وزير الخارجية الأمريكي يلتقي محمود عباس في رام الله ويجدد دعوته للتهدئة
التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ختام جولة دبلوماسية مكثفة.
وعبّر بلينكن في مقر السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة عن “حزنه” وقدم “تعازيه” لمقتل فلسطينيين أبرياء “في تصعيد العنف خلال العام الماضي”.
وحض بلينكن عباس على بذل المزيد من جهود التهدئة، في أعقاب وقف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل.
قبل توجهه إلى رام الله، التقى بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يوآف غلانت الذي شكره على “دعمه الثابت للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”.
من جهتها قالت حركة حماس إن زيارة بلينكن “تمثل غطاءً لحكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة لتمرير سياستها الإجرامية وعدوانها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه”.
وتأتي زيارة بلينكن بعد هجومين مسلحين نفذهما فلسطينيون في القدس الشرقية في نهاية الأسبوع أسفرا عن مقتل سبعة مستوطنين إسرائيليين.
وجاء الهجومان بعد مقتل 10 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، في تصعيد قرّرت السلطة الفلسطينية على أثره وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وكان بلينكن قد حضّ الاثنين، الإسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ “خطوات عاجلة”، لاستعادة الهدوء وسط تصاعد العنف.
وفي حديثه في القدس، كرّر بلينكن دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين باعتباره “أفضل طريقة” لتحقيق الأمن للطرفين.
وتعارض الحكومة الإسرائيلية الجديدة إقامة دولة فلسطينية.
وقتل فلسطينيان بالرصاص في حادثتين منفصلتين في الضفة الغربية المحتلة قبل وصول بلينكين.
فقد قتل شاب يبلغ من العمر 18 عاماً على يد حارس أمن إسرائيلي بالقرب من مستوطنة كدوميم شمال الضفة الغربية ليلة السبت.
وصباح الإثنين، فتحت القوات الإسرائيلية النار على سيارة زعمت أنها صدمت جندياً وفرت، وقتلت السائق البالغ من العمر 26 عاماً في مدينة الخليل.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة لديها “هدف دائم يتمثل في تمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بمستويات متساوية من الحرية والأمن والفرص والعدالة والكرامة”، وهذا يمكن تحقيقه على أفضل وجه من خلال “تحقيق رؤية الدولتين”، دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل.
وأضاف: “لهذا السبب نحث جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء وتخفيف التوتر، نريد التأكد من وجود بيئة يمكننا من خلالها… في مرحلة ما تهيئة الظروف لاستعادة الإحساس بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
وتتألف حكومة نتنياهو المشكلة حديثاً من أحزاب تعارض بشدة مفهوم الدولة الفلسطينية، وتدعم توسيع المستوطنات اليهودية على الأراضي التي تطالب بها السلطة الفلسطينية.
وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي باتخاذ إجراءات صارمة رداً على الهجمات في نهاية الأسبوع. وعززت القوات الإسرائيلية انتشارها في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأغلقت منزلي كلا المهاجمين استعدادا لهدمهما.
كما تعهدت الحكومة بتوسيع وتسريع إصدار تراخيص السلاح للمواطنين الإسرائيليين، وكذلك اتخاذ إجراءات ضد “عائلات الإرهابيين الذين يدعمون الإرهاب” بما في ذلك إلغاء حقوق الإقامة والضمان الاجتماعي لأفرادها.
وقد قام مسؤولون أمريكيون مؤخراً بعدة بزيارات إلى القدس، كما يحكى عن زيارة محتملة لنتانياهو إلى البيت الأبيض في شباط/فبراير.