تكنولوجياهاشتاقات بلس

وسائل التواصل الاجتماعي بحلول 2025 .. انخفاض كبير متوقع في التفاعل!

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت الشبكات الاجتماعية جزءا لا يتجزأ من حياة المستخدمين، لكونها تمثل منصة مهمة للتواصل والتفاعل بين المستخدمين، وقد أثرت هذه المنصات بشكل كبير في عادات الاستهلاك وتفضيلات المستهلكين في عديد من الجوانب، حيث مكنتهم من التواصل المباشر مع العلامات التجارية والشركات، والاطلاع على منتجات وخدمات جديدة.

وتشير التوقعات إلى أن نصف المستخدمين في طريقهم إلى التقليل بشكل كبير من تفاعلاتهم مع وسائل التواصل الاجتماعي بحلول 2025، وتعزى هذه التوقعات إلى عدة عوامل تؤثر في سلوك المستخدمين وعلاقتهم بالمنصات الاجتماعية، حيث بات المستخدمون يشعرون بالتعب والإرهاق من الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تستنزف وقتهم وتؤثر في صحتهم النفسية، كما تزداد المخاوف بشأن الخصوصية وأمان البيانات على هذه المنصات، ما يدفع بالمستخدمين لتقليل وجودهم على الشبكات الاجتماعية، إلى جانب الاهتمام الشديد بمصادر المعلومات الأكثر موثوقية ومصداقية، ما يدفع بالمستهلكين للاعتماد على مصادر أخرى للحصول على المحتوى والمعلومات.

واستندت التوقعات على دراسة أجريت على 263 مستهلكا بين يوليو وأغسطس 2023، وأشارت إلى أن 53 في المائة من المستهلكين يعتقدون أن الحالة الحالية لوسائل التواصل الاجتماعي قد تدهورت مقارنة بالأعوام الماضية، وكانت أهم الأسباب لهذا التراجع المشاهد هي انتشار المعلومات الخاطئة ووجود قواعد مستخدمين غير أخلاقيين وانتشار الروبوتات، ويشعر سبعة من كل عشرة مستهلكين بالقلق بشأن تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي المتوقع في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتفقون على أن تكامل الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر سيؤثر سلبا في تجربة المستخدم.

وبحلول 2027، ستعتمد 20 في المائة من العلامات التجارية على تمييزها بناء على عدم وجود الذكاء الاصطناعي في أعمالها ومنتجاتها، وأظهر استطلاع أن 72 في المائة من المستهلكين يعتقدون أن مولدات المحتوى التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تنشر معلومات زائفة أو مضللة، إضافة إلى اعتقاد سائد بأن التجارب والقدرات التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي أفضل من البشر، وسيدفع عدم الثقة بقدرات الذكاء الاصطناعي بعض المستهلكين إلى البحث عن العلامات التجارية الخالية من التكنولوجيا والتفاعلات، وسيتجنب جزء من العلامات التجارية استخدام الذكاء الاصطناعي وستعطي الأولوية للتمييز البشري.

وبحلول 2028، ستنخفض حركة مرور البيانات التي يولدها البشر للعلامات التجارية بنسبة 50 في المائة أو أكثر مع اعتماد المستهلكين على البحث المدفوع بوساطة الذكاء الاصطناعي، وسيؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي الجيلي بشكل سريع في محركات البحث إلى تعطيل قدرة مديري التسويق على الاستفادة من البحث الحقيقي لدفع المبيعات، كما أن المستهلكين مستعدون للبحث المحسن بوساطة الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع 79 في المائة من المشاركين استخدامه خلال العام المقبل.

وفي ضوء ذلك، يجب على الشركات والمسوقين أن يعيروا اهتماما كبيرا لتحسين استراتيجياتهم وتوجهاتهم التسويقية، ومن المتوقع أن يتغير نمط التفاعل مع المستهلكين، وبالتالي فإن وسائل التواصل الاجتماعي لن تكون القناة الوحيدة المهمة في التواصل مع الجمهور، ويجب على الشركات تنويع استراتيجياتها والبحث عن وسائل تواصل بديلة، مثل التسويق عبر البريد الإلكتروني والتطبيقات الخاصة والتجارة الإلكترونية والتسويق.

مع ذلك، لا يزال من المتوقع أن يظل للشبكات الاجتماعية دور في حياة المستهلكين لكن بمستوى تفاعل أقل، حيث تظل توفر فرصا للتواصل والمشاركة في المجتمعات الافتراضية والتفاعل مع العلامات التجارية والمحتوى المفيد، وقد تتطور المنصات الاجتماعية أيضا لتلبية احتياجات المستهلكين وتعزيز التفاعل والمشاركة.

ويعد التنبؤ بانخفاض كبير في تفاعل المستهلكين مع وسائل التواصل الاجتماعي بحلول 2025 وفقا للظروف والاتجاهات الحالية، وقد تظهر تطورات جديدة في المجال التكنولوجي وتغيرات في سلوك المستهلكين تؤثر في النتائج المستقبلية.

يذكر أن الشبكات الاجتماعية تقدم فرصا هائلة للتواصل وبناء العلاقات بين الأشخاص، وتمتاز هذه الشبكات بسهولة الوصول إليها واستخدامها، وإضافة إلى الاتصال الشخصي، تعد الشبكات الاجتماعية أداة فاعلة للتواصل والتفاعل في المجالات العملية والمهنية، وتمكن المستخدمين من بناء شبكات احترافية وتوسيع فرص العمل والتعاون.

زر الذهاب إلى الأعلى