#مقالات | انجي رفيق: “رواية عطر البارود”

تصف الرواية الصمود والنضال والصبر والقدرة على التحمل، وتخطي كل الصعاب مهما كانت نتيجته، كان ذلك ملخص رواية “عطر البارود” للكاتب الإريتري هاشم محمود، والذي حاول أن ينتصر للإنسانية رغم مشقة الحروب وصراعاتها، فصنع نسيجا مترابطا من الأشخاص والين جمعهم حب الوطن وحب أصحابه، لينتصر الحق رغم سواد البارود وغباره.

تظهر معادن الأشخاص في رحلات التحرير الأوطان لتصنع للبارود عطرا، رغم سواده وقتامته، فالحياة ليست بالهينة داخل المخيمات، وهو ما حاول الكاتب توثيقه بوصف دقيق من خلال جملة بسيطة جمعت كل معاني الألم، “هنا أجساد أكلها المرض، وقلوب أنهكها الحزن، هنا أمراض لا آخر لها، هنا حروب نفسية وجسدية قادر أن تنهي عمر الإنسان دون رحمة”.

ووثق هاشم محمود حالة الاستنهاض التي كان يخلدها الشباب في قلوبهم لتشجيع أنفسهم على النهوض ومقاومة العدو دون تكاسل أو تخاذل حتى لو كلفهم ذلك الموت، وهو ما جاء في عبارة “مت وأنت تقاتل حتى الرمق الأخير؛ فالموت على أرض الوطن خير لك من موت الكلاب الضالة التى لا مأوى لها ولا منزل”.

صنعت الرواية التي صدرت عن دار روافد قصصا إنسانية جعلت لذلك البارود رائحة، فلم يستسلم أصحاب الأرض أمام الاحتلال، بل كافحوا وناضلوا ونثروا عطورهم الفواحة الجميلة في ثوب الإنسانية، فنشأت قصص الحب والتي استطاعت ن تمحو كل الآلام وأن تجعل من اللقاء أملا للحصول عليه داخل الأوطان المحررة على أيد أبناءها

 

إنجي رفيق

إعلامية مصرية

Exit mobile version