منوعات

وضعيات النوم تحدّد ملامح الشخصية

النوم على الظهر او البطن، على الجانب الأيمن او الأيسر، إنها وضعيات يختار المرء احداها من دون ان يعرف مدى تأثيرها في صحته وأعضاء جسده، ومن دون ان يدرك أنها تحمل مدلولات واضحة حول ملامح الشخصية، وأن بإمكانه من خلال هذه الوضعيات العمل على تغيير بعض الجوانب في شخصيته، كما يؤكد الطب النفسي.

وتوضح الاختصاصية في الطب الباطني والغدد الصماء الدكتورة نجوى العكاشة، التأثيرات الصحية لوضعيات النوم المختلفة، فتقول «يجعل النوم على البطن التنفس صعباً، لأن عظمة الظهر تمنع القفص الصدري من الانقباض والانبساط أثناء الشهيق والزفير، بالإضافة إلى انه يؤدي الى انحناء في فقرات الرقبة». اما تأثيره على الأطفال فهو الأبرز، كما أكدت العكاشة «أثبت الباحثون ان نسبة الموت المفاجئ عند الأطفال الحديثي الولادة تزداد عند نوم الأطفال على بطنهم مقارنة مع الذين ينامون على جنوبهم».

اما النوم على الظهر، فكما أوضحت العكاشة «يؤدي الى تنفس الفرد عبر الفم، وهذا يؤدي الى تنشق الفرد للهواء البارد، لأن الأنف يتميز بوجود الأوردة الدموية التي تساعد على تدفئة الهواء، بالإضافة الى الشعيرات والمواد المخاطية التي تعتبر تنقية الهواء من اهم وظائفها». وتابعت العكاشة عن تأثير التنفس عبر الفم، «تؤدي هذه الطريقة من التنفس الى جفاف اللثة وكذلك الالتهابات، خصوصاً في فصل الشتاء عندما يكون الهواء بارداً». اما تأثير هذه الوضعية في الرقبة، فلفتت اليه العكاشة، بالقول «إن النوم على الظهر يؤدي الى انحناء عظمة الرقبة الى الخلف، مما يؤدي الى اتجاه اللسان للخلف فيسبب ذلك ضيقا في مجرى الهواء، مما يسبب الشخير».

وتختلف تأثيرات النوم على جهة الشمال عن تلك التي تقدمت، اذ فصّلت العكاشة تأثيرات هذه الوضعية قائلة، «يكون القلب تحت الرئة اليمينية حين ينام المرء على الجانب الايسر وهذا يؤثر في انبساط وانقباض القلب، خصوصاً عند كبار السن». وخلصت العكاشة الى ان النوم على الجانب الأيمن هو الأفضل، وقالت «يعتبر النوم على الجانب الأيمن كما اوصى به الرسول (صلى الله عليه وسلم)، افضل انواع النوم حيث يكون التنفس هادئاً وطبيعياً وتكون حركة الهضم اسرع، وكذلك نبتعد عن كل التأثيرات السلبية في القلب والرئة».

تحليلات نفسية

وتحمل كل وضعية نوم مؤشرات تدل على الشخصية، ويرى الطبيب في الصحة النفسية محمد النحاس، «ان الكلام ليس الوسيلة الوحيدة للتعبير عن داخل النفس، فهناك الكثير من الإيحاءات التي يقوم بها الجسد للتعبير عما هو داخل النفس». أما النوم وفقا للدكتور النحاس «فهو مرآة توضح بصورة جلية المشاعر التي تختزنها النفس داخل اللاشعور، وما تخفيه من تصرفات، لذا تعتبر وضعيات النوم من الحركات التي توضح ما نحاول أن نخفيه عن الآخرين». وأوضح دكتور النحاس الاختلاف بين كل وضعية عبر تفسير مدلولاتها النفسية، وقال «يعد المرء الذي ينام بوضع منبسط من الأشخاص السعداء، في حين ان المحبط ينام واضعاً رجليه على بطنه كما يكون الجنين داخل أحشاء أمه، وهذه الوضعية تمده بالشعور بأنه مازال جنيناً ولا مسؤولية عليه أو مساءلة». ويتابع النحاس سرد تفاصيل مدلولات وضعيات النوم، «يدل وضع اليدين خلف الظهر أثناء النوم على أن هذا الشخص يرتكب أفعالاً لا يرضى عنها تماماً». وتتمتع «شخصية المرء الذي ينام واضعاً الوسادة في حضنه بالعطف وكذلك بكونه يريد التمتع بدفء الأم».

أنواع الاستلقاء

وأوضح النحاس ان علينا ان نميز بين الشخص المستلقي والذي يضع يديه خلف رأسه، والذي يفرد يديه، وحسب النحاس، «تتميز شخصية الذي ينام واضعا اليدين خلف الرأس بأنه شخص مفكر، متأمل وذو رغبة في التعلم أو التعليم، ولديه الكثير من الأفكار التي تدور في رأسه ويخطط للمستقبل لكنه يخشاه». بينما في المقابل فإن الشخص الذي يفرد يديه وهو مستلقٍ على ظهره، فإنه وحسب النحاس، «يتمتع بالوضوح والصراحة، ويعيش بواقعية ويحب الاستقلالية ويرفض التبعية، ويعمل للمستقبل». وتختلف كثيرا صفات الشخص الذي يستلقي على ظهره عن الذي ينام على بطنه، فالأخير كما وصفه النحاس «فهو قاس وشرير، يتآمر على الغير ويغصبهم على طاعته، وهو دكتاتوري لا يستخدم اسلوب الحوار ولا قيمة للنقاش لديه». في حين ان الشخص الذي ينام على بطنه مع ثني احدى القدمين هو «شخص حساس ويخشى ان يطلع الناس على ما بداخله».

اما وضعية النوم على الجانب الايسر فهي تعتبر من الوضعيات التي يقول النحاس «بأنها قادرة على اظهار مدى تظاهر الشخص بالانشغال، وهو شخص لا يرضى بأي شيء ويمكن اغضابه بسهولة، لذا فإنه بحاجة الى التهدئة». اما الذي ينام على الجانب الأيمن مع وضع اليدين تحت الرأس، فقد بين النحاس تفسيراتها النفسية، وقال «انه شخص هادئ مطمئن يشعر بالاطمئنان الداخلي، والثقة بالنفس ويخطط لمستقبله من دون خوف او خشية». وللغطاء دور في تفسير شخصية المرء اثناء النوم، لذا لفت النحاس الى ان «الشخص الذي يغطي كامل رأسه حتى جسده يتميز بكونه يتمتع بشخصية خجولة، وهو شخص يفضل الاحتفاظ بأسراره، يحمل هموماً كثيرة ويفضل المعاناة على طلب المساعدة من الآخرين». بينما يمكن وصف شخصية الذي ينام ورجليه متشابكتين، وفقا للنحاس «بأنه شخص غيور ويتصرف بطريقة غير سوية، وغالباً لا يقدر عواقب الأمور، على الرغم من ما يحمله في داخله من مشاعر طفولية، وهذا ما يجعله شخصاً غير مرغوب فيه».

النوم والسلوك

يؤكد الطبيب محمد النحاس، انه من الضروري ان «ينتبه الإنسان الى حركات جسده، وإلى وضعية نومه كي يتمكن من التحكم فيها، وكذلك ليتمكن من تغيير سلوكه». ويوضح كيفية القيام بذلك بالقول «على المرء ان يسأل المحيطين به عن اسلوب نومه، ثم يطلع على تفسير كل اسلوب نوم، ليعرف ما يعكسه من خصائص شخصية، وهذا بالتالي سيمكنه من التغيير في النواحي الشخصية». ثم بعد ذلك على المرء ان يتجه للعمل على وضعية نومه، وهنا يوضح النحاس «على المرء ان يبدأ بالتغيير بهذه الوضعية عندما يذهب للنوم، لأن هذا سينعكس على شخصيته وحياته». ولفت النحاس الى «ان النوم بوضعيات جيدة، لاسيما على الجانب الأيمن سيعطي المرء ايحاءات ايجابية، فيستيقظ الشخص في الصباح التالي مرتاحاً».

زر الذهاب إلى الأعلى