وزير الخارجية: الكويت تدعم كافة مساعي خفض التصعيد في أوكرانيا وحل الأزمة
ترأس وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته ال156 اليوم الأربعاء الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح أعمال الدورة ال(157) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي سلمت خلالها دولة الكويت رئاسة المجلس للدورة الحالية إلى جمهورية لبنان الشقيقة.
وقد ألقى الشيخ احمد الناصر كلمة الرئاسة في هذا الاجتماع وهذا نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية معالي الأخ أمين عام جامعة الدول العربية الأخوات والأخوة الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني بداية ودولة الكويت تختتم فترة ترؤسها أعمال مجلسكم الموقر في دورته ال156 أن أزجي جزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على التواصل المثمر والتنسيق البناء مع دولة الرئاسة الأمر الذي ساهم في تيسير وتسهيل أعمالنا ومهامنا مؤكدين على استمرار دولة الكويت في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
وبودي كذلك أن أتقدم بالشكر والتقدير لمعالي أخي وزميلي السيد أحمد بوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية وجهاز الأمانة العامة على الجهود المقدرة التي بذلوها خلال فترة ترؤس دولة الكويت لأعمال مجلسكم الموقر.
كما أود أن أرحب بمعالي السادة الوزراء الذين انضموا إلينا مؤخرا معالي الأخ عبد الله بو حبيب وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية الشقيقة ومعالي الأخ عبدي سعيد موسى علي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ومعالي الأخ علي صادق علي وزير الخارجية المكلف في جمهورية السودان الشقيق متمنيين لهم التَّوفيق والسَّداد في مهامهم القادمة.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة السيدات والسادة سعت دولة الكويت خلال ستة أشهر من رئاستها للمجلس الوزاري إلى حشد التضامن العربي وتوحيد الرؤى حيال القضايا العربية الملحةَّ وذلك وفق الاستحقاقات التالية: بتاريخ 20 سبتمبر 2021 عقد في مقر الوفد الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة اجتماعا وزاريا تشاوريا بين الدول الأعضاء للتنسيق حول القضايا المطروحة على جدول أعمال الدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبتاريخ 21 أكتوبر 2021 وبدعوة كريمة من دولة ليبيا الشقيقة شاركت دولة الكويت في رئاسة أعمال مؤتمر دعم استقرار ليبيا والذي عقد في العاصمة الليبية طرابلس.
وبتاريخ 12 نوفمبر 2021 شاركت دولة الكويت في أعمال المؤتمر الدولي من أجل ليبيا والذي عقد في عاصمة الجمهورية الفرنسية باريس. وبتاريخ 22 يناير 2022 قامت دولة الكويت وخلال ترؤسها للمجلس الوزاري العربي بنقل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية إلى لبنان الشقيق تضمنت أفكارا ومقترحات كإجراءات لإعادة بناء الثقة بين لبنان الشقيق وبعض الدول العربية الأعضاء.
وبتاريخ 23 يناير 2022 ترأست دولة الكويت اجتماعا طارئا لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بغرض اتخاذ موقف عربي موحد إزاء استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية لمواقع ومنشآت مدنية في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة حيث تم اصدار قرارا يؤكد على الإدانة والاستنكار لهذا الهجوم الإرهابي الغاشم والوقوف مع دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة في كافة إجراءاتها المتخذة في هذا الصدد.
وبتاريخ 24 يناير 2022 وبدعوة كريمة للكويت من دول الاتحاد الأوروبي عقد إفطار عمل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي حيث تم نقل المواقف العربية للجانب الأوروبي حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وبتاريخ 30 يناير 2022 ووفقا لقرار مجلس الجامعة رقم 9 بتاريخ 8 فبراير 2021 استضافت دولة الكويت الاجتماع التشاوري السنوي لوزراء خارجية الدول العربية والذي عكس رغبة الدول المشتركة بتطوير مسيرة العمل العربي المشترك واتخاذ خطوات ملموسة وعملية وأكثر منهجية وموضوعية حيال قضايانا العربية وتقدمت دولة الكويت خلال الاجتماع التشاوري بمبادرة تحت عنوان “الأمن الغذائي العربي” لتكون بمثابة خطوة أولى لتطبيق استراتيجية عربية موحدة حيال هذه القضية الملحة والمصيرية لأمتنا العربية.
وبتاريخ 21 فبراير 2022 ترأست دولة الكويت الاجتماع ال58 للجنة كبار المسؤولين العرب المعنية بقضايا الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل ضمن التنسيق العربي لبلورة موقف موحد حيال هذه القضية.
وبتاريخ 28 فبراير 2022 ترأست دولة الكويت اجتماعا طارئا لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأزمة الجارية في أوكرانيا حيث صدر عنه بيانا تضمن تأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية والتأكيد على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة السيدات والسادة تستمر معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق جراء مواصلة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال انتهاكاتها لحقوقه المشروعة وبناء المستوطنات على أراضيه وهنا تجدد دولة الكويت موقفها الثابت والمبدئي في تحميل إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال مسؤولية الجرائم التي ترتكبها وذلك في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقيَّة جنيف الرَّابعة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ولا سيما قراري 242 و2334 ونشدد في هذا الصدد على تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في إعادة إحياء عملية السلام المبنية على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصولا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كذلك ترحب دولة الكويت بقرار قمة الاتحاد الافريقي حول تجميد قرار منح إسرائيل صفة مراقب لدى الاتحاد الافريقي والذي يأتي اتساقا مع المواقف التاريخية للاتحاد الافريقي في دعم القضية الفلسطينية العادلة مثمنين عاليا الدَّور الذي قامت به الدول العربية الأفريقية لإصدار هذا القرار. كما نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي على أهمية الاستمرار في دعم وكالة الأنروا لما لها من دور هام وحيوي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغوثية للأشقاء من اللاجئين الفلسطينيين.
إن التطورات المتصاعدة والمتسارعة في أوكرانيا وتداعياتها على الأمن والاستقرار العالمي والعربي منه وارتداداتها السياسية والأمنية على المنطقة تدعونا إلى تضافر الجهود العربية لمواجهة هذا التحدي الطارئ وانعكاساتها على المشهد العالمي الجديد. وهنا تؤكد دولة الكويت على موقفها المبدئي والثابت بتمسكها بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الرافض لاستخدام القوة أو التهديد أو التلويح بها في حل النزاعات بين الدول مشددة على أهمية الالتزام بالمبادئ الواردة في الميثاق والتي تنظم العلاقات بين الدول القائمة على احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية ومبادئ حسن الجوار وحل المنازعات بالطرق السلمية ودولة الكويت تدعم كافة مساعي الأمم المتحدة وكذلك كافة الجهود الدولية الأخرى لخفض التصعيد لايجاد حل لهذه الأزمة.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة السيدات والسادة إن ما يشهده العالم اليوم من أحداث جسام وتطورات بالغة التعقيد وتغيرات في جميع المؤشرات ومنها السياسية والأمنية والاقتصادية قد بدأت تلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة لذا يستوجب منا الاستمرار بالمزيد من التواصل والتنسيق لتخفيف حدتها وإرهاصاتها وأبعادها على المنطقة بغية تحقيق التضامن العربي الشامل للحفاظ على أمن ومقومات دولنا وازدهار شعوبنا وتقوية لفضاءنا العربي الكبير.
وفي ختام أعمال الدورة ال156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أدعو معالي أخي السيد عبد الله بو حبيب وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية الشقيقة لترأس مجلس الجامعة في دورته العالية (157) متمنيا له كل التوفيق والنجاح وأن يحقق هذا الاجتماع أهدافه المنشودة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.” وتم خلال الاجتماع مناقشة كافة البنود المدرجة على جدول الأعمال والقرارات والموضوعات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما تضمنته البنود المدرجة كذلك من قضايا ومواضيع تتعلق بالتطورات الراهنة في المنطقة.
كما تم خلال الاجتماع بحث آليات تطوير مختلف مجالات التعاون بين المنظومة العربية والدول الصديقة والمنظمات الدولية الأخرى.