إقتصاد وأعمال

وضحة الخطيب: «الوقود البيئي» يواكب المقاييس العالمية

احتفلت شركة البترول الوطنية الكويتية، قبل أيام، بالتشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي، وذلك في مصفاة ميناء عبدالله، التي تضمّ الجزء الأكبر من هذا المشروع الضخم.

وفي هذا الإطار، التقت «الجريدة» نائبة الرئيس التنفيذي في المصفاة، وضحة أحمد الخطيب، التي أكدت أن «الوقود البيئي» يعد من المشاريع الاستراتيجية ذات الأهمية الكبرى للشركة، التي أولته أهمية خاصة، بالنظر إلى حجمه وأهدافه، لافتة إلى أنه سيعمل على تمكين «البترول الوطنية» من إنتاج أنواع مختلفة من الوقود التي تتميز بجودة عالية، وتتوافق مع المواصفات العالمية.

وقالت الخطيب إن ميزانية هذا المشروع بلغت 4.68 مليارات دينار، أي ما يعادل نحو 15 مليارا، لافتة إلى أنه تضمن إنشاء وتشغيل أكثر من 70 وحدة جديدة في كلتا المصفاتين، وهي وحدات (رئيسية، ومساندة، ومرافق)، وتحديث عدد 7 وحدات رئيسية، وإنشاء أكثر من 120 مبنى لخدمات تشغيل المشروع.

ويبدو أن المتتبع لمسيرة المصفاة منذ إنشائها عام 1958، سيتوقف عند محطات عدة شهدت خلالها أعمال تطوير وتوسعة، إلى أن جاء المشروع ليتوج هذه المحطات من خلال عملية توسعة وتحديث غير مسبوقة، مكّنت المصفاة من السير ضمن ركب التطورات المتسارعة التي تشهدها صناعة تكرير النفط العالمية.

• كيف ترون هذا المشروع الضخم وأهميته خصوصا مع التشغيل الكامل؟

– مشروع الوقود البيئي هو من المشاريع الاستراتيجية المهمة لشركة البترول الوطنية الكويتية، وذلك بالنظر إلى حجمه وأهدافه، حيث سيعمل على تمكين “البترول الوطنية” من إنتاج أنواع مختلفة من الوقود تتميز بجودة عالية، وتتوافق مع المواصفات العالمية، مما سيجعل الشركة ترتقي بأدائها وجودة منتجاتها لتواكب المقاييس العالمية، وكذلك رفع كفاءة عملياتها التشغيلية تحقيقا لرؤية الشركة المستقبلية.

وقد تم تصميم المشروع وفق أحدث التقنيات المتوفرة، مع الحرص على تطبيق أفضل ممارسات وقواعد الصحة والسلامة والأمن والبيئة.

•كيف كانت استعدادات الشركة للاحتفال بالتشغيل الكامل للمشروع؟

– بالنظر الى حجم وأهمية مشروع الوقود البيئي الاقتصادية والبيئية، فقد حظي بمباركة ورعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وشكلت لجنة عليا تختص بالتنظيم والإعداد والتجهيز لهذه المناسبة التاريخية، وتشرفت برعاية هذه اللجنة التي تمكنت من إدارة وتوزيع المهام بين عدد كبير من ممثلي دوائر وفرق الشركة الذين شاركوا جميعا بجهود جبارة توّجت بنجاح لافت لهذه الاحتفالية.

• ما هي أهداف المشروع الرئيسية؟

– يمكن اختصار الأهداف الرئيسية لمشروع الوقود البيئي على النحو التالي:

– تلبية مواصفات الجودة المطلوبة عالمياً ومحلياً.

– تحسين مواصفات منتج الديزل للحصول على عائد أعلى.

– خلق فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية.

– تعزيز الموثوقية التشغيلية والبيئية.

• فيما يخص المنتجات الجديدة، هل يمكن أن تعطينا تفاصيل إضافية؟

– مع تنفيذ المشروع، أصبحت الشركة في وضع يمكنها من تلبية المواصفات الأوروبية المحددة لمختلف أنواع وقود النقل يورو 4، ويورو 5، وأيضاً تلبية المواصفات العالمية الأخرى.

وكان أحد أهدافنا الرئيسية في المشروع إنتاج ديزل منخفض الكبريت (ULSD)، ووقود السيارات الذي يحتوي على أقل من 10 أجزاء في المليون من الكبريت (10 ppm).

كما تنتج الكيروسين الذي يحتوي على أقل من 1000 جزء في المليون من الكبريت، كما تم خفض المحتوى الكبريتي في منتج النافثا من 700 إلى 500 جزء في المليون.

وأصبحت الشركة مهيأة أيضاً لإنتاج زيت وقود السفن (بنكر) بمحتوى على 0.5 بالمئة من الكبريت، وذلك تجاوباً مع الشروط التي فرضتها المنظمة البحرية الدولية (IMO) منذ مطلع 2020 لتخفيض الحد الأعلى لمحتوى الكبريت المسموح به في وقود السفن من أجل تقليل انبعاثات أكاسيد الكبريت.

• ما الجوانب التي شملتها عملية تحديث مصفاتَي الأحمدي وميناء عبدالله؟

– تمّ تحديث وتطوير وتوسعة المصفاتين لتعزيز إمكانات الشركة على تلبية احتياجات السوق من المنتجات البترولية المختلفة، وزيادة قدرتها التنافسية.

وقد تمّ ترخيص وحدات المعالجة من قبل كبريات الشركات العالمية الموردة لتكنولوجيا التكرير، مثل: “UOP” و”CLG” و”Haldor Topsoe” و “Axens” و”Shell” و”DuPont”.

ومع الانتهاء من تنفيذ المشروع، أصبحت مصفاة ميناء عبدالله واحدة من أكبر مصافي المعالجة الهيدروجينية في المنطقة، وأكبر منتج للهيدروجين في مكان واحد بالعالم، فهي تمتلك الآن 3 وحدات لإنتاج الهيدروجين، ينتج كل منها 185 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً.

ومن أهم الوحدات التي تم بناؤها وحدة الفحم في مصفاة ميناء الأحمدي، ووحدتان كبيرتان للتكسير الهيدروجيني في مصفاة ميناء عبدالله، وإنشاء وحدة تقطير خام جديدة في مصفاة ميناء عبدالله بطاقة إنتاجية 264 ألف برميل يومياً، لتصل بذلك قدرة الشركة على تكرير النفط الخام إلى 800 ألف برميل يومياً.

• كم تبلغ الميزانية المالية للمشروع، وما مكوناته؟

– تبلغ الميزانية المالية لهذا المشروع الضخم 4.68 مليارات دينار، أي ما يعادل حوالي 15 مليارا، وقد تضمن المشروع إنشاء وتشغيل أكثر من 70 وحدة جديدة في كلتا المصفاتين، وهي وحدات (رئيسية، ومساندة، ومرافق)، وتحديث 7 وحدات رئيسية، وإنشاء أكثر من 120 مبنى لخدمات تشغيل المشروع.

• ماذا عن تدريب وتأهيل العاملين؟

– تولي الشركة اهتماما كبيرا بكوادرها الوطنية، التي تُمكنها من تحقيق مهمتها بنجاح، فقد تم تدريب نحو 650 موظفاً من موظفي العمليات من مختلف المستويات الوظيفية من خلال دورات تدريب نظرية وميدانية وعلى وحدات مشابهة، من خلال مجموعة كبيرة من الدورات والجلسات وورش العمل التدريبية.

• وماذا بعد التشغيل الكامل للمشروع؟

– أودّ أن أعبّر عن سروري البالغ بإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الضخم، ونجاح الاحتفال بتشغيله الكامل، ونشعر جميعا في “البترول الوطنية” بالفخر لتحقيق هذا الإنجاز، على الرغم من التحديات الصعبة التي واجهتها فرق العمل، خصوصاً مع تفشي جائحة كورونا التي وضعت الجميع أمام تحديات كبيرة غير مألوفة، إلّا أن هذه الفرق واصلت العمل وبذلت جهوداً كبيرة، حتى تمّ الانتهاء من كل أعمال المشروع والتشغيل الكامل بكل أمن وسلامة.

والمؤكد أن مشروع الوقود البيئي يشكّل مصدر فخر كذلك للقطاع النفطي ولدولة الكويت، ونتطلع في المرحلة المقبلة إلى بدء تحقيق المكاسب المالية والاجتماعية لهذا المشروع في هذه الظروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى