رياضة

بطلات الكويت في «الأولمبياد».. قصة عزيمة وتجربة لم تقف عند شرف المحاولة

(كونا) – ربما لا يمكن قياس مشاركة لاعبات الكويت في أولمبياد باريس 2024 من منظور حصاد الميداليات وإن كان هو الهدف الأول بالطبع بقدر ما مثلت تلك المشاركة إبرازا حضاريا للرياضة النسائية الكويتية والمستوى الواعد الذي بلغته بما يشكل إيذانا بمزيد من تراكم الخبرة والعزم يمكن البناء عليهما في تحقيق إنجازات مستقبلية للكويت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

وشاركت الكويت في أولمبياد باريس 2024 بنسختها الـ 33 التي انطلقت 26 يوليو الماضي واستمرت حتى 11 أغسطس الجاري بأربع لاعبات في رياضات مختلفة هي «ألعاب القوى» و«التجديف» و«الشراع» و«السباحة» تحت شعار «عزومنا قوية» وأعطت كل لاعبة عبرة وخلاصة عن العزيمة والإرادة وسط هذه البطولة الحافلة بالمحترفات حول العالم.

وبعد هذه التجربة كان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وقفة اليوم الثلاثاء مع بطلاتنا للحديث عن تجاربهن حيث قالت لاعبة «الشراع» أمينة شاه إن مشاركتها في أولمبياد باريس 2024 تعد الأولى لها واكتسبت فيها العديد من الخبرات خلال هذه المشاركة وعزمت بإصرار على استكمال التدريب للمشاركة في المحافل الدولية وتمثيل الكويت في رياضة الشراع.

وأضافت شاه أنها شاركت في سباق فردي سيدات «ألكا 6» وحققت أفضل نتيجة في السباق الأخير بحصولها على المركز الـ30 بمشاركة 43 متسابقا ويعتبر التصنيف الأفضل للمشاركين العرب وفي الترتيب العام حصلت على المركز الـ 42.

ولفتت شاه إلى أنها بدأت مشوارها الرياضي العام 2012 في النادي البحري فيما كانت أول مشاركة لها في هذه الرياضة ببطولة قطر الدولية العام 2014 مثنية على اهتمام النادي البحري والهيئة العامة للرياضة بالدعم المقدم لها.

من جانبها قالت لاعبة ألعاب القوى أمل الرومي لـ «كونا» إنها بدأت مشوارها الرياضي في هذا المجال العام 2017 وشاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية معربة عن اعتزازها بأنها أول كويتية تشارك في سباق 800 متر للسيدات في أولمبياد باريس 2024 مبينة أن هذه التجربة جمعتها بعداءات من مختلف الدول واكتسبت من خبرتهن وأدائهن.

وأضافت الرومي أن ألعاب القوى الكويتية تواصل تقدمها بخطى ثابتة ووفق خطة تطوير معتمدة من مجلس الإدارة مشيرة إلى أنها تستعد للتدريب للبطولات المستقبلية (بطولة آسيا في تايلاند 2024) و(بطولة التضامن الإسلامي في الرياض 2025) و(بطولة كأس العرب في قطر 2025).

من ناحيتها قالت لاعبة السباحة لارا دشتي لـ(كونا) إنها بدأت في هذه الرياضة منذ العاشرة من عمرها واستمر معها حب هذه الرياضة وتميزت برصيد نقاط عال في هذه اللعبة مما ساعدها للتأهل لأولمبياد باريس 2024 مضيفة أن مشاركتها هناك تعد الثانية فيما كانت مشاركتها الأولى في أولمبياد (طوكيو 2021).

وذكرت دشتي – التي قطعت شوطا كبيرا في التدريب قبل أولمبياد باريس 2024 – أن الالتزام والجدية بالتدريب حققا لها الوصول إلى المركز الخامس في سباق (100 متر صدر – سيدات).

وبينت أنها تكثف التدريب والاستعداد للمشاركة في البطولات العالمية المستقبلية (بطولة آسيا في تايلاند 2024 و(بطولة العالم للسباحة في بودابست 2025) و(بطولة التضامن الإسلامي في الرياض 2025).

بدورها شاركت اللاعبة سعاد الفقعان في أولمبياد باريس 2024 برياضة التجديف وكانت أول لاعبة كويتية تشارك بهذه الرياضة وقد بدأت مشوارها في هذه اللعبة العام 2020 واستمرت أربع سنوات في التدريب استعدادا لهذه المشاركة.

وللإشارة فإن اللاعبة الفقعان دكتورة في قسم العلوم البيولوجية في كلية العلوم بجامعة الكويت وتلقت كل الدعم من طلبتها وهيئة التدريس بالجامعة كما حظيت باهتمام إعلامي واسع وأجرت معها وكالات الأنباء العالمية مقابلات مهمة للإضاءة على تجربتها الفريدة وإصرارها الكبير حتى أنها سجلت رقما شخصيا لها في الأولمبياد.

يذكر أن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 اختتمت أمس الأول بمشاركة الوفد الكويتي المكون من اللاعبة لارا دشتي (السباحة) واللاعبة أمينة شاه (الشراع) واللاعبة أمل الرومي (ألعاب قوى) واللاعبة سعاد الفقعان (التجديف) إلى جانب مشاركة لزملائهن الرجال أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى