من منا لا يحمل بداخله الذكريات؟ !
كلنا نحمل ذكريات للتاريخ وذكريات حياتنا وكلاهما يساهم في تشكيل مستقبلنا إلى حد بعيد، فلا يستطيع الإنسان الابتعاد كثيرا عن منحنى الذكريات.
ذكريات أوطان وذكريات أناس تختلط مع بعضها البعض، لينتج لكل واحد منا ذكرياته الممزوجة، التي تكون ككهف لا يعلم الإنسان عنه الكثير.
ولكنه يتفاجأ بطرقات الذكريات من وقت لآخر، وكأنها تريد أن ترسل رسالة لنا و لكننا نتجاهل الذكريات.
لأن حركة الحياة الآنية تقول لنا :اتركوا الماضي والذكريات جانبا ولا تتذكروا شيئا
وكأن الذكريات لعنة تطاردنا نحن البشر.
الذكريات لا تكون حالمة ولا لعنة تطاردنا. الذكريات هي أحداث و مواقف و أفعال وكل شئ، الذكريات هي حياتنا.
فكيف نتخلى عنها؟!
وأيضا الذكريات ليست طريقة لتعذيب أنفسنا ولا إعاقة حركتنا للتطور، أو البكاء أو النواح الذكريات الصادمة، تحتاج إلى معالجة للتصالح معها والاستفادة منها وتعلم الدروس فالهارب ليس له من نجاة.
الذكريات هي حياتنا، فتصالح مع حياتك و نفسك وجميع النسخ التي منك والوجوه التي تخرج من العدم من وقت لآخر.
تصالح مع كل شئ وتعلم الدرس وتقدم.
و لكن لا تتفنن في عيش الكآبة والحزن
والبكاء علي الذكريات و الأحداث و أيضا لا تبالغ في السقوط في بئر الذكريات.
“كن حاضراً الآن ولكن لا تنس”
وتذكر أن النسيان عدو وليس صديق، فإن نسيت ما كان لن تتعرف عن نفسك وتصبح غريبا تائها بين وجوه الحياة.