وزير التربية: المعلّمون هم الحصون الحصينة لحماية النّشء والشّباب من داء الجهل
أكد وزير التربية الدكتور علي المضف أن مهنة المعلّم مختلفة عن سائر المهن، كونها مهنة الأنبياء والرّسل، ولا يوجد فضلٌ وشرفٌ أعظم من أن يكون الإنسان وريثًا للأنبياء والرّسل، مشيراً إلى أن التّعليم هو أساس ارتقاء الأمم، وهو حجر أساسها، وتطوّرها، ومن المعلوم الذي لا يخفى على أحد مشقّة هذه المهنة، وازدادت المشقّة بسبب ظروف الوباء العالمي (كوفيد-19) التي غيّرت معالِم العالَم، ولا شكّ أن التّعليم تأثر بها، فالتّعليم ليس بمعزل عن العالَم.
وقال المضف في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، “لقد حاول المعلّم بأقصى جهوده -المُشاهَدة على أرض الواقع- أن يعوّض المتعلّم بيئة تصلح للتّربية والتّعليم على الرَّغم من التّحديات الموجودة في (التّعليم عن بعد) والذي جاء كحلّ بديل عمّا حلّ بالعالَم، فالمعلّمون هم الحصون الحصينة لحماية النّشء والشّباب من داء الجهل، كما تجلّت قيمة المعلّم التي لا تقل أهميّة عن ركنيْ الأسرة في ظل الظروف الوبائيّة، ولا بد أن نعلم بأنّ المعيارَ الحقيقيَّ لتطوّر الأُمم هو العِلم، والعلم بشتّى أنواعه وفروعه، فلا تقومُ قائمة لأيِّ أمة من الأُممِ إلّا بالعِلم والتّعلّم والسّعي الدَّؤوب نحوهما”.
وأضاف أن «لهذا اليوم، الخامس من أكتوبر، يوم استثنائيّ باستثناء أهله وذويه، فهو يوم تكريم واحتفال بيوم المعلّم العالميّ الذي علّمنا الحروف والكلمات حتى استنارت العقول وبانت المبهمات».
واستدرك حديثه بالقول: “إنّني وبهذه المناسبة الاستثنائيّة العظيمة، أرفع أسمى آيات التّهاني والتّبريكات لجميع المعلمين، من هم معنا، ومن ترجّل، ومن التحق بهذا الرّكب وسارَ في طريق من سبقه، ويوم المعلم العالمي ليس للمعلم دون سواه، بل هو تكريم للمجتمع أجمع لما للمعلمين من فضل عليه”.
وتابع: “المجتمع المُتقدّم هو الذي يقدّم المعلّم ويضعه في الصّفوف الأولى حيث مكانه، ولم يكن التكريم يومًا واحدًا، بل نراه يتجدد مع إشراقة كل يوم جديد نحو كويت جديدة بإذن الله تعالى، فهم مصابيح الطريق المعتم، ونجوم السماء المتلألئة، والجنود المرابطون على ثغور العِلم والتّطوّر، وهم قادة هذه المرحلة والقائد مُتّبعٌ حال تعليمه كما في قوله تعالى على لسان نبيّه موسى (عليه السّلام): (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)، فهنيئًا لكم هذه الرّسالة السّامية والمكانة العالية والثّواب العظيم، وهنيئًا لنا بكل معلم مخلص أدّى عمله على أكمل وجه، فناصر العِلم حتى جذبه، وحارب الجهل حتى غلبه”.
واختتم المضف بتوجيه كلمة إلى مربيي الأجيال، قائلاً: «منّا إلى كلّ معلّم تحيّة إجلال وتعظيم، بُوركت جهودكم البارزة، وبُورك عطاؤكم المثمر، ووفقكم الله لما فيه خير للبلاد والعباد، ونسأل الله أن يزيل هذه الغمّة عن هذه الأمّة، والله ولي التّوفيق والقادر عليه».