اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية الشائعة، والتي ربما نكون مُصابين بها ولكننا لا نعلم، أو حتى نكون مُصابين بها ولكننا لا نستطيع السيطرة عليها، ومنع أنفسنا من التعامل بطريقة مُضطربة وقلقة، تؤثر علينا سلبًا وتحرمنا من عيش حياة طبيعية.
ما هو الوسواس القهري؟
اضطراب من الاضطرابات المرتبطة بالقلق، والذي يدفع الشخص المُصاب به إلى التفكير بطريقة غير منطقية وسواسية، تدفعهم إلى القيام ببعض التصرفات القهرية، والتي يعرفون أنها غير منطقية وغير سليمة، ولكنهم يعجزون في أغلب الأحيان عن منع أنفسهم من القيام بها.
أعراض الوسواس القهري
- يأتي الوسواس القهري في أشكال عديدة، كما أنه له مجموعة من الأعراض، مثل الفحص المستمر، وتفقد الأقفال وأنظمة الإنذار والأفران، ومفاتيح الإضاءة أو التفكير في حالة صحية مثل الحمل أو انفصام الشخصية.
- غالبًا ما تجد الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يغسلون أيديهم بصورة مستمرة ودائمة، كما أنهم يتحممون طوال الوقت، ويغسلون أسنانهم بصورة أكثر من اللازمة، ويحلقون شعرهم ويقصون الزائد بصورة أكبر من اللازم، كما أنهم ينظفون منازلهم طوال الوقت، ويفعلون كل ما يتطلبه الأمر كي يتجنبون الإصابة بأي عدوى أو انتشار أي فيروس.
- يكرر الأشخاص المصابون بالوسواس القهري الأمر نفسه مرارًا وتكرارًا، قد يقومون بإعادة النشاط نفسه مرة تلو الأخرى، على سبيل المثال قد يعيدون تنفيذ نفس المهمة أكثر من مرة حتى يشعروا أنهم في أمان.
- وفي بعض الأحيان يجد الأشخاص المصابين بالوسواس القهري أنفسهم يعيدون ترتيب الأشياء، ويحرصون على وضع متعلقاتهم من كتب أو صحون أو ساعات أو أحذية وفق ترتيب مُعين، ويفقدون القدرة للسيطرة على أعصابهم إذا حدث أي خلل في هذا الترتيب.
الأسباب وعوامل الخطر الوسواس القهري
حتى هذه اللحظة لا يحدد الأطباء الأسباب التي توضح إصابة الناس بالوسواس القهري، ولكنهم يؤكدون أن التوتر والشعور بالإجهاد يجعل الأمور أسوأ كثيرًا.
حسب الأبحاث والدراسات المتعلقة بالوسواس القهري، فإن هذا الاضطراب يكون لدى النساء أكثر من الرجال، كما أنه أكثر انتشارًا بين المراهقين والشباب الصغار . غالبًا ما يُصاب الأشخاص بهذا الاضطراب بسبب عوامل وراثية، أو لإصابتهم ببعض الاضطرابات والمشاكل النفسية مثل الإحباط والاكتئاب، وغيرهم.
في أحيان أخرى يكون الوسواس القهري ناتجا عن مرور الأشخاص بصدمة وعيش تجربة صعبة وأليمة، مثل الضرب أو الاعتداء الجنسي خلال الطفولة.
تشخيص الوسواس القهري ومضاعفاته
من الممكن تشخيص الوسواس القهري من خلال فحص جسدي واختبارات الدم، وكذلك التحدث مع أطباء ومعالجين نفسيين عن مشاعرك وأفكارك وعاداتك.
قد يصبح الوسواس القهري إلى شيء شديد الخطورة إذا لم يتم احتواؤه سريعًا والسيطرة عليه، لأنه قد يصل إلى محاولات الانتحار، والإدمان، أو الإصابة بالاكتئاب، واضطرابات الأكل، والتهابات في الجلد والأسنان وفروة الرأس بسبب كثرة غسل اليدين، والشعر والاستحمام طوال الوقت، والعجز عن تأسيس شبكة علاقات اجتماعية قوية.
علاج الوسواس القهري
لا يوجد علاج نهائي للوسواس القهري، ولكن يوجد مجموعة من العلاجات التي تساعد على السيطرة عليه والتحكم فيه، والتي نستعرضها فيما يلي:
- العلاج النفسي: والعلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد في تغيير أنماط التفكير، سوف يساعدك الطبيب المُعالج على وضعك في موقف مُصمم خصيصًا كي تشعر بالقلق والتفكير بطريقة وسواسية ثم يساعد على التعامل مع هذا الشعور بأسلوب مغاير.
- الأدوية: ويوجد بعض الأدوية التي تساعدك على تنظيم سلوكك، والسيطرة على تدفق أفكارك، والتي لا يجدر تعاطيها وتناولها إلا بعد الرجوع إلى الطبيب.
- الاسترخاء: يمكن لبعض الأشياء البسيطة مثل اليوجا والتأمل وجلسات التدليك مساعدتك على مواجهة الوسواس القهري، والتفكير بطريقة أكثر هدوءا واتزانًا.
