تكنولوجيا

7 محاور أساسية يعجز ChatGPT عن القيام بها حتى الآن!

لا تزال تطبيقات الذكاء الاصطناعي حديث المهتمين بعالم البرمجة والتصميم وصناعة المحتوى نظراً للنقلة النوعية الهائلة التي أحدثتها، والتي يعمل الخبراء على تطويرها بشكل أكبر.

وقد استفاد العديد من الخدمات المقدمة من هذه التطبيقات وأشهرها روبوت الدردشة التفاعلي (ChatGPT) في كتابة رسائل البريد الإلكتروني، ومنشورات المدونات والمقالات الطويلة، والقصص، وتلخيص النصوص والاجتماعات والبودكاست، وترجمة النصوص، وتفسير الموضوعات المعقدة، بالإضافة إلى كتابة الأكواد البرمجية وتصحيحها، وغير ذلك الكثير.

ولكن حتى اللحظة فإن (ChatGPT) لا يزال عاجزاً عن إنجاز العديد من المهام على الأقل خلال الفترة الحالية، ووفقاً لتقرير نشره موقع “البوابة العربية للأخبار التقنية”، فهذه أبرز الأمور التي لا يستطيع ChatGPT القيام بها:

1- لا يمكنه تقديم استجابات عن أي شيء حدث بعد عام 2021:

دُرب روبوت ChatGPT على مجموعات كبيرة من البيانات النصية التي تصل إلى عام 2021 فقط، وهذا يعني أنه ليس لديه إمكانية الوصول إلى المعلومات أو الأحداث التي وقعت بعد ذلك التاريخ، إذ لا يمكنه الوصول إلى الأحداث الحالية أو الأخبار أو التحديثات التي حدثت منذ تاريخ توقف بيانات التدريب الخاصة به.

لذلك ستجد استجاباته كلها تستند إلى البيانات المتاحة حتى عام 2021 فقط، ولا يمكنه الإجابة عن أي شيء حدث بعد ذلك، وهذا يجعل إجاباته قديمة.

2- لا يمكنه التنبؤ بالنتائج المستقبلية للأحداث الرياضية أو الانتخابات السياسية:
عندما سُئل ChatGPT: اشرح لماذا لا يمكنك التنبؤ بالأحداث الرياضية أو الانتخابات السياسية على الرغم من أن لديك بيانات تاريخية كافية لإنتاج نموذج صالح؟ جاء رده كما يلي:

يمكنني كنموذج لغة يستند إلى الذكاء الاصطناعي في عمله معالجة كميات كبيرة من البيانات وتحليلها، بما يشمل: البيانات التاريخية حول الأحداث الرياضية والانتخابات السياسية. ومع ذلك؛ فإن إجراء تنبؤات دقيقة لهذه الأنواع من الأحداث ليس دائمًا أمرًا سهلاً. إذ يمكن استخدام البيانات التاريخية لتدريب نماذج التعلم الآلي لتحديد الأنماط والارتباطات، ولكنها لا تستطيع حساب الأحداث غير المتوقعة أو التغييرات في الظروف أو المتغيرات الجديدة التي قد تؤثر في النتيجة.

بالإضافة إلى ذلك؛ يتخذ البشر قرارات ويمكنهم تغيير سلوكهم بناءً على العديد من العوامل، وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بنتيجة حدث ما على وجه اليقين التام. ففي حالة الأحداث الرياضية؛ يمكن أن تلعب ديناميكيات الفريق والإصابات وحتى الظروف الجوية دورًا في تحديد النتيجة.

وفي السياسة، يمكن للرأي العام والتغطية الإعلامية والظروف المتغيرة أن تؤثر جميعها في نتيجة الانتخابات. لذلك يمكن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لعمل تنبؤات، ولكنها ستكون جيدة بقدر البيانات التي دُربت عليها فقط، ولا يمكنها حساب جميع المتغيرات والفروق الدقيقة التي تنطوي عليها هذه الأنواع من الأحداث.

3- لن يفعل أي شيء يتضمن بحثًا في الويب حاليًا:
روبوت ChatGPT مقيد طوال الوقت بالبيانات التي دُرب عليها، وبما أنه دُرب على بيانات حتى عام 2021 فقط، فلا يمكنه الوصول إلى أحدث منها، لذلك هو قادر على البحث في الويب، ولكن يبحث في البيانات التي نُشرت حتى عام 2021 فقط، ويستخدمها كمصدر للمعلومات، ولا يمكنه الوصول إلى البيانات الحالية أو اللحظية.

لذلك لا يمكننا اعتبار ChatGPT محرك بحث، إذ إن شركة (OpenAI) لم تقدمه على هذا الأساس، لقد قدمته على أنه روبوت دردشة يستند في عمله إلى الذكاء الاصطناعي يستخدم معالجة اللغة الطبيعية لفهم مدخلات المستخدم والاستجابة لها. نتيجة لذلك يقوم بإنشاء نص يعتمد على التنبؤ بأنماط اللغة من البيانات الضخمة التي دُرب عليها سابقًا.

وعندما سُئل ChatGPT: اشرح لماذا لا يمكنك البحث عن شيء ما في الويب؟ جاء رده كما يلي:

“أنا كنموذج لغة يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ قادر على البحث عن المعلومات في الويب ومعالجتها. ومع ذلك، فإن ردودي تستند إلى المعلومات التي دُربت عليها فقط، لذلك يمكنني استخدام الإنترنت كمصدر للمعلومات، ولا يمكنني الوصول إلى البيانات الحالية أو اللحظية.

بالإضافة إلى ذلك، ليس لدي القدرة على التحقق بشكل مستقل من دقة المعلومات التي أجدها في الويب. نتيجة لذلك، تقتصر ردودي على المعلومات التي دُربت عليها فقط، والتي قد لا تكون دائمًا أحدث المعلومات أو المعلومات الدقيقة المتوفرة في الويب.

علاوة على ذلك؛ من المهم ملاحظة أن تقديم معلومات من الويب قد ينتهك قوانين حقوق النشر أو حقوق الملكية الفكرية. ومن المهم بالنسبة لي احترام الملكية الفكرية للآخرين وتجنب مشاركة المعلومات غير الموجودة في المجال العام أو التي ليس لدي إذن لمشاركتها.

لذلك يمكنني استخدام الويب لتوفير سياق أو معلومات إضافية لدعم ردودي، ولكني أسعى جاهدًا لتوفير المعلومات الموجودة ضمن المجال العام مع احترام الملكية الفكرية للآخرين.

ملاحظة: ركز ChatGPT في إجابته السابقة على احترام الملكية الفكرية لمصادره، ولكنه في الحقيقة لا يفعل لذلك، إذ يقدم لك المعلومات التي حصل عليها دون أي إسناد!

4- لا يمكنه كتابة الأكواد البرمجية المُعقدة:
أثار روبوت ChatGPT ضجة كبيرة فور إطلاقه بسبب قدرته على اكتشاف الأخطاء الموجودة في الأكواد البرمجية وتصحيحها، كما يمكنه إنشاء برامج بسيطة نسبيًا بلغات برمجة مختلفة، ولكن إذا طلبت منه كتابة أكواد برمجية معقدة، مثل: كتابة أكواد لعبة متطورة أو تطبيق تجاري، سيعترف بضعفه ويخبرك أن المهمة تتجاوز قدراته حاليًا.

5- لا يمكنه تقديم استجابات صوتية:
يفتقر ChatGPT إلى القدرة على فهم تعقيد اللغة والمحادثات البشرية، لأنه دُرب على التنبؤ بالنص، إذ يمكنه إنشاء كلمات بناءً على مدخلات معينة، ولكنه لا يمتلك القدرة على فهم المعنى الكامن وراء هذه الكلمات، هذا يعني أن أي ردود يولدها من المحتمل أن تكون سطحية وتفتقر إلى العمق والتنبؤ.

لذلك سيقدم لك روبوت ChatGPT إجابات نصية فقط، ولا يمكنك التحدث معه، ولن يقدم لك استجابات صوتية، إذ إن هذه الإمكانيات تتطلب قوة حوسبة كبيرة جدًا، ومن ثَم ستكون تكلفة إنشاء الروبوت أعلى.

الجدير بالذكر أن جوجل دربت روبوتها (Bard) المنتظر على الحوار وليس النص، إذ يمكنه فهم سياق الحوار، وهذا يسمح له بمواكبة تدفق المحادثة، لذلك من المتوقع أن يتفوق على ChatGPT في الكثير من الاستخدامات.

6- لن يعطيك إجابات دقيقة دائمًا:
تستند ردود ChatGPT إلى البيانات والمعلومات التي دُرب عليها، وبما أن البيانات والمعلومات التي تدرب عليها ليست محدثة وقد لا تكون شاملة، فلا يمكن ضمان دقة ردوده دائمًا. كما أنه ينشئ ردوده باستخدام الخوارزميات المعقدة ونماذج التعلم الآلي التي قد لا تؤدي دائمًا إلى نتائج دقيقة أو ذات صلة.

بالإضافة إلى ذلك؛ قد تكون هناك فروق دقيقة أو تعقيدات في موضوع معين لم يكن نموذجه مجهزًا للتعامل معه.

7- لا يمكنه إعطاؤك إجابات طويلة وعميقة:
إذا طلبت من روبوت ChatGPT تقديم إجابة طويلة أو عميقة عن أي سؤال أو طلب، سيتوقف عن العمل وستظهر لك رسالة خطأ في الشبكة (Network Error).

عادةً، ما ستجد ردود ChatGPT تتراوح بين 500 و 700 كلمة، ولكن إذا أعطيته سؤالًا أو طلبًا يحتاج إلى بضعة آلاف من الكلمات، فإنه سيتجاهل الطلب أو يقدم لك ما يريده أو يتوقف عن العمل في منتصف إجابته.

وعندما سُئل ChatGPT: اشرح لماذا تتعطل أحيانًا وتتوقف عن العمل في منتصف الإجابة؟ جاء رده كما يلي:

يعتمد أدائي على مجموعة متنوعة من العوامل، مثل: جودة المدخلات التي يقدمها المستخدم وهيكلتها، وتعقيد السؤال أو المهمة، والموارد المتاحة لنظامي، في بعض الأحيان قد أتوقف عن العمل في منتصف الإجابة بسبب مشكلات فنية أو أخطاء في برمجتي، مثل مشكلات تخصيص الذاكرة أو أخطاء البرامج أو المشكلات الأخرى التي تؤثر في أدائي. بالإضافة إلى ذلك، قد أجد صعوبة في فهم نية المستخدم أو سياق الاستعلام، مما قد يؤدي إلى أخطاء أو ردود غير كاملة.

علاوة على ذلك؛ بصفتي نظامًا للتعلم الآلي يعتمد أدائي أيضًا على جودة البيانات التي تدربت عليها وكميتها. إذا كانت البيانات المستخدمة لتدريب نموذجي محدودة أو متحيزة، فقد يؤدي ذلك إلى ردود غير دقيقة أو غير كاملة على أنواع معينة من الاستعلامات. وإذا واجهت استعلامًا خارج نطاق بيانات التدريب الخاصة بي، فقد أجد صعوبة في تقديم إجابة دقيقة وذات صلة.

ما هي الاستفسارات التي لن يستجيب لها ChatGPT؟
بالإضافة إلى أنواع الطلبات التي ذكرناها سابقًا، هناك أيضًا أنواع من الاستعلامات بُرمج ChatGPT لعدم الرد عليها، ومنها:

الأسئلة التي تروج لخطاب الكراهية أو التمييز.
الأسئلة التي تنطوي على أنشطة غير قانونية أو تطلب مشورة غير قانونية.
الأسئلة التي تروج للعنف أو الإضرار بالنفس أو بالآخرين.
الأسئلة التي تنتهك الخصوصية الشخصية أو تنتهك حقوق شخص ما.
الأسئلة المصممة للمضايقة أو التهديد أو التخويف.
الأسئلة التي تحتوي على ألفاظ نابية أو لغة فاضحة.
الأسئلة التي تؤيد المخدرات أو المواد غير المشروعة أو تروج لها.
الأسئلة غير المرغوب فيها أو ليست ذات صلة بالمحادثة.
الأسئلة التي تحتوي على معلومات سرية أو خاصة.
الأسئلة التي تتضمن نصائح مالية أو استثمارية.
الأسئلة التي تنتهك شروط الخدمة أو إرشادات المجتمع.
الأسئلة التي لا معنى لها أو غير مفهومة.
الأسئلة التي تتضمن هجومًا شخصيًا أو إهانات.
الأسئلة المسيئة أو المزعجة.
الأسئلة التي تهدف إلى الخداع أو التضليل.
الأسئلة التي تهدف إلى التشهير أو الإضرار بسمعة شخص ما.
الأسئلة التي تروج لنظريات المؤامرة أو المعلومات المضللة.

ماذا تعني هذه الحدود لمستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي الذي دُرب على مجموعة بيانات حتى عام 2021 فقط، سيصبح في طور النسيان سريعًا إذا لم يتطور، لأن ردوده ستكون قديمة ولن تُشبع فضول المستخدم الذي يبحث عن الجديد دائمًا.

تخيل معي إذا كانت مجموعة البيانات التي تدرب عليها ChatGPT تقتصر على 2019 فقط بدلًا من عام 2021، بالطبع لن يكون لديه أي فكرة عن التغيرات والتطورات التي شهدناها خلال الفترة الماضية وعما أصبح عليه المجتمع، نظرًا إلى أننا واجهنا اضطرابًا كبيرًا في عام 2020 وهو حائجة كورونا التي غيرت العالم.

لذلك؛ لكي يظل الذكاء الاصطناعي التوليدي مناسبًا، سيتعين عليه مواصلة تدريبه. وإحدى الطرق الواضحة للقيام بذلك هي فتح الويب بالكامل والسماح له بتحديث معلوماته.

 

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى