#آراء | الكاتب مناحي الشريف .. يكتب : ” الدنيا ماشية بالمقلوب!”
بدأ الصراع الازلي مع الدنيا منذ هبوط إبليس فيها وحقنهُ لقابيل بحقنة الحقد والحسد ليقتل أخاهُ هابيل ويُورث جيناتهُ المعتمة لأبنائه ، لتبدأ رحلة الدنيا الدنيئة إلى الانحدار منذُ الأزل ..
وتتكون الطوائف والعِروق منذ ذلك الحين لبدء الصراع فيما بينهم ، وتتقسم العنصرية بين ذاك وذاك ، فذا تنتشلهُ الدنيا وهو وضيع وذا تدفنهُ الدنيا بغرابِها وذا يحتصرُ الأرض بجبروته وذا يحتصرُ الدين بجهلهِ ..
والأغربُ أن مُدعي طريق الحق يحاربوهُ من حيث يعلمون أو لا يعلمون
لخللٍ في بصيرتهم فعَمى الأَعْيُنِ ليس القضية الأساسية في حياة الإنسان ، ولَكِنْ عمى الفِكر هو القضيةُ الأهم:
(فإنَّهَـا لاَ تَعْـمَـى الأَبْصَـارُ ولَـكِـنْ تَعْـمَـى الـقُـلُـوبُ الـتي في الـصُـدورِ) الحج: 46،
والأدهى من ذلك كثرة المسميات ، فنرى بعض الحقوقين يتكلمون بغير الحق وبعض الأدباء يصدحون بغير أدب وبعض الفقهاء بغير فقه وبعض المتدينين يضطهدون الدين ! وكأنما البعض تنطبق عليه المقولة التالية (من قلة الخيل شدوا للحمير سروج)
والغالبية العظمي تُضطهد ليصارعوا منقلب الحياة وتسيل النفوس قهراً مما تراه ( وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي ،، وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ ) ،، ويُقدم دنيء النفس ويؤخر شريف النفس ! بمنطق القوة
فلا بُد للنور يوماً أن يملأ الغياهب وينتصر وإننا لذلك لمنتظرون، ولتصحيح مسير الحياة لا بُد للجاهلِ أن يدنو للنور ويتعلم وللمتعلم أن يرقى صادحاً بكلمة الحق وللعنصري أن يعود لطينتهِ (مَا لاِبْنِ آدَمَ وَ اَلْفَخْرِ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَ آخِرُهُ جِيفَةٌ وَ لاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَ لاَ يَدْفَعُ حَتْفَهُ) الامام علي عليه السلام
والدهرُ يعتمُ بالأُناسِ وينهشُ
منا النفوس بغيرِ حقٍ إذ رَغِب
والدُنيا تمشي للرحيلِ برحلِها
ذا قد تولدَ بالحياةِ وذا ذهب
حربُ الطوائف والعروقِ كأنها
مرآةُ قابيل اللئيمِ بما وهب
ظُلماً ولؤماً وانقلابِ المحتوي
فاحذر حياةِ السعدَ بَغتاً تنقلب
مناحي الشريف