحث عن سبل تنميتها عاماً بعد عام، بعزيمة لا تلين، امتثالاً لأواصر الشراكة القائمة والتخطيط الاستراتيجي الصحيح حتى بات يشار إليها بالبنان.

وتابع: إننا نتلقى في كل عام من كلمات الثناء وشهادات التقدير على تميز حملاتنا وتفوق بعثتنا ما يثلج الصدر ، ومع ذلك نطمع بالمزيد، ونطالب الحملات والقائمين عليها بالأجود والأحسن والتطوير المستمر والأخذ بأسباب التميز دائما، حتى تظل الكويت متصدرةً مشهد التميز والإبداع في هذا المضمار، مؤكداً إن نجاح الحملات والبعثة وقيامهما بخدماتهما الجليلة، ما كان ليتم لولا توفيق الله تعالى ثم المشاركة الفاعلة بين أعضاء البعثة وأصحاب الحملات وتعاونهم التعاون الكامل كلٌ في مجاله، مضيفاً: لذلك من واجبي ومن حقكم أن أسجل لكم في هذا الموقف كلمات المديح والعرفان، وأقلدكم شارات التقدير والبذل والتضحية.

وذكر الشعلة: إن النجاح والتميز لا يمكن أن ياتي من فراغ، أو من غير تخطيط استراتيجي أو من دون الأخذ بكل مقومات النجاح، مضيفاً: وهذا ما نتعهده بفضل الله تعالى في وزارتنا فنحرص على الإعداد المسبق الدقيق للقرارات والتوصيات والتوجيهات في لجنة الحج العليا، والاختيار الأنسب وتقسيم العمل وتسخير كل الإمكانات المادية والمعنوية لخدمة الحجاج، وصولا إلى رفع معدلات الرضا لدى الحجاج وبما يؤهل الحملات لجعلها رائدة ومتميزة عن كافة المؤسسات العاملة في هذا المجال على مستوى العالم.

وأكد أن نسبة رضا الحجاج في موسم حج هذا العام بلغت رقماً غير مسبوق في تاريخ الحج، حيث بلغت النسبة المتوسطة لرضا الحجاج 95.41%، وهذا رقم يتحقق لأول مرة في مواسم الحج، وما كان هذا الإنجاز ليتحقق لولا توفيق الله ثم التعاون المثمر بين بعثة الحج وحملات الحج.

وشكر الشعلة حكومة خادم الحرمين الشريفين على جهودهم المباركة في خدمة الحجاج والتي تتحمل فيه من الأعباء مالا يمكن تحمله لكنهم يثبتوا للعالم أجمع أنهم الأجدر ـ والأكفأ في تنظيم وترتيب وتسيير شؤون أعظم حدث عالمي يتكرر كل عام.

وقدم شكره للمؤسسات الكويتية الوطنية في الداخل والخارج على الدور الحيوي الذي لعبته في هذه المهمة الجليلة، في توأمة تستحق الاعتزاز وتبعث على الفخر حين تولت زمام المبادرة منذ اللحظة الأولى فانطلقت بأمانة ليتحقق هذا المنجز.

كما شكر حملات الحج الكويتية وأصحابها على جهودهم المضنية التي يبذلونها دائماً للحفاظ على التميز والإبداع وحرصهم على تذليل كافة الصعاب أما حجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم بسهولة ويسر، والشكر موصول للعاملين في بعثة الحج الكويتية وإلى المزيد من التميز والنجاح والريادة والإبداع.

ومن جهته قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المهندس فريد أسد عمادي: إن هذا الحفل يأتي تكريماً للمتميزين من حملات الحج في العام الفائت في عمل من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، يمحق الذنوب، ويرفع الدرجات، ويدخل الجنان، ويرجع العبد بعده كيوم ولدته أمه.

وأوضح: إن هذا الحفل يأتي كرسالة شكر وثناء إلى أولئك الجادين المتقنين لعملهم في إطار حرص واهتمام الوزارة في كل عام بعد نهاية موسم الحج على تقديم الشكر والعرفان لكل من تميز في شرف تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام بما يتوافق مع تطلعات وتوجيهات وتحفيز الآخرين وحثهم ليقتدوا بالفائزين المكرمين

وتابع:​ لقد قصدنا من وراء هذا الحفل تحقيق هدف عظيم من أهداف الإسلام السامية وتجسيد مبدأ أساس من مبادئ الإدارة الراشدة، وهو تكريم المحسن على احسانه، ومجازاة المتقن وإكرامه، تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه) موضحاً: هذا في المجال العام فكيف بمن خدم حجاج بيت الله الحرام، وكان في رعايتهم، والنظر في قضاء حوائجهم، وإكرامهم خاصة، إذ قال تعالى:(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) مشيراً إلى أن شرف العمل في الإسلام يكون بقدر مكانته عند الله تعالى، والحج من الأعمال العظيمة التي يجتمع للعامل فيها شرف الزمان والمكان.

وأردف عمادي قائلاً: إن مما تفخر به الكويت كونها من أوائل الدول التي اعتمدت مبدأ الحج عن طريق نظام الحملات، وتمسكت به حتى قبل أن يفرض، أو تنتبه اليه كثير من الدول، بل إن الكويت من أوائل الدول التي وضعت نظاماً دقيقاً لحملات الحج، من حيث الاشتراطات الرسمية وحقوق الحجاج مفصلة، وواجبات صاحب الحملة وحقوقه، مصحوبة بتراكم الخبرات واستخدام الأساليب العلمية الصحيحة بل وأضحت الوزارة –فوق ذلك- كله الراعية الرسمية للحملات، تنطق باسمها، وتدافع عن مصالحها، وتراقب أعمالها وتشجع المحسن، وتثني عليه، وتسدد المخطئ، وتقوم أداءه.

مضيفاً : إن هذا يدل على عراقة الإيمان، وحب الطاعة، في الذات الكويتية، المحبة للخير، المعروفة به، أيا كان موقعها، وفي كل مكان حلت به، أو ارتحلت عنه، فقد قال تعالى (ومن يعظم شعائرَ الله فإنها من تقوى القلوب) كما يدل على ملكة الإبداع في الشخصية الكويتية الوثابة التي سبقت تفكير عصرها إلى كل جديد والمتطلعة إلى كل حديث في مجال التطوير والانتقال بالأعمال إلى أحسن مراتبها عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدُكم عملا أن يتقنه).

وأشار إلى أن وزارة الأوقاف حققت بفضل الله عز وجل نجاحاً غير مسبوق في مشروع الحج الميسر والذي استطاعت به الوزارة أن توظف ثلث الأعداد المخصصة لحجاج دولة الكويت لهذا المشروع المبارك حيث يسرت الوزارة أداء مناسك الحج لثلاثة آلاف حاج وبكلفة لم تتجاوز 1300 دينار مما ساهم في مساعدة تلك الاعداد على أداء نسك الحج وأداء هذه الفريضة بكل سهولة ويسر وتوفير خدمات راقية لضيوف الرحمن .

وذكر عمادي: وإذا كانت الوزارة قد أدت ما عليها، وبذلت ما في وسعها، لتيسير شئون الحجيج – إدارة وتنسيقا، وإشرافا ومتابعة- فإنه لا ينبغي أن ننسى مشاركة الحملات الكويتية جميعاً في نجاح هذا الموسم وبذلها الجهد، والوقت، والمسؤولية.

وقال لأصحاب الحملات: لقد أخلصتم العمل، وتفانيتم بتجرد، وحملتم أعباءكم بصدق، ورفعتم اسم الكويت عاليا في أعظم منتدى عالمي، وأكبر جمع ديني، مشيراً إلى أن هؤلاء هم المتميزون الذين يستحقون منا التكريم في عادة سنوية متكررة نثني عليهم، وندعو لهم، ونسأل الله لهم البركة والنماء، فلهم عند الله – قبل المرابح السريعة، والتجارة الناجحة – الأجر والمثوبة، والجزاء الحسن، والوعد الجميل، ولهم عند الخلق -بعد الله- الشكر والامتنان، والذكر الحسن الجميل.

وذكر عمادي : وانطلاقا من مبدأ الشراكة الذي يمثل إحدى قيم استراتيجية الوزارة ومكوناً أساسياً من مكوناتها فإننا نتطلع في السنوات المقبلة إلى المزيد من التطوير والإبداع والابتكار، كما نتطلع أيضاً إلى الحفاظ على المكتسبات التي حققتها حملات الحج الكويتية والصورة الناصعة التي يشهد بها الجميع، داعياً إلى تحقيق المزيد من المكاسب الجديدة التي تصب في مصلحة تطوير الحملات .

وفي الختام شكر عمادي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة على رعايته لبرامج الحج ومتابعته ودعمه بما يحقق تيسير حج بيت الله الحرام كما شكر المملكة العربية السعودية الشقيقة على جهودها الكبرى في خدمة حجاج بيت الحرام بأساليب متطورة وحديثة بوجه عام، وعلى جهودها في تسهيل عمل الحملات الكويتية بوجه خاص وخص بالذكر سفير المملكة بالكويت وأعضاء السفارة وأعضاء اللجنة العليا لشؤون الحج وجميع العاملين في مكتب الحج.

والشكر موصول لإتحاد حملات الحج الكويتية على تعاونهم الكبير مع الوزارة من خلال مشاركتهم في اللجنة العليا للحج والعمرة واللجان المختلفة المتعلقة بشؤون الحج ومساهمتهم الواضحة في دعم وتطوير أعمال الحج في المواسم الماضية.

Exit mobile version