تكنولوجيا

تونس تطور أطرافاً صناعية بالطباعة الثلاثية الأبعاد

يطور مهندسون شبان في تونس أطرافاً اصطناعية ذكية باعتماد تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، في خطوة يرمون من خلالها إلى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد ودول إفريقية أخرى. ويتراوح سعرها المقترح بين ألفين و3 آلاف دولار، أقل بحوالي ثلاث مرات من مثيلاتها المستوردة من أوروبا.

أنجز المهندس الشاب التونسي محمد الضوافي، مجسمه الأول في إطار دراسته الجامعية بسوسة على السواحل التونسية الشرقية.

ويوضح المهندس الشاب الذي كان من بين مجموعة مبتكرين دون 35 عاماً كرمتهم “أم أي تي تكنولوجي ريفيو” في العام الماضي، أن هدف الشركة يكمن في أن تكون هذه الأطراف “ميسّرة للجميع مالياً وجغرافياً”.

وتعمل الشركة على تدريب تقنيين محليين لتمكينهم من أخذ المقاسات وطباعة أطراف بتقنية الأبعاد الثلاثة تتلاءم مع تركيبة كل جسم.

وتخطط شركته “كيور” إلى تسويق منتجاتها من الأطراف الاصطناعية الذكية في الأشهر القليلة المقبلة، في تونس ثم في عدد من دول القارة الإفريقية، أين لا يستطيع ثلاثة أرباع الذين يحتاجون مساعدة تقنية في أطرافهم الحصول عليها، وفق منظمة الصحة العالمية.

مميزات اليد الصناعية
تتشكل اليد المصنعة من أجزاء تركب وتُكيف مع نمو الجسم، وتساعد الأطفال خلال نموهم السريع. ويمكن شحنها بالطاقة الشمسية في غياب الطاقة الكهربائية.

كما يمكن تكييف شكل اليد الاصطناعية وفق الأذواق الشخصية لتصبح شبيهة بأكسسوارات الموضة أو بمثابة تجهيزات “الأبطال الخارقين”، وفق محمد الضوافي.

واستُخدمت تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد من المهندسين منذ بداية العقد الماضي لصناعة يد ميكانيكية بدائية، وتوظف اليوم في صناعة الأطراف.

مصدر الفكرة
وشرح الضوافي مصدر الفكرة قائلاً: “كنا ننوي إحداث منصة لتوزيع المنتجات الصيدلانية”، لكن “أحد أعضاء الفريق كانت له قريبة بيد مبتورة منذ الولادة، ولا يستطيع والداها شراء أطراف اصطناعية، خاصةً أنها لا تزال في مرحلة النمو. من هنا شرعنا في التخطيط لمجسم يد”.

وبعيد تخرجه، أسس الضوافي في 2017 شركته الناشئة “كيور بايونيكس” في إحدى غرف منزل والديه، بينما اختار كثير من رفاق الدراسة خوض تجارب مغرية مادياً في شركات خاصة خارج تونس.

تغيير حياة الناس
يوضح الشاب الذي يعمل في حاضنة أعمال ملاصقة لجامعته “أردت إثبات أنه بالامكان تحقيق ذلك، وتغيير حياة الناس”.
وبفضل منح في مسابقات واستثمار شركة أمريكية ببضعة عشرات آلاف الدولارات، نجح الضوافي في الاستعانة بخدمات أربعة مهندسين شباب.

ويتحلق هؤلاء في الورشة حول طاولة خشبية، فيما كلّ منهم منهمك في العمل من وراء كمبيوتره ويتعاونون لتطوير أطراف صناعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحريك وتحويل الإشارات إلى العضلات في عملية شديدة التعقيد.

ويعرب محمد الضوافي عن قلقه من الصعوبات التي تعترض الابتكارات في تونس، رغم تحسينات أتى بها قانون حول الشركات الناشئة أقر في 2018.

ومن بين هذه العقبات، استحالة شراء قطع للأطراف عبر منصات التجارة الدولية بسبب القيود الإدارية والمصرفية، والنقص في النفاذ إلى مصادر التمويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى