د.يوسف التركيت: «الفيلوغرافيا» فن صعب ويتطلب دقة وقوة

ذكر د. يوسف التركيت أن معرض «جداريات وفن الخيط والمسمار»، الذي افتتحه رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين د.نبيل الفيلكاوي، في مقر النقابة بمنطقة شرق، يعد أول معرض له، مضيفا أنه تلقى التشجيع على هذه الخطوة من الفيلكاوي، وبالتالي قام بعرض ما لديه من لوحات فنية لأول مرة في معرض شخصي، يتضمن نحو 75 لوحة لفن الخيط والمسمار، أو ما يعرف بـ String Art، وعلميا بفن الفيلوغرافيا.

وصرح التركيت بأن هذا الفن كان منتشراً أيام العثمانيين، حيث كان يستخدم في تدريس الطلبة للأشكال الهندسية، واستخدم أيضا في السجون لإشغال المساجين بهذا الفن، مبينا أنه فن صعب لأنه يحتاج إلى دقة في تثبيت المسامير بالمكان المطلوب، ويحتاج إلى قوة، وبالتالي لم تشتغل به النساء أيام الدولة العثمانية، ومن ثم انتشر هذا الفن في بعض الدول العربية، ومنها العراق.

ضغوط نفسية

وأفاد التركيت بأن هذا الفن يساعد على التخلص من الضغوط النفسية، ويناسب أعمارا مختلفة، ويساعد في ذات الوقت على التأمل، كما يساعد على قدرة التفكير والاتزان، وتنمية الحس الفني والذوق، لافتا إلى أنه تعرف على هذا الفن مصادفة، حين وجد لوحة ملقاة عقب فترة التحرير عند جمعية الشامية، وأخذها وقام بتفكيكها للتعرف عليها، ومنذ تلك اللحظة، وعلى مدى نحو 30 عاما، وهو يعمل بهذا الفن.

وأضاف أنه خلال جائحة كورونا أشغل نفسه بهذا الفن، خاصة وقت الحظر وعدم الخروج من المنازل، وكان وقتا مفيدا استخدم فيه مهاراته الفنية والوقت المتسع لإنجاز أعمال مختلفة، موضحا أن الفنان الممارس لهذا الفن يجب أن تكون لديه فكرة كافية عنه، أي أن يكون ملما بكيفية الشغل بالأدوات كالمسامير والأخشاب، وأيضا معرفة أنواع الخيوط ومنها الحرير والسلك والقطن، والبوليستر… إلخ، وكيفية اختيار هذه الخامات.

إحساس فني

وكشف التركيت أنه لم يتلق أي دورات تدريب في هذا الفن، لكنه حاليا يقوم بتدريس الطلاب والطالبات، لنقل خبرته التي كوّنها على مدى سنوات من التجربة والعمل الفني، مؤكدا أن «الفيلوغرافيا» يحتاج إلى الصبر والوقت والقوة أيضا، مع ضرورة أن يتمتع الشخص الممارس لهذا الفن بالإحساس الفني لكي يدرك كيفية وضع الألوان والتعامل مع الخيوط وشدها، خاصة أن لف الخيط ليس بالأمر السهل، لأنه يتطلب طرقا وأساليب معينة، ولافتا إلى أن وضع المسامير ولف الخيوط عليها يحتاج تقريبا أسبوعين للوحة الواحدة.

وقال إنه قام بإعداد لوحتين جداريتين في رسالة الدكتوراه، إحداهما بعنوان «عروس الكويت»، وكانت ذات مقاسات كبيرة تقريبا بعرض 4 أمتار، وارتفاع 2 متر، وتضمنت تاريخ الكويت من البداية للنهاية، حيث تفتح «باب بو خوخة» لترى جميع العناصر التي تتضمنها اللوحة، وتم وضع العروس في منتصف الصورة، وذلك للتعرف على تاريخ الكويت القديم، مرورا بالتاريخ الحديث وما تخلله من عمارة، وإنشاء المساجد وغيرها، واستغرق رسم هذه اللوحة عاما كاملا.

وأشار إلى أن اللوحة الثانية كانت عبارة عن تاريخ جزيرة فيلكا، وتضمنت تاريخ الجزيرة وما بها من آثار، وأيضا استراحة الشيخ أحمد الجابر، مضيفا أن لديه عدة جداريات أخرى تحتوي على آيات قرانية.

 

المصدر: الجريدة
Exit mobile version