خاطرة مقتبسة من قصة واقعية
تَعِبْتُ في تربيتِهِ كالوردةِ الضاحكة
انتظرتُ قُدومَهُ بِلهْفَةِ المُشْتاقِ فَأشْرَقَ حَياتي
وأمُّه تَفانَتْ في حُبّها لَهُ حتى خَلَد في كِيانِها
بابا ماما أوّلُ كلماتِه التي نَطقَ بها فانْغَرَسَتْ في قلوبِنا الزّاهِيَةِ
تَلاحَمَتْ رُوحي معَ كُلِّ نَبْضَةِ سَعادَةٍ وحُزْنٍ عاشَها
أخْشى عَليْهِ مِنْ رِياحِ الشّرِ و فِتَنِ الزّمانِ آملا أنْ يَرُدَّ الجَميلَ عِنْدَ كِبَري
تَرَكْتُهُ يَسْبَحُ مُكافِحا فِي سَماءِ التّحديات سَاطِعا كالنّجْمِ
و فِي نَشْوَةِ الفَخْرِ والاعْتزاز
جاء ما لم يَكْنْ بِالحُسْبان
بَيْنَما كان يَسيرُ في إحدى المُجَمّعاتِ تَلَقّى طَعْنَةً قاتِلةً بِسِكّيِنَةٍ اِخْتَرَقَتْ قَلْبَهُ على يَدِ شخصٍ مَعْتوهٍ كان في حالةِ سُكْرٍ قد أدْمَنَ المُخَدِّراتِ و الهَلْوَساتِ و المُسْكِرات
فَانْطَوَتْ صَفْحَةُ حَياتِهِ و ذَبُلت وَرْدةُ شبابِهِ
و بَقِيتُ أنا و أمُّهُ نُعاني ألَمَ الفِراقِ والحُزْنِ
راضينَ بِقَضاءِ اللهِ و قَدَرِهِ
ولكن كمْ مِنَ المُؤْلِمِ أنْ يَدفعَ المُخْلِصونَ ضَريبةَ حَماقَةِ المُسِيئينَ
و بِكلّ حَسْرَةٍ و حَيْرَةٍ أقولُ
وداعا يا ولدي أيها المؤمنُ البارُّ
وداعا يا ثمرةَ الإخلاصَ و المَحَبّةِ والوَفاءِ
ها هِيَ دُموعي الحزينةُ تَفِرُّ هارِبةً مِن عيْني تَبحثُ عنْ القاتلِ الغارق في مَلَذّاتِ الدُنيا إلى أنْ يِأخُذَ العدْلُ مَجْراه
نَمْ قَريرَ العَيْنِ يا وَلدي
فقد حانَ وقتُ الرُّقاد
حسين كاظم دشتي
@hosseindashti2
hossein_kazem_dashti#