اتفاق الدوحة: نجاح جزئي لترامب و«تاريخي» لـ «طالبان» .. و واشنطن تتعهد بالانسحاب من أفغانستان خلال 14 شهراً

عقب تهدئة «ناجحة» استمرت سبعة أيام انتهت أمس الأول، وقعت الولايات المتحدة وحركة «طالبان» الأفغانية المتمردة أمس في الدوحة، اتفاق سلام، وُصِف بـ «التاريخي». 

وإذا كان الاتفاق، الذي وقّعه المفاوض الأميركي زلماي خليل زاده ورئيس مكتب الحركة السياسي نائب زعيمها الملا عبدالغني برادر، بهدف إنهاء أطول الحروب الأميركية يعطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجاحاً جزئياً في خضم السباق إلى الانتخابات الرئاسية، فإنه يمنح الحركة الإسلامية المتشددة نجاحاً كاملاً لأنه يمثل اعترافاً بشرعيتها. 

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي حضر إلى الدوحة في كلمة عقب التوقيع، إن الاتفاق «اختبار حقيقي لجهود السلام، والأمر في البداية فقط»، مشيراً إلى أن «الخفض الملحوظ في العنف سيوفر شروط السلام».

وحث وزير الخارجية «طالبان» على الالتزام «بوعودها بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة، ومواصلة محاربة تنظيم داعش»، مضيفاً أن الأفغان بحاجة للعيش في سلام ورخاء فيما يتعلق بحقوق المرأة.

أما نائب الشؤون السياسية لـ«طالبان»، فقال في كلمته: إن الحركة «تدخل مرحلة العمل السياسي وتفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي، وتتعهد بتنفيذ كل بنود الاتفاقية»، معتبراً أن ما يحدث اليوم هو «إنجاز تاريخي».

وبموجب اتفاق الدوحة وافقت واشنطن و«طالبان» على تبادل آلاف الأسرى ضمن «إجراءات لبناء الثقة».

وجاء في الاتفاق أنّ «نحو خمسة آلاف سجين من طالبان ونحو ألف سجين من الطرف الآخر» القوات الحكومية الأفغانية سيُطلَق سراحهم بحلول العاشر من مارس الجاري.

ومن المفترض أن تبدأ مفاوضات بين الأطراف الأفغانية في الفترة ذاتها، على أن يسبق تبادل الأسرى المفاوضات التي يتوقع أن تستضيفها أوسلو.

وأصدرت حكومتا الولايات المتحدة وأفغانستان بياناً مشتركاً، أمس، أفاد بأن تحالف شمال الأطلسي (الناتو) «سيكمل سحب باقي القوات من أفغانستان خلال 14 شهراً بعد نشر الإعلان المشترك والاتفاق بين واشنطن وطالبان، شريطة أن تفي الأخيرة بالتزاماتها بموجب الاتفاق».

وستقوم الولايات المتحدة مبدئياً بخفض قواتها في كابول إلى 8600 خلال 135 يوماً من الاتفاق.

ولم تكن حكومة كابول ممثّلة في حفل التوقيع، لكنها أرسلت فريقاً مؤلّفاً من 6 أشخاص لفتح قناة اتصال مع المكتب السياسي لـ «طالبان» الذي أُسّس في الدوحة عام 2013.

وقبيل بدء حفل التوقيع، الذي حضره مسؤولون عن 18 دولة، عقد الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابول مؤتمراً مشتركاً مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، والأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ.

ورحب غني، الذي لم تشارك حكومته في مفاوضات الدوحة بسبب رفض الحركة المتمردة، بالخطوة وأعلن أنه سيعمل على حل الخلافات، وإحلال السلام من أجل إعادة بناء البلاد «عبر مفاوضات مباشرة مع طالبان».

من جهته، صرح إسبر بأن الولايات المتحدة لن تتردد في إلغاء الاتفاق إذا لم تَفِ «طالبان» بالتزاماتها، في حين شدد على وجود «تقدم جوهري» تجاه إنهاء أطول حرب أميركية.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، رحبت السعودية بالاتفاق، في حين قال وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي الذي حضر توقيع الاتفاق بالدوحة، إن بلاده تريد «انسحاباً مسؤولاً» للقوات الأميركية من أفغانستان.

Exit mobile version