يوم التراث العالمي الأفريقي: اليونسكو تشدد على أهمية التراث العالمي الثقافي والطبيعي باعتباره موردا نفيسا يعزز قدرتنا على الصمود
(الأمم المتحدة) – قالت مديرة اليونسكو إن التراث العالمي مازال ينبض بالحياة على الرغم من إغلاق جميع مواقع التراث العالمي تقريبا، وعلى الرغم من حيلولة الحجر الصحي دون عرض التراث غير المادي بصورة مباشرة على الناس.
وفي رسالة بمناسبة يوم التراث العالمي الأفريقي، الذي تحييه اليونسكو في 5 أيار/مايو، قالت السيدة أودري أزولاي إن التراث العالمي بات أكثر حيوية مما كان عليه في أي وقت.
ويعد هذا اليوم، الذي أقره المؤتمر العام لليونسكو في 2015 مناسبة لجميع الشعوب في أنحاء العالم، وخاصة الأفريقية، للاحتفال بالتراث الثقافي والطبيعي الخاص بالقارة.
وفي هذه الفترة العسيرة التي تسودها أجواء الأزمة والريبة والقلق وعدم اليقين، قالت مديرة اليونسكو إن التراث العالمي الثقافي والطبيعي يشكل “موردا نفيسا يعزز قدرتنا على الصمود، ويعيننا على إيجاد حلول، وينير لنا دروب المستقبل. وهذا هو الدور الذي يمكن أن للتراث العالمي الأفريقي بوجه خاص، الذي نحتفل به في هذا اليوم، أن يؤديه لصالح الشعوب الأفريقية بل لصالح البشر كافة.”
حملة إعلامية للتعريف بالتراث العالمي
وأطلقت اليونسكو بهذه المناسبة حملة إعلامية تهدف إلى نشر المعرفة بالتراث العالمي تحت وسم #ShareOurHeritage.
وقالت السيدة أزولاي إن هذه الحملة تشيد، على وجه الخصوص، بالقائمين على صون مواقع التراث العالمي، رجالا ونساء، ممن يعملون يوميا على صون هذه المواقع وإحيائها على الرغم من الأزمات والمصاعب والمخاطر الشديدة التي يمكن أن تؤدي بحياتهم أحيانا.
وقالت مديرة اليونسكو إن هؤلاء المؤتمنون على مواقع التراث العالمي يحتاجون إلى المساندة والعرفان الآن أكثر مما كان عليه الأمر في أي وقت مضى، إذ يواجهون مصاعب هائلة بسبب إغلاق تلك المواقع جراء انتشار كوفيد-19.
التركيز على فئة الشباب
وتهدف اليونسكو، من خلال هذا اليوم العالمي، إلى إذكاء الوعي العالمي بشأن التراث الأفريقي مع التركيز بشكل خاص على فئة الشباب وأهمية مشاركتهم في صون التراث وعلى حشد التعاون لضمان صونها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ويشارك الشباب مشاركة فعلية في صون التراث، وهي مشاركة ضرورية، إذ تتيح هذه المشاركة المحافظة على التراث باعتباره موردا يزخر بالحياة ويثري الثقافة الأفريقية المعاصرة.
تسخير الإبداع لمكافحة التضليل الإعلامي
وقالت أودري أزولاي إن الفنانين الأفارقة، قد برهنوا، إبان الأزمة الراهنة، إمكانية اضطلاعهم بدرو حاسم في مواجهة هذه الأزمة والأزمات المماثلة. وأضافت:
“كثيرا ما يتصدر هؤلاء الفنانون المساعي الرامية إلى التوعية كما تبين لنا من الحملة الداعية إلى مكافحة تفشي وباء التضليل الإعلامي عن طريق تسخير مواهبهم في الكتابة والرسم والغناء، وكذلك درايتهم وإبداعهم لمكافحة انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة، ومكافحة تفشي مرض كـوفيد-19، مكافحة فعلية.”
وأعلنت اليونسكو التزامها بالمضي قدما بحشد الجهود الدولية الرامية إلى استثمار الإمكانات الهائلة للتراث الثقافي والطبيعي الأفريقي، كقوة داعمة، من شأنها الحد من الفقر وتعزيز التماسك الاجتماعي، بالإضافة إلى كونها دافعا للتنمية المستدامة والابتكارات.