سمو الأمير: تداعيات كورونا تفرض على الحكومة ومجلس الأمة وكل مؤسسات المجتمع المدني اعتماد نهج جديد لمواجهة هذا التحدي الجاد
كونا – وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلمة إلى إخوانه وأبنائه المواطنين والمقيمين الكرام عصر اليوم التالي نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) صدق الله العظيم.
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إخواني وبناتي الأعزاء،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يسرني مع إطلالة عيد الفطر السعيد أن أهنئكم بهذه المناسبة الفضيلة داعيا عز وجل أن يعيدها علينا جميعا وعلى وطننا العزيز وهو يرفل بأثواب العز والمجد وعلى أمتينا العربية والإسلامية بوافر الخير واليمن والبركات وأن يجعلنا ممن تقبل الله تعالى صومه وصالح عمله ففاز بمغفرته ونال مرضاته وأن أجدد بإسمكم وبإسمي توجيه تحية تقدير وإجلال وإشادة وفخر إلى إخواننا وأبنائنا وبناتنا الأبطال ممن سخروا أنفسهم لخدمة الوطن والمواطنين فكرسوا جهودهم المخلصة لمواجهة وباء فايروس كورونا المستجد منذ ظهوره وبدء إنتشاره بكل مهنية وتفان وإخلاص مواصلين الليل بالنهار ولا سيما الكوادر الطبية والتمريضية والأجهزة الصحية ممن هم في الخطوط الأولى المواجهة والمباشرة ولكافة القطاعات الأمنية وأفرادها من رجال الداخلية والدفاع والحرس الوطني والإدارة العامة للاطفاء والوزارات المعنية الأخرى والجهات الرسمية والأهلية والهيئات والجمعيات الخيرية والتعاونية الذين ساهموا بجهودهم الحثيثة لإحتواء هذا الوباء.
وأجد من الضروري أن نسجل بكل الفخر وعظيم التقدير والإمتنان لمن توفاهم الله وهم في مواجهة هذا الوباء ونحتسبهم عند الله من الشهداء بما قدموا وكذلك من أصيبوا ونسأل الله لهم وللجميع الشفاء.
كما أستذكر بالشكر والعرفان المساهمات المالية والعينية التي تقدم بها أهلنا لدعم مكافحة وباء كورونا المستجد إذ بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بفضل هذه الملحمة الوطنية التي سطرها أبناء الوطن العزيز بتلاحمهم وتفانيهم وعطائهم فإننا واثقون بتجاوز هذه المحنة.
وأود هنا أن أشير بأسف بالغ إلى ما تبثه وتتناقله بعض وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي من مغالطات وإساءات مؤذية لا تتفق مع حرمة الشهر الفضيل ولا مع خطورة الظروف العصيبة التي تشهدها البلاد والتي لا تمثل إصلاحا أو تقويما لما يثار وأدعوا الجميع إلى الإلتزام بسمو الرسالة الإعلامية والحرص على ممارسة دورها الإيجابي المسؤول في دعم المجهود المشترك لدحر هذا الوباء والقضاء عليه.
إن هذه الجائحة التي يمر بها وطننا العزيز والعالم أجمع وبكل قساوتها وأثارها تستدعي منا وكما ذكرت لكم في مناسبة سابقة إستخلاص المواعظ والعبر فعالم الغد بعد وباء كورونا لن يكون على ما هو عليه قبل هذه الجائحة وإنما ستترك تداعيات مباشرة ومؤثرة محليا وإقليميا وعالميا على مختلف نواحي الحياة سواء منها الصحية أو الإقتصادية أو الإجتماعية وغيرها الأمر الذي يفرض على الحكومة وعلى مجلس الأمة وعلى كل مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة إعتماد نهج جديد لمواجهة هذا التحدي الجاد نهج يعيد رسم كويت المستقبل يطال نمط حياتنا وسلوكنا ويستهدف تصويب مساراتنا عبر خطوات فعالة تنسجم مع متطلبات هذه المرحلة وتداعياتها ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتعاضد وتضافر الجهود وتحمل المسؤولية والإعتماد على النفس وتغليب المصلحة الوطنية العليا وجعلها فوق كل اعتبار.
إخواني وبناتي ،،، أنتهز هذه المناسبة لأشيد بإخواني وأبنائي المواطنين الكرام والمقيمين على ما أبدوه من تفهم لكافة الإجراءات التي إتخذتها الدولة لمواجهة هذه الجائحة وإلتزامهم بها وتقيدهم بالإرشادات الصحية حفاظا على سلامتهم وصحتهم وعلى مصلحة الوطن وسيسهم هذا السلوك الواعي والمسؤول بإذن الله تعالى في الإسراع إلى عودة الحياة الطبيعية التي نتطلع إليها جميعا في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
إننا على يقين بأن المولى عز وجل سيرفع هذه الغمة عن عباده برحمته ومنه وفضله وعلينا إستشعار الفرحة والإبتهاج والسرور بالعيد السعيد واستنهاض روح الأمل والتفاؤل وبث ذلك في نفوس أسرنا وأقاربنا.
سائلين المولى جل وعلا في هذه الأيام المباركة أن يحفظ وطننا العزيز من كل سوء ومكروه وأن يرفع هذا الوباء ويزيل هذه الغمة عنه وعن البشرية جمعاء ويوفق الجميع ويسدد الخطى لخدمته ورفعته وتحقيق كل ما نرجوه له من تقدم وازدهار ورخاء وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته”.