2.2 تريليون دولار مساهمة تقنيات «G5» في الاقتصاد العالمي

وسط الطلب المتزايد على شبكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط، بات لزاماً على مشغلي شبكات الهواتف المحمولة التأكد من أن لديهم البنية التحتية اللازمة والشركاء المناسبين لمواكبة هذا الطلب.

خلال السنوات القليلة الماضية، كان للتطورات المتسارعة التي شهدتها تكنولوجيا الهاتف المحمول فوائد لا تحصى لمست حياة المليارات من البشر في جميع أنحاء العالم.

ومما لا شك فيه أن «الثورة الصناعية الرابعة» تمضي قدماً بوتيرة متسارعة، الأمر الذي يبرز في تحقيق المزيد من الابتكارات والإنجازات غير المسبوقة في عدد من المجالات الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي «AI»، والمدن الذكية، وإنترنت الأشياء «IoT»، التي من شأنها أن تحدث تحولاً جذرياً في كيفية عمل المجتمعات، وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتدعم المخططات الرقمية للدول، وتساهم في خلق عالم أكثر اتصالاً.

يعد تمكين الجيل الخامس من شبكات الهاتف المحمول «5G» أحد العوامل الرئيسية المؤدية لهذا التحول. وبفضل السرعة الفائقة التي تصل إلى 100 مرة أسرع من شبكة الجيل الرابع الحالية 4G LTE إضافة إلى الموثوقية العالية وتقنية الاتصال من جهاز لآخر «M2M» ومتطلبات الطاقة المحدودة، فإن بدء تشغيل شبكات الجيل الخامس يبشر بعصر جديد في عالم الاتصال المحمول.

وتتفوق شبكات هذا الجيل على قدرات الأجيال السابقة عن طريق توفير سرعات لا تضاهى تتيح سرعة اتصال غير مسبوقة في زمن محدود جداً لا يمكن ملاحظته مما سيمكن الشبكات من دعم الخدمات والتطبيقات الجديدة كلياً، التي يمتاز الكثير منها بقدرتها على تحسين نوعية الحياة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.

وفقاً لرابطة النظام العالمي للاتصالات المتنقلة، من المتوقع أن يتم تشغيل أكثر من 1.2 مليار قناة اتصال عبر شبكات الجيل الخامس «5G» على مستوى العالم بحلول عام 2025.

ولمواكبة الزيادة المستمرة في حركة المرور وتقديم نطاق ترددي أعلى، تتطلب تقنية 5G كتل أكبر من الطيف المستمر ونطاق ترددي. لذلك، بات من الضروري نشر أبراج الاتصالات بشكل أكبر في أي سوق اتصالات يسعى إلى تشغيل شبكات الجيل الخامس، وهو السبب الذي يدفع شركات الأبراج المستقلة «Towercos» إلى دخول هذا الإقليم.

مع توقع مساهمة تقنيات شبكات الجيل الخامس في الاقتصاد العالمي بمبلغ 2.2 تريليون دولار على مدى السنوات الـ 15 المقبلة، من الضروري أن تضمن الحكومات ومشغلي شبكات المحمول «MNOs» وجود البنية التحتية السليمة للاستفادة من الفرص الهائلة التي تلوح في الأفق.

نجحت شركة «آي إتش إس تاورز» وشركات الأبراج الأخرى في التغلب على التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة من خلال مواكبة نموذج خماسي الأبعاد، تشمل مشاركة الأبراج و المواقع، اتفاقيات التأجير، إنشاء المواقع الجديدة، الاستحواذ على وإعادة تأجير أبراج الاتصالات القائمة، تقديم حلول التغطية الذكية وتوزيع الهوائيات داخل المباني إضافة الى ربط الأبراج بشبكة الألياف الضوئية.

وبالنظر إلى العدد الكبير من الأبراج المطلوبة للتشغيل الفعال لشبكات الجيل الخامس، فإن الخطوة المنطقية لجعل ذلك ممكناً وفعالاً هي استخدام البنية التحتية القائمة حالياً.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاقيات تأجير الأبراج ومشاركتها من قبل مشغلي الاتصالات الآخرين لرفع كفاءة استغلال الأبراج القائمة حالياً، مع تركيب معدات إضافية عند الحاجة لتحسين قدرات الشبكة الخاصة بهم.

غير أن الحالات التي لا تتوفر فيها خيارات المشاركة، يتطلب الأمر إنشاء أبراج جديدة تماماً، كما يمكن إنشاء حلول الشوارع الذكية أو الشبكات اللاسلكية الداخلية «IBS».

هذا وتمتلك شركة «آي.إتش.إس تاورز» وشركات الأبراج المماثلة القدرات والموارد اللازمة للتعامل مع هذه المشاريع، بدءاً من الابتكار التكنولوجي في أي مكان معين، والتحليل الفعلي للموقع والاستحواذ عليه، وصولاً إلى التصاريح والمعاملات القانونية اللازمة وإدارة الأعمال الإنشائية وتركيب المعدات.

وتعد شركة «TAWAL»، التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، مزوداً آخر لخدمات البنية التحتية للاتصالات، وتم إطلاقها أخيراً كشركة تابعة لشركة الاتصالات السعودية.

كما يعد نموذج الاستحواذ وإعادة التأجير أحد الخيارات الأخرى، إذ يتطلب الأمر الحصول على أبراج أحد مشغلي شبكات المحمول والأصول ذات الصلة، ويتم تأجير مساحة لهم.

ويتيح ذلك تحرير رأس المال والموارد، مما يمكّن مشغلي شبكات الهاتف المحمول من سرعة انتشار شبكاتهم الجغرافية وبتكلفة أقل، مع الاستفادة من أفضل الخدمات والصيانة التي تقدمها شركات أبراج الاتصالات المستقلة.

وبالنسبة للمواقع التي تتطلب خدمات اتصال متنقلة أكثر قوة وذات كثافة أعلى للبيانات، مثل الفنادق أو المكاتب أو مراكز التسوق، يوفر نظام الهوائيات الموزعة «DAS» داخل المباني طريقة فعالة وآمنة لإنشاء تغطية أفضل للمشغلين.

كما يمكن ربط الأبراج بالألياف الضوئية مشغلي الهاتف المحمول من الاستفادة من حلول الألياف الداكنة والمضيئة ما يدعم الاستراتيجيات الرقمية لمشغلي شبكات الهاتف المحمول وضمان توفر نطاق ترددي كاف بشكل دائم.

وبينما يتأهب العالم لاعتماد شبكات الجيل الخامس، فإننا نقف على أعتاب تغيرات عملاقة. ومن المتوقع أن تستفيد المجتمعات والشركات في جميع أنحاء المنطقة من زيادة الاتصال، إلى جانب إمكانيات

لا تعد ولا تحصى تقدمها الحلول القائمة على إنترنت الأشياء، على غرار المركبات ذاتية القيادة، والتصنيع الآلي، وتعزيز سلسلة التوريد، وغيرها الكثير من الإمكانيات الواعدة.

ومن أجل تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات الحقيقية لشبكات الجيل الخامس، بات من الضروري على مشغلي شبكات الهاتف المحمول من الاعتماد على نماذج أعمال تتسم بالمرونة وتسخر زخمها الكامل من خلال التعاون مع شركات أبراج الاتصالات.

مع قرابة عقدين مكللين بالنجاح من خلال دعم و تطوير البنية التحتية للاتصالات في الأسواق الناشئة في جميع أنحاء العالم، تكرس شركة «آي إتش إس تاورز» وشركات الأبراج المستقلة الأخرى جهودها لتقديم حلول متطورة تدعم الاحتياجات المتنوعة للحكومات ومشغلي شبكات الهاتف المحمول.

وتتموضع شركات أبراج الاتصالات المستقلة الآن في الوضع الأمثل للمساهمة في تطوير البنية التحتية لشبكات الاتصالات من خلال التوسع وانتشار الشبكات لتغطي مساحات جغرافية أوسع،

كما ستستمر بمواصلة البحث عن طرق جديدة لدفع عجلة انتشار شبكات الجيل الخامس في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

Exit mobile version