معهد الكويت للأبحاث العلمية يحقق إنجازا جديدا بإستزراع 4 أنواع جديدة من الأسماك والقشريات
حقق معهد الكويت للأبحاث العلمية إنجازا بحثيا جديدا باستزراع أربعة أنواع من الأسماك والقشريات الجديدة التجارية المهمة عالميا يمكن استزراعها بنجاح في صحراء الكويت وبالمزارع إلى جانب النباتات والخضراوات.
وقالت المدير العام للمعهد الدكتورة سميرة عمر في تصريح صحفي اليوم السبت إن هذا الإنجاز يندرج ضمن جهود المعهد في تنفيذ رؤية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (كويت جديدة 2035) والمساهمة بفعالية في توفير الأمن الغذائي في البلاد.
وأضافت عمر أنه سوف يتم إنتاج صغار هذه الأنواع المائية في المعهد مستقبلا ليتم توفيرها للمستثمرين في الكويت موضحة أن المصائد البحرية المحلية توفر أقل من 20 في المئة من إجمالي طلب السوق المحلي إذ يتم استيراد 80 في المئة من الخارج وهذا الإنجاز من شأنه توفير كميات كبيرة مستقبلا.
وذكرت أن الإنتاج العالمي من الاستزراع المائي للأسماك والقشريات بلغ عام 2015 نحو 77 مليون طن يغطي 50 في المئة من الاحتياج العالمي من الأسماك والقشريات مبينة أن صناعة الزراعة المائية من أهم الصناعات الحالية وأسرعها نموا بمعدل يبلغ 6 في المئة سنويا.
وأعربت عن فخرها بتوفير المعهد لأول هذه الأنواع الجديدة كليا على السوق الكويتي للمستثمرين وهي سمكة (الباراموندي) التي تمتاز بطعمها اللذيذ وسعرها الجيد عالميا ويتوقع أن تكون مساوية لأسماك (السي باس) التي تباع حاليا في الأسواق الكويتية.
ولفتت إلى أن المعهد سيوفر أنواعا من الربيان ذي الكفاءة المتميزة في النمو واستهلاك الغذاء وقوة التحمل والإنتاجية العالية ليتم تقديمها للمستهلكين والمستثمرين.
وأضافت عمر أن المعهد يضع خبرته في خدمة المستثمرين في الكويت بتوفير نوع الروبيان (النمر العملاق) الذي يعد البديل الامثل للربيان المحلي (أم نعيره) الذي لا يزال تحت التجارب حول العالم ويحتاج لجهود كبيرة للتمكن من استزراعه تجاريا كما يتميز بالطعم اللذيذ والحجم الجامبو الذي يمتاز به ربيان (أم نعيره) لتشابههما في الكثير من الصفات البيولوجية.
وأكدت نجاح المعهد في استزراع أحد أنواع القشريات وهو السلطعون العملاق (القبقب) وهو من أفضل الأنواع التي تستزرع في دول عدة كأستراليا ودول شرق آسيا لسهولة استزراعه في مختلف البيئات إذ يمكن تربيته في درجات مختلفة من الملوحة تتراوح بين المياه العذبة إلى مياه البحر.
ولفتت إلى أن معهد الأبحاث أضاف ربيان المياه العذبة (العملاق) إلى قائمة الأنواع المستزرعة في الكويت لما يمتاز به من طعم جيد وسرعة نمو وسعر مناسب.
وذكرت عمر أن المعهد تمكن من إنجاز نظام خاص للاستزراع يمكن المستثمر من إنتاج 40 كيلوغراما في المتر المكعب وسيتم اختبار كفاءة هذا النظام ليتم تقديمه كنموذج للمستثمرين في المستقبل.
من جانبها قالت الباحثة في مجال الاستزراع السمكي أماني الياقوت إنه تم اختيار هذه الأنواع لما تتصف به من سرعة في النمو ليتمكن المزارع من إنتاج محصولين في السنة الواحدة عند اتباعه لأساليب علمية محددة كما تمتاز بقدرة كبيرة في تحويل الغذاء من الأعلاف المستخدمة إلى نسبة وزن الأسماك والقشريات مما يقلل من كلفة الغذاء التي تبلغ نسبة حوالي 50 في المئة من التكلفة الكلية لعملية الاستزراع.
وأضافت الياقوت أن الأبحاث التي تمت في المعهد أثبتت أنه يمكن للمستثمر أن ينتج 30-40 كيلوغراما من سمكة (الباراموندي) في المتر المكعب الواحد من المياه.
وذكرت أن هذه السمكة تتميز بسرعة النمو إذ يمكن أن تصل إلى حجم الحصاد والحجم التسويقي الذي يبلغ 400-600 غرام في فترة لا تتجاوز 5-6 أشهر وتصل إلى حجم 1 كيلوغرام في فترة لا تتجاوز 11 شهرا.
وأوضحت أن هذه السمكة يتم استزراعها بنجاح وبشكل مكثف في أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية ودول شرق آسيا إذ يتم إنتاج نحو 80 مليون طن سنويا مؤكدة أن المعهد يهدف إلى إنتاج إصبعيات (الباراموندي) لتوفيرها للمستثمرين في الكويت بهدف التسمين والإنتاج المربح.
وعن الربيان أفادت بأن أول هذه الأنواع هو ربيان المياه العذبة العملاق الذي تمكن المعهد من تربيته في المياه قليلة الملوحة بإنتاجية تصل الى 4 كيلوغرامات في المترالمكعب ويقوم المعهد حاليا بعمل الأبحاث لزيادة الكمية التي يمكن إنتاجها في أقل مساحة لزيادة الربحية من مشروع الاستزراع.
وبينت الياقوت أن هذا النوع من الربيان أحد أفضل الأنواع المستزرعة والمفضل للاستزراع في العالم إذ يتم العمل على استزراعه في 70 دولة لما يتصف به من إمكانات جيدة للاستزراع ولقيمته التسويقية العالية في الأسواق العالمية ولجودته العالية مشيرة إلى أن حجمه يمكن أن يصل إلى الحجم التسويقي خلال فترة لا تتعدى 5-6 أشهر.
وأضافت ان النوع الثاني من الربيان الذي يمكن تربيته في المزارع بنجاح هو ربيان (النمر العملاق) الذي يتميز بسرعة النمو ويمكن أن يصل وزنه لأكثر من 200 غرام والى الحجم التسويقي 30 غراما خلال فترة لا تتعدى 5 أشهر ويمكن إنتاج 20 كيلوغراما منه في المتر المكعب في النظام المغلق و40 كيلوغراما في نظم الاستزراع نصف المكثفة ويمكن استزراع هذا النوع بنجاح في نسبة كبيرة من درجات الملوحة بين 2-30 جزءا في الالف.
وعن استزراع السلطعون (القبقب) العملاق ذكرت الياقوت أنه يمتاز بطعم جيد وسعر تسويقي جيد إذ يتم بيع المستزرع منه والمستورد حاليا في الكويت بسعر 8 دنانير للكيلوغرام ويمكن الوصول للحجم التسويقي 300-500 غرام في مدة لا تتعدى 6-8 أشهر ويمكن أن يصل وزنه الى 2-3 كيلوغرامات.
بدوره قال اختصاصي نظام الاستزراع المغلق في المعهد مساعد الرومي ان هذا النظام من أفضل أنواع الاستزراع إذ يمكن استخدامه لإنتاج كل الانواع التي يتم استزراعها من أسماك وقشريات بكثافة عالية لما يمتاز به من تحكم في بيئة الاستزراع لتفادي أي تأثيرات خارجية.
وأضاف أن النظام المذكور صديق للبيئة أيضا وتتم الاستفادة من المياه المستخدمة في استزراع الأسماك والربيان في ري المحاصيل الزراعية حيث تكون مشبعة بالمواد المخصبة للتربة.