ياسمين التارمي: شعور البعض بالنقص يولّد لديهم عنف وحقد على المجتمع وندعو لمعالجة التفكك الأسري
أكدت المتخصصة في الإرشاد الأسري ياسمين التارمي، وجود أسباب عدة تقف وراء تصاعد العنف داخل المجتمع الكويتي، أبرزها اضطراب العلاقة الأسرية بين أفراد الأسرة الواحدة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى توليد الحقد لدى بعض أفراد هذه الأسرة تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، والذي يفضي في النهاية إلى ارتكاب فعل يؤذي به الآخرين.
وقالت التارمي إن «هذه الظاهرة أخذت في التزايد خلال السنوات الأخيرة، تزامنا من انتشار وباء كورونا. كما أن اضطراب العلاقة الأسرية بين أفراد الأسرة أحيانا ينتج بسبب شعور الفرد بالنقص تجاه نفسه أو مجتمعه، كالأشخاص الذين لم يتلقوا تعليماً جيداً، أو فقدوا الرعاية الأسرية، أو الأشخاص الذين لا توجد لديهم أوراق إثبات هوية تضمن حقوقهم في مجتمعاتهم، كل هذه الأمور تولد في النهاية لدى نفوس أصحاب هذه الفئات حقداً على المجتمع الذين يعيشون فيه، ما يدفعهم إلى الانتقام بصورة أو بأخرى».
وأرجعت سبب ازدياد العنف داخل المجتمع إلى تأثر بعض الناس بما يبث من خلال الإعلام المرئي، من أعمال درامية أو سينمائية تنضوي بعض مشاهدها على أساليب عنف وقوة وسلطة وتعظيم لأبطال هذه المشاهد، لافتة إلى أن «مثل هذه الأعمال يمكن أن ترسخ في عقل المشاهد صورة نمطية لهذا البطل، بمعنى أن المشاهد يمكن أن يفكر في القيام بمثل هذه الأساليب العنيفة في حياته ليكون صورة من بطل الفيلم».
وأضافت: «من أسباب تصاعد العنف، انتشار المواد المخدرة والكحوليات، بين أوساط الشباب الذين تجعلهم يفكرون في ارتكاب أي جريمة، بهدف الحصول على المال لصرفها على شراء الكحوليات أو المخدرات. فالعنف داخل المجتمع الكويتي أصبح يتنامي كماً وكيفاً بشكل سريع».
ودعت إلى «تقوية أواصر الروابط الأسرية داخل الأسرة الواحدة، وقيام جمعيات النفع العام وغيرها من المؤسسات المتخصصة، بوضع برامج وإعطاء دورات وعقد مؤتمرات لمعالجة مشكلة تصاعد العنف بأشكاله المتنوعة داخل المجتمع الكويتي، انطلاقاً من القيم التي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف».
وشددت على ضرورة فرض قوانين تحمي الأشخاص من مرتكبي أساليب العنف ومعاقبة مرتكبي الجرائم لردعهم بهدف السيطرة على هذه الظاهرة والخروج بمجتمع متناغم ومتماسك.