ترند

“Never Rarely Sometimes Always”.. صرخة نسوية تهز القلب

أبدعت الكاتبة والمخرجة الأميركية إليزا هيتمان، في Never Rarely Sometimes Always، فجاء تحفة فنية، نسجت بإحساس مرهف، إذ تم اختيار التفاصيل، وتقديمها بلغة سينمائية واقعية شاعرية، من دون ثرثرة أو ميلودراما، لتكون صرخة «نسوية» تهز القلب وتغيّب الوعي النقدي.

يحكي الفيلم قصة الفتاة أوتم كالاهان (سيدني فلانيجان)، ذات السبعة عشر عاماً، التي يظهر الفحص الطبي أنها حامل، وتجد أن إجراء عملية إجهاض لها غير متاح في موطنها، من دون موافقة والديها، فتحاول التخلص من الحمل، وبعد أن تفشل، تعترف لابنة خالتها سكايلر (تاليا ريدر) بالمشكلة، فتسرق هذه نقوداً من المتجر الذي تعمل فيه، وتشتري تذكرتي سفر إلى نيويورك، حيث يمكن إجراء عملية الإجهاض.

وفي الحافلة، تقابل الفتاتان الشاب جاسبر، المعجب بسكايلر، التي لا تطيقه، فيقرضهما بعض المال. وبعد رحلة معاناة، تضمن تعاطف المشاهد مع «أوتم» الغارقة في الألم والوحدة والصمت، تتم عملية الإجهاض.

لا يضع الفيلم مشروعية الإجهاض موضع سؤال، ولا نعرف كيف حملت الفتاة، ولا نجد سبباً لإخفائها الأمر عن والديها، فالسياق الاجتماعي مغيَّب، لإظهار الإجهاض وكأنه حل للمشكلة ذات الأبعاد العديدة، يجب توفيره لكل من ترى أنها غير مستعدة لتكون أُمّاً! تسلّط الكاتبة المخرجة الضوء على ظروف «أوتم» ومعاناتها.

فوالدها سكران وأمها مشغولة، والمجتمع الذكوري لا يتقبل استقلاليتها، والرجال يضايقونها، والمشهد المؤثر الذي تجيب فيه «أوتم» عن أسئلة في العيادة يكشف معاناتها ببلاغة، ومن هذا المشهد جاء اسم الفيلم، فكلما سئلت عما إذا كانت قد تعرّضت لنوع من الأذى، لم تخرج أجابتها عن «أبداً.. نادراً.. أحياناً.. دائماً».. ولحظات الصمت أبلغ من الكلام! هناك لقطات لا تنسى، ففي عيادة الإجهاض تمسك ممرضة بيد «أوتم» مقدمة لها الدعم المعنوي، استعداداً لعملية الإجهاض.

وعندما تذهب «أوتم» للبحث عن «سكايلر» تجد «جاسبر» يقبّلها، وتلحظ أن سكايلر غير راغبة في ذلك، فتمسك بيدها، مقدمة لها الدعم.

Never Rarely Sometimes Always now available On Demand!

المصدر: القبس الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى