يوم الأغذية العالمي: معاً ننمو ونتغذى ونحافظ على الاستدامة…أفعالنا هي مستقبلنا
يحتفل العالم في 16 أكتوبر من كل عام بيوم الأغذية العالمي، ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). وفي 24 أكتوبر من هذا العام، تحتفل الأمم المتحدة أيضا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها. ولذلك، فإن يوم الأغذية العالمي هو مناسبة للاعتراف بمساهمات الأمم المتحدة بصفة عامة.
تأتي الذكرى السنوية لمنظمة الأغذية والزراعة 75 و UN75 في وقت استثنائي للغاية حيث تتعامل العديد من البلدان مع الآثار الوخيمة للأزمة الصحية العالمية كوفيد-19.كما أثار هذا الوباء العالمي التفكير في صحتنا وأبسط احتياجاتنا اليومية: ولا شك أن الغذاء هو أحد هذه الاحتياجات.
الغذاء هو جوهر الحياة والأساس الراسخ للثقافات والمجتمعات. إن الحفاظ على إمكانية الحصول على الغذاء الآمن والمغذي هو، وسيظل، جزءا أساسيا من الاستجابة لوباء “كوفيد-19”. وتعد نظم الغذاء المرنة والشاملة والمستدامة عنصراً أساسياً لضمان عالم خالٍ من الجوع.
وحتى قبل أن تضهر جائحة “كوفيد-19″، تشير التقديرات إلى أن حوالي 690 مليون شخص يعانون من الجوع في العالم، ولا يحصل أكثر من بليوني شخص على غذاء آمن ومغذ وكاف.
وقد يضيف الاضطراب الاقتصادي المرتبط بالوباء 130 مليون شخص آخر. وفي الوقت نفسه، أدت الوجبات الغذائية غير الصحية وأنماط الحياة المستقرة إلى ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة، ليس فقط في المقاطعات المتقدمة النمو، ولكن أيضا في البلدان المنخفضة الدخل، حيث يتعايش الجوع والسمنة.
اليوم ينتج العالم أكثر مما يكفي من الغذاء لإطعام الجميع، ومع ذلك، فإن النظم الغذائية في العقود الأخيرة غير متوازنة. فالجوع والسمنة والتدهور البيئي وفقدان التنوع البيولوجي الزراعي وفقدان الأغذية والنفايات ليست سوى بعض القضايا التي تؤكد هذا الاختلال.
ونظراً للديناميات الأسية لـ COVID-19، فإن سلسلة التوريد تعتبر حاسمة للحصول على السلع والخدمات بسرعة وأمان. يجب على أصحاب الأعمال والمشاريع اتخاذ قرارات سريعة وإجراءات فورية للحفاظ على العمليات التجارية لخدمة عملائهم ومجتمعاتهم، فضلا عن حماية موظفيهم ودعم واستمرار أعمالهم. تعتبر استدامة سلسلة التوريد أساسية بشكل خاص بالنسبة لدولة الكويت حيث أن اقتصادها مرتبط بسلسلة القيمة العالمية والإقليمية، حيث يتم تصدير أكثر من 80٪ من السلع إلى المنطقة واستيرادها من خارج المنطقة، وفي الواقع كمستورد صافي عندما يتم استبعاد الصادرات ذات الصلة بالنفط ” اشار الدكتور طارق الشيخ، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم لدى دولة الكويت.
وأضاف د طارق الشيخ: ” “أظهرت دولة الكويت مستوى عاليا من الكفاءة في تخطيطها لحالات الطوارئ وتنفيذها. وكما شهدنا جميعا الإمكانيات الكبيرة والمرونة المالية على مستوى الشركات الخاصة التي وضعت في صميم خطة الاستجابة للاحتياجات المحلية. وقد اتاح هذا الوباء لنا الفرصة في التفكير بشكل جاد واتخاد قرارات حاسمة بضرورة الاستثمار في المشاريع الزراعية المحلية وتعزيز قدرتها على إعادة البناء بشكل أفضل. وتتألف خصوصاً من الشركات الصغيرة من مؤسسات زراعية، وتجار، ومصنعي الأغذية، وموزعين، وتجار تجزئة عبر السلاسل الغذائية. وفي مثل هذه الأوقات الصعبة، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تدرك السلطات الحكومية الحاجة إلى دعم أبطالنا في مجال الأغذية – المزارعين والعمال في جميع أنحاء النظام الغذائي – الذين يضمنون أن الغذاء يشق طريقه من المزرعة إلى الشوكة والدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه هذه الشركات في الحفاظ على أنظمة غذائية عاملة حتى في ظل اضطرابات لم يسبق لها مثيل مثل أزمة كوفيد-19 الحالية”.
على الرغم من الجهود المبذولة لتأمين سلسلة التوريد في هذا السياق، هناك حاجة ملحة إلى أن تستثمر الحكومة والشركات في استراتيجية مرنة طويلة الأجل في سلاسل القيمة الخاصة بها لإدارة التحديات المستقبلية، استراتيجية سلسلة التوريد فعالة تشمل (التخطيط والتنفيذ والرصد). وهذا يتطلب اتباع نهج شامل لإدارة سلسلة الإمداد المعطلة عن طريق تطوير خطة دات مرونة كافية لحماية هذه الأنظمة من الاضطرابات المستقبلية. وخطة الاستجابة لسلسلة التوريد في إطار “كوفيد-19” هي “ضرورة” في هذا الصدد. وينبغي أن تشمل أولويات التخطيط ما يلي: 1) وضع خطة استراتيجية مرنة لسلسلة الإمداد تشمل حملة توعوية و2) تحليل المخاطر لسيناريوهات سلسلة التوريد.
وذكر السيدم دينو فرانشيسكوتي، المنسق الإقليمي لمنظمة الأغدية والزراعة لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن:” أن دولة الكويت تعمل على تحديد أهدافا قصيرة الأجل وطويلة الأجل لقطاع الأغذية والزراعة. وتحتاج الدولة إلى خطة استراتيجية قوية لتحويل نظمها الغذائية لتحقيق الأمن الغذائي واستقرار سلسلة الإمدادات الغذائية. وتقف منظمة الأغذية والزراعة والامم المتحدة بصفة عامة على استعداد لدعم السلطات الكويتية في وضع وتنفيذ مثل هذه الخطة الاستراتيجية”.
وقال السيد/ كيان جاف، منسق برنامج الشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة ودولة الكويت وكبير مستشاري السياسات في المكتب الإقليمي في القاهرة: “تهدف شراكة منظمة الأغذية والزراعة ودولة الكويت إلى تعزيز التفاعل والتآزر بين مختلف الأطراف نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الكويت وغيرها من بلدان الشرق”.