شيرين أحمد.. أول ممثلة مصرية تلعب دور البطولة على مسارح برودواي

تؤمن الفنانة شيرين أحمد، ذات الأصول المصرية، بأن لكل حلم أجنحة، تطير بصاحبها إلى أي طريق ما دام لديه الإصرار والعزيمة؛ لذا لم تتعامل مع أحلامها باستخفاف، ولم تترك فرصة لمعول اليأس كي يهزم روحها المليئة بالتفاؤل، فغزت مسارح برودواي لتصبح أول مصرية تقوم ببطولة مسرحية “سيدتي الجميلة” المقتبسة من مسرحية بيجماليون للكاتب الساخر برنارد شو.

 

تبلغ شيرين طارق أحمد من العمر 26 عاما، يمتلك والدها محلا للمجوهرات في ولاية ماريلاند، أما والدتها فأمريكية الأصل وتعمل مدرسة لغة إنجليزية، وعلى الرغم من حب “شيرين” للتمثيل والغناء منذ الطفولة درست شيئا آخر تماما، إذ حصلت على بكالوريوس العلوم في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا مع التركيز على العدالة الجنائية من جامعة تاوسون.

 

وأثناء دراستها في الجامعة شعرت بأن شغفها بالتمثيل والغناء يزادد يوما بعد الآخر؛ فقررت أن تدعم موهبتها بدروس الصوت والرقص والتمثيل في معاهد متخصصة.

 

حين شعرت الفنانة ذات الأصول المصرية بأنها باتت قادرة على الوقوف على خشبة المسرح والتمثيل والغناء بمهارة شديدة، راحت تبحث عن فرصة وخاضت العديد من اختبارات الأداء، وبعد محاولات كثيرة تم اختيارها للعمل كمغنية على متن إحدى سفن الرحلات السياحية، واستمرت هذه التجربة عامين كانت تغني خلالهما لـ”سيلين ديون وماريا كاري وتينا تيرنر”.

 

لم تهدأ شيرين ولم يتوقف حلمها عند هذا الحد، وراحت تجتهد للعثور على فرصة جيدة تعبر من خلالها للجمهور، وفي بداية عام 2018 تحول حلمها الكامن بداخلها لواقع ملموس، حيث تم اختيارها لتمثيل دور “إيلزا دوليتل”  في عرض جديد لمسرحية “سيدتى الجميلة” من إنتاج مسرح “لينكولن سنتر” وإخراج بارليت شير.

 

في البداية تم تعيين “شيرين” ممثلة بديلة للفنانة لورا بنتاني لمدة أكثر من عام تدربت خلاله يوميا على أداء دورها حتى يمكن أن تحل محلها عند الضرورة، وفي ديسمبر 2019 اختارت فرقة مسرح لينكولن سنتر شيرين لتلعب دور إيلزا دوليتل في جولة لعرض مسرحية “سيدتي الجميلة” على مسارح أمريكا لتفتح للفنانة المصرية طريق النجومية والشهرة وتكون بعد هذه الخطوة أول مصرية تقدم بطولة عمل في برودواي.

 

حققت شيرين نجاحا كبيرا، وعن إحساسها في هذه المرحلة تقول لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: “شعرت بالكثير من المسؤولية أثناء أداء البروفات في وسط مانهاتن قبل بدء جولة العرض لكوني امرأة ذات خلفية شرق أوسطية تسافر عبر الدول لتؤدي دورا يعد أيقونة في عمل أمريكي، وليس من المعتاد أن يؤدي العرب أدوارا بعينها، أدركت من تجربتي أنه ليس من المهم اللون أو العرق؛ فمن يصلح لحكي القصة سيحكيها”.

 

يذكر أن مسرحية “سيدتي الجميلة” المقتبسة من مسرحية “بيجماليون” للكاتب برنارد شو، عرضت على مسارح برودواي لأول مرة عام 1956، وقام بأدوار البطولة بها ريكس هاريسون وجولي أندروز ولعبت جولي أندروز دور إيلزا دوليتل، بائعة الورد الفقيرة في الأحياء الفقيرة في شرق لندن، وتدور أحداثها حول البروفيسور هنري هيجينز، أستاذ علم الصوتيات، الذي يراهن مع أحد أصدقائه على أنه يستطيع تدريب إيلزا وتعليمها أصول الأرستقراطية، لأداء دور ملكي في حفل يقام في حديقة منزل أحد الدبلوماسيين.

 

قدمت “سيدتي الجميلة” في مختلف أنحاء العالم، على خشبة المسرح وعبر شاشة السينما وقدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس مع الفنانة شويكار عام 1969 في مسرحية تحمل الاسم نفسه، وشارك في بطولتها حسن مصطفى وجمال إسماعيل ونظيم شعراوي، ووضع لها الحوار الثنائي بهجت قمر وسمير خفاجي وحققت نجاحًا كبيرا وقت عرضها كما تم تقديم “سيدتي الجميلة” عبر شاشة السينما المصرية في فيلم بطولة محمود ياسين والفنانة نيللي.

 

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version