آراءهاشتاقات بلس

جاسم الحمر: المرأة الكويتية بين الانتخاب والتمكين

لا يختلف اثنان على أن المرأة نصف المجتمع، بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فهي ركيزة أساسية في رعاية النشء والتربية قبل التعليم، وتتزايد يوما بعد يوم مطالب المرأة الكويتية بتمكينها من تولي المناصب القيادية أسوة بالرجال وكذلك مطالب أخرى بتمكينها في الانتخابات البرلمانية والبلدية والجمعيات التعاونية وغيرها من جمعيات النفع العام.

تمتلك المرأة اليوم حقوقها السياسية في الترشح والانتخاب واعتلت المناصب المختلفة كوزيرة ونائبة في مجلس الأمة والمجلس البلدي وسفيرة وقاضية وغيرها.

مؤخرا استطاعت المرأة أيضا الفوز بمقعد في انتخابات الجمعيات التعاونية ودخول المنافسة وبقوة بين الرجال، ففي انتخابات جمعية الشعب التعاونية استطاعت المرشحة هيا المقرون الفوز بمقعد من مقاعد مجلس الإدارة، ومن قراءتي المتوقعة بفوزها والرقم الذي حصلت عليه انها بذلت مجهودا عاليا لحصد الأصوات، بالإضافة إلى أنها شخصية عملت على تطوير مهاراتها تطوعيا ومهنيا، وكل ذلك يؤهلها لأن تضيف الكثير للعمل التعاوني بإذن الله تعالى.

السؤال هنا: هل تحتاج المرأة الكويتية الى التمكين أو نظام الكوتا لضمان وصولها إلى البرلمان والمجلس البلدي وجمعيات النفع العام بتخصيص مقاعد نسائية يتم المنافسة عليها؟

ام يبقى الحال كما هو عليه وتدخل على نفس المقاعد مع الرجال؟

قد تختلف الإجابات لديكم او تتقارب وهي في النهاية عصف ذهني للخروج بإجابات وحلول مفيدة للمرأة الكويتية.

ومن وجهة نظري أقول.. أولا: ان المحاولة هي الخطوة الأولى للوصول الى النجاح وربما تخسر كثيرا في البداية حتى تصل المرأة الى النجاح المطلوب.

ثانيا: أرى انه يجب البقاء على نفس نظام المنافسة بينها وبين الرجال الا ان الرجال قطعوا شوطا كبيرا ولديهم خبرة أكبر من خلال التجارب المتكررة منذ نشأة النظام الديموقراطي الكويتي ويعتبر دخول المرأة حديثا نوعا معا.

ثالثا: من سبل النجاح للمرأة الكويتية في الشأن السياسي ان تبقى نشطة وقريبة دائما من قضايا المجتمع وان تتبنى قضايا الرجال والنساء وان تتواجد من خلال بدائل للدواوين الرجالية مثل تنظيم الندوات والاجتماعات للتواصل مع الناخبين.

رابعا: تطوير المهارات امر أساسي مثل خوض الدورات التدريبية وورش العمل المكثفة وصقل المهارات الإعلامية وكيفية التحدث لوسائل الإعلام وإلقاء الخطابات للحشود في الندوات وكيفية الاختصار والتأثير، وعلى سبيل المثال مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أصبح من المهم على الشخصيات العامة والسياسية الظهور في مقاطع مسجلة يتم بثها في موقع تويتر او الانستغرام تعزز تواصلهم مع كافة شرائح المجتمع وخطوة غاية في الأهمية تستغل لاستعراض المهارات ومدى قبول الكاريزما للمتحدث ستشكل نسبة كبيرة في إيصال الفكرة ذات المحتوى العقلاني ونضيف عليها قراءة وفهم لغة الجسد التي تبين مدى جدية المتحدث من عدمها وفي ذلك تخصص عميق جدا كعلم النفس السياسي.

بالنهاية قد تحتاج المرأة إلى وقت طويل وتجارب مستمرة للوصول إلى هدفها بالإضافة على مدى قدرتها على إقناع المرأة للمرأة التي تشكل نسبة وعددا كبيرا من الأصوات الانتخابية في كثير من الدوائر.

بالختام متى ما وصلت المرأة مرحلة التأثير والإقناع فهي ليست بحاجه إلى حلول لتسهيل وصولها وتمكينها، لأن العملية الانتخابية تثبت قوة المرشح او المرشحة في سباق انتخابي شامل بين الجميع ووصول الأكثر حصولا على الأصوات وفق النظام الديموقراطي الذي يفرض الفائزين على أنهم الأقوى والأجدر في دوائرهم.

بالمختصر: من يتمكن من كافة جوانب العملية السياسية سيصل للمقعد البرلماني او البلدي او جمعيات النفع العام دون أدنى شك.

جاسم الحمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى