يمنى التابعي: استنساخ الأدب
إن اللون الأدبي المنتشر بين الشباب الآن هو الرواية، أصبحت هي الفن الأدبي الغالب. والذي له شعبية كبيرة بين الأوساط الأخري وهو أكثر فنون الأدب مبيعا والأكثر تأثيرا علي عقول الشباب وحياتهم.
وأكثر تأثيرا، فالرواية هي فن أدبي ممتع يأخذ القارئ من حياته إلي حياة أخري. والرواية الناجحة هي من تسحب القارئ من عالمه إلي عالمها.
فنجد القارئ قد يتقمص شخصية أحد أبطال الرواية، أو تتغير أفكاره وسلوكياته وتتغير مبادئه، في بعض الأحيان وكأن تقوم الرواية بتربية القارئ وتعديل سلوكه.
وهذا يحدث في الروايات الناجحة التي تستطيع أن تخلق عالم متكامل للقارئ.
عالم يستطيع أن يعبر فيه ويتخيل نفسه مكان البطل، أو الشخصيات الأخري ويقول لم يكن يستطع قوله.
ولكن ليست المشكلة في ذلك، المشكلة تكمن فى استنساخ الأدب أو فن الرواية بالتحديد لهويات غريبة مريضة وغير سوية سلوكيا. وتحويل شخصية الرواية إلي بطل لا وقد يجعلنا نتعاطف معه، وقد نبكي من أجله.
و زرع السلوكيات غير السوية نفسياً ولا أخلاقيا وليس لها عِلاقة بمجتمعنا العربي من قريب أو بعيد، ولكن الجيل الصغير الذي يلتمس أول خطواته اتجاه النضج العقلي والنفسي وذروة التكوين.
يأتي لنا جيل من الكتاب يستنسخون نوعا من الدراما المريضة، التي لها جمهور لنجد أن القصة واحدة والأبطال أنفسهم وجميع الأحداث مكررة، ويتم تكرار السلوكيات في النصوص الأدبية حتي يخرج لنا جيل يدعي القراءة.
والمعرفة يفتقد الوعي والنضج ويتخذ ما يقرأه قدوة. فقد نجد فى بعض الروايات الرومانسية علي وجه التحديد، يخطف البطل البطلة ويفرض حبه عليها ويستعبد حياتها.
لماذا نجد أن تلك الظواهر تنتشر في مجتمعاتنا وغيرها من السلوكيات غير المقبولة تحت أي مسمي أو عرف أخلاقي ؟
يجب أن يكون هناك رِقابة جيدة علي الإنتاج الأدبي. وهذا ليس تحكما في الإبداع ولكن تحكم في النفوس المريضة والعقول السخيفة.