آراء

#آراء / منيفة العازمي .. تكتب : “كبرياء امرأة”

للحظة واحدة تشعر بأنك أمام شخصية غير اعتيادية ” بكبريائها ” الملاحظ وعنفوانها البارز لطالما كانت المفضلة في كل شيء بالعائلة وفي جميع مراحلها التعليمية وحتى في جذب الانتباه بين العامة . 
هي امرأة ذات جمال عادي ولكنها بكبريائها واعتزازها بنفسها تكاد تكون أجمل نساء الكون ، تتعرض للكثير من المواقف ولكنها تعالج ذلك كله بحكمة تنم عن ذكاء حاد ، وتتجاهل العديد بحدس الأنثى التي تتمتع بخبرات مبهرة . 
ألتقى بها صدفة !! رجل يتصف بكل معنى تحمله ” الرجولة ” بلباسه المتواضع وعزة نفسه المعهودة عند من يعرفه ومن لا يعرفه يكاد يجزم بأنه خاض العديد من المعارك وزامن الكثير من المحن لأنه ذو شخصية استثنائية باتفاق الجميع . 
لفتت انتباهه ، حازت اعجابه ، جذبت جوارحه كلها،  عيناه ترفض النظر لغيرها ، عقله مشتت نفسه تائهة هل هي حقيقة أم خيال ؟؟؟!! 
يتذكر أول لقاء بها كان منذ عام عندما التقى بها في مناسبة عامة ضمت الكثير من الناس رجالاً ونساء ولكنها الوحيدة التي شدت انتباهه بلباقتها وذكائها وحسن حديثها ففي أكثر من مرة كانت تداخل المحاضر بأسئلة تنم عن ثقافة عالية وتقف بثبات وثقة ملاحظة ، وتنتقي كلماتها بحرص مذهل وأحرف ساحرة . 
أنتظر حتى تنتهي المحاضرة ثم توجه مباشرة اليها أراد أن يعرفها أكثر أراد أن يتقرب منها حالاً أراد أن يطفئ فضوله الجامح بها ، ألقى اليها سلاماً وانتظر لترده بالمثل ولكنها تلعثمت فلأول مرة ترى رجلاً غريباً يبدي أكثر من مجرد السلام العادي لانها تشعر بذلك وهو ماكان مطلوباً عنده فكأنما وبحدس الأنثى فهمت ذلك فكان مصدر تعثرها بالكلمات . 
كرر سلامه علها تلتقط أنفاسها ولكنها فضلت الصمت المطبق وتركت الحديث لعينيها لتبدي دهشتها بل اعتراضها بل مفاجأتها بجرأته واندفاعه للحديث معها ، وبعد فترة غير قصيرة ردت سلاماً بارداً مغلفًا برسمية تامة عله يبتعد عنها ، ولكنه بدأ معها بحديث طالت أطرافه ليتعدى المحاضرة لابعاد شخصية مما اثار استيائها وبه أنهت الحديث معه . 
انتهى الحديث بينهما ولم ينتهي في قلبه وعقله فقد تركت حيزاً كبيراً لم تستطع امرأة أخرى أن تملأه ، عام مضى وتأثره بها بدا جلياً في قسمات وجهه ليبدي فرحاً غير عادي ويظهر شغفًا  واضحاً ومحبة بريئة لظهورها في حياته مرة اخرى .
ولكنه هذه المرة أراد الارتباط بها وأراد أن لا تفارقه أبداً ، فراح يكثر من الأسئلة عنها لكل من احاط بها وظن هو انه يعرفها او يتصل بها بقرابة  اهتمامه بها كان جلياً وتتابع اندفاعه كان مصدر دهشة للجميع وعلامات استفهام متعاقبة كانت تتطاير منه اليها . 
تذكره نعم ولكنها كانت تغمض عينيها كلما  التقت به  تحاول الهرب من واقعها وكأنها تطمئن نفسها بأنها بحلم طال منامه وبأنها دقائق معدودة وسينتهي كل شيء ، ولكنها وللأسف الشديد ادركت بأنه حقيقة لا خيال ، لتعود لتأثرها بوجوده وتعود لتلعثمها وتشتتها لمجرد التقاء عينيها بعينيه . 
فكبرياؤها يعزز في داخلها بأنه ليس جاداً في تصرفاته وبأنها نزوة رجل رأى امرأة تعلن رفضها له فبطبيعة الرجل العمياء أنهم ينجذبون لمن يغلق الباب ويقفون طويلاً عند عتباته بلا ادنى ممانعة بالإطالة ليتحقق المراد .

منيفة العازمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى