آراءهاشتاقات بلس

يمنى التابعي: في زمن ما!

تغيرت تصرفات وسلوكيات الانسان لم تعد غريبة فقط أو معقدة ، فالسلوك الإنساني معقد بطبيعة الحال ولا يستطيع أحد التنبؤ به وحتى إن كان المنطق المتوقع للسلوك منطقي ، فدائما هناك فجوة يخلق فيها السلوك غير المتوقع وعكس المنطق .بطبيعة الحال الانسان ليس ملاكا ولا شيطانا ولكن أصبح أسوأ من الشيطان ذاته لا أعرف لماذا ؟
إنتشرت فى الآونة الأخيرة الكثير من الجرائم التي لم نكن نتخيل أن نسمع عنها ، فالانسان الأن في بعض الأحيان وبصورة ملحوظة تفوق عن انسان الغابة البدائي الذي كنا نستنكر أفعاله وأنه يتصرف بوحشية ولكن بعض النماذج البشرية تفوقت على هذا النموذج البدائي.
هناك مبرر غريب وغير واضح لجميع الجرائم غير الإنسانية ،هناك أيضا تعاطف مع المجرم وإسقاط الغضب علي الضحية .
وكأننا نعكس الأدوار، أو فقدنا أبصارنا وعقولنا وأن المراحل التي مررنا بها لتهذيب نفوسنا وتريبة ذواتنا لم تكن إلا قناع .

لا أعرف هناك فن غريب في ارتكاب الجرائم وهناك تشجيع غير مباشر عن طريق التبرير .
ولكن من أين أتت هذه العاصفة التي تقتلع الإنسان وتهوي به في ظلام لا ينتهي ؟
هل الأعمال الدرامية هي السبب ؟
هل التعاطف أو ثقافة التعاطف مع المجرم الوسيم التي تصدرها بعض الأعمال الدراما هي السبب ؟
هناك بعض الأعمال الدرامية التي تجعلنا دون وعي أن نسقط غضبنا على الضحية ،ولكن الجرائم التي تصدر من الأطفال ما موقعها من الإعراب ، فالأطفال لم يعودا أطفالا وكأنهم كبار في جسد أطفال .
هل وسائل التواصل الإجتماعي هي السبب ؟
وسائل التواصل الاجتماعي عالم مستقل بذاته، وبما أنه يمكن إخفاء الهوية الحقيقية للأشخاص يمكنهم إظهار الجانب الآخر والمظلم الوحشي منهم ، وكأن كل واحد منهم ينتظر الفرصة المناسبة لإزالة القناع الاجتماعي الذي يرتديه  .

ولكن إذا تمكن منك هذا الجانب المظلم لن تستطيع السيطرة عليه وسيصبح كالوحش وأول من يقتله هو أنت .
ولا نستطيع الحكم على شيء أنه هو السبب بشكل مباشر ، ولكن هناك ما يسمى تداخل عوامل وأسباب أدت إلى نتيجة ما، والنتيجة تفاعلت مع ظروف أخري لينتج السبب ولكن يجب تتبع ما يحدث جيدا ودراسته جيدا من علم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ البشري والحضاري وعلم الانثروبولوجيا بجميع فروعه.
حتى نجد حلا لما يحدث ، فلا يمكن أن نحول المجرم إلى بطل .
حتى لا يتحول الانسان إلى آلة بدون مشاعر لارتكاب الجرائم .

يمنى التابعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى