د.أديبة الحرز: التطعيمات ضرورية لمرضى الروماتيزم و«المناعة».. بشروط

أكدت استشارية الروماتيزم وآلام المفاصل د.أديبة الحرز ضرورة تناول مرضى الأمراض الروماتيزمية والأمراض المناعية لتطعيمات كورونا بسبب احتمالية ضعف مناعتهم، وأن الكثير منهم يتناولون أدوية مثبطة للمناعة ما يجعلهم معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بمضاعفات الفيروس حال الإصابة به.

كما حذرت الحرز في لقائها مع «الأنباء» الكويتية من تأثير الطقس البارد، لاسيما مع موجات البرد الحالية، مشيرة إلى المرضى الذين يعانون خشونة بالمفاصل أو روماتويد أو لوبس، أو روماتيزم صدفي، وكذلك المفاصل التي كانت قد تعرضت لإصابات في السابق ولا تشكو من آلام إلا خلال فترة البرودة، حيث تظهر أو تزيد الآلام، حيث إن البرد وتغيير الطقس يزيد الإحساس بالألم ولا يهيج من نشاط الأمراض الروماتيزمية. تفاصيل هذه الأمور وأكثر في السطور التالية:

بداية، هل هناك ارتباط بين الطقس البارد والإصابة بالآلام لمرضى الروماتيزم؟

٭ نعم، بالفعل الطقس بالبلاد وبعض البلاد المحيطة في هذه الفترة بارد، وهذه الأيام نمر بموجة برودة شديدة، وهذا الأمر يزيد من آلام المفاصل، وعلاقة الطقس مع المفاصل قديمة وقد أثارها أبوالطب «أبوقراط» منذ 400 سنة قبل الميلاد، حيث تناول أن الطقس يمكن أن يتحكم في آلام المفاصل، وبعد ذلك كان هناك عدد كبير من الدراسات منها دراسة تم عملها عام 1961، حيث قام القائمون عليها بوضع عدد من مرضى الروماتيزم الذين يعانون من آلام المفاصل في غرفة يتم التحكم فيها في درجة الحرارة والضغط الجوي ودرجة الرطوبة، وقاموا بتغيير هذه العوامل، واكتشفوا ان أكثر العوامل التي تؤثر على آلام المفاصل هي الطقس البارد والرطوبة وانخفاض الضغط الجوي، وقد تلاها العديد من الدراسات التي أكدت هذا الأمر.

هل هذا يعني ان البرد وحده ليس العنصر المثير للألم؟

٭ نعم، فأي مشكلة في المفصل قد تعرضه للألم وقت شدة الرطوبة، فمثلا المرضى الذين يعانون خشونة بالمفاصل أو روماتويد أو لوبس، أو روماتيزم صدفي وحتى المفاصل التي كانت قد تعرضت لإصابات في السابق وطوال الوقت يكون المفصل بحال جيد وليس به مشاكل، ولكن يزيد الألم وقت موجات البرد فقط، وكذلك المرضى الذين يعانون الخشونة أو روماتويد وبالعادة لا يعانون مشاكل أو آلاما بالمفاصل يكون من الممكن فترة البرودة تزيد الآلام.

كذلك يجب أن نعلم نقطة مهمة هي أن البرد وتغيير الطقس يزيد الإحساس بالألم ولكنه لا يهيج من نشاط الأمراض الروماتيزمية.

وكذلك هناك نقطة أخرى بالنسبة للطقس البارد وهي ان البرودة تزيد من فرصة الإصابة بالشد العضلي في أي مكان بالجسم خاصة الظهر والرقبة، فالتعرض المباشر للهواء البارد من الممكن ان يسبب الشد العضلي والإحساس بالألم بأي منطقة بالجسم، كما أن هناك مشكلة «رينودنز» وهي الإحساس ببرودة الأطراف من يد أرجل وأنف وأذن وأحيانا مع زرقة في الأطراف، حين التعرض للهواء البارد أحيانا ما يكون هذا وراثيا، وأحيانا أخرى يكون جزءا من مرض روماتيزمي، والذين يعانون من ظاهرة «رينودنز» يعانون من آلام شديدة في أطرافهم في فترة بودة الطقس.

وأنصح المرضى مع تغير الطقس إلى البرودة ممن لديهم مشاكل في المفاصل سواء التهابات أو خشونة أو أي مشاكل أخرى بأن يقوموا بتدفئة المفاصل ويتجنبوا التعرض للهواء البارد المباشر، كما ننصح دائما بتدفئة منطقة الصدر من أجل الدم الذي يصعد من القلب ويسير الى الجسم يكون دافئا، وكذلك من يعانون من ظاهرة «رينودنز» أن يرتدوا قفازات، ومن أجل تجنب الشد العضلي يجب ارتداء وشاح على الرقبة، وتدفئة العضلات وتغطيتها.

وكذلك هناك نصيحة مهمة لمن لا يعانون آلام المفاصل ومع تغيير الطقس وشعورا بآلام المفاصل من الضروري مراجعة طبيب الروماتيزم لأن هذا الإحساس بالألم مع تغيير الطقس قد يكون مؤشرا لمرض روماتيزمي أو مشكلة بالمفاصل.

بعض مرضى الروماتيزم والأمراض المناعية يرفضون اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بسبب الأنظمة الدوائية، فما حقيقة هذا الأمر؟

٭ يعتقد الكثير من مرضى الروماتيزم والأمراض المناعية أنه لأنهم يعانون مرضا مناعيا أو مرضا روماتيزميا هذا يمنعهم من أخذ اللقاحات، ولكن العكس صحيح لأن التطعيمات جميعها ضرورية سواء الجرعتان والتعزيزية الثالثة، لأن مرضى الروماتيزم والأمراض المناعية قد تكون مناعتهم ضعيفة لسببين: أولا، أن الأمراض الروماتيزمية يمكن أن تسبب ضعف المناعة، وثانيا، ان الكثير من المرضى يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، ولذلك فهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا اذا أصيبوا بها، ولهذا السبب من الضروري لمرضى الروماتيزم والأمراض المناعية أن يتعاطوا اللقاحات جميعها.

وهل هناك شروط لتعاطي التطعيمات لهؤلاء المرضى؟

٭ نعم، هناك شروط عدة لأخذ التطعيمات، أولا، يجب أن يكون المرض الروماتيزمي أو المناعي تحت السيطرة، ولا يكون المرض نشطا خلال فترة التطعيم، وثانيا، ألا يكون المريض قد تناول جرعة كبيرة من الكورتيزون بما يعادل 20 ميليغرام أو أكثر خلال فترة التطعيم، ولابد من التأكد من طبيب الروماتيزم إذا كان يتناول كورتيزون قبل أن يتعاطى التطعيم ليعرف متى الوقت المناسب ليأخذ التطعيم.

وثالثا، بعض الأدوية المثبطة للمناعة لابد وأن يكون لها توقيت مع التطعيم، لأن بعض الأدوية من المفروض أن تتوقف خلال فترة التطعيم سواء قبل أو بعد تعاطيه، ولهذا لابد للمريض أن يراجع مع طبيبه ويتفحص أدويته، وتأكد ان كانت الأدوية التي يتناولها من الأدوية التي يجب أن يوقفها خلال فترة التطعيم أم لا.

والسبب في هذا أن بعض الأدوية قد تقلل من كفاءة التطعيم، ولهذا لابد من وقفها خلال هذه الفترة، ولهذه الأسباب باختصار فان مريض الروماتيزم او الأمراض المناعية يجب أن يأخذ كل تطعيماته وأن يستشير طبيبه المتخصص بالروماتيزم في معرفة الوقت المناسب لأخذ التطعيم.

ذكرت الى أن الكورتيزون بنسبة معينة يتعارض مع التطعيم، فهل أيضا يعد الحقن بالكورتيزون ضمن هذا؟

٭ بالفعل، الكثير من المرضى يسألون عن إبر الكورتيزون الموضعية وان كان يمكن تعاطيها مع التطعيم أم لا، أقول للجميع نعم، إبرة الكورتيزون الموضعية سواء بالمفصل أو الوتر أو العضل يمكن تعاطيها ولا تتعارض مع إبرة التطعيم ويمكن تعاطيها في الوقت نفسه ولا تعتبر مثبطة للمناعة.

السونار.. طفرة في علاج الروماتيزم

خلال اللقاء، وردا على سؤال عن الطفرة والقفزة العلاجية في استخدام السونار مع مرضى الروماتيزم، قالت استشارية الروماتيزم وآلام المفاصل د.أديبة الحرز إن من احدث التطورات التي شهدناها في طب الروماتيزم خلال الفترة الأخيرة هو دخول جهاز السونار في طب الروماتيزم، فالكثير من أطباء الروماتيزم بدأوا في التدريب وأخذ الدورات التدريبية والحصول على الشهادات المتخصصة في علم سونار المفاصل، وأصبحنا نستعمل جهاز السونار في عياداتنا وذلك لتشخيص وعلاج الآلام الروماتيزمية.

وأضافت: في السابق كنا نعتمد على فحص المريض فقط في العيادة ولكن الآن أصبحنا بجهاز السونار نستطيع أن نميز بجهاز السونار ان كانت هناك التهابات في المفاصل ونتمكن بدقة من معرفة مكان الالتهاب وان كان بالمفصل أو الوتر أو بالرباط أو بالعضل، حيث أصبح يساعدنا في التحديد وبدقة مكان ونوع الالتهاب الموجود، كما أصبح أيضا يساعدنا في علاج الآلام الروماتيزمية، ففي السابق كنا نقوم بحقن مكان الالتهاب بدون استعمال أي أجهزة وإنما فقط بتحسس مكان الألم ووضع الحقنة في مكان الألم، أما في وجود السونار فأصبح من الممكن تحديد مكان الالتهاب وحقنه بدقة متناهية.

الانباء

Exit mobile version