آراءهاشتاقات بلس

جاسم الحمر: تصحيح المسار رهن الاختيار

تعد التجربة الديموقراطية الكويتية حالة خاصة كونها الأولى في المنطقة، وعلى الرغم من أننا قطعنا شوطا طويلا في تجارب انتخابية برلمانية عديدة، إلا أنها تعتبر حديثة ومستمرة في التطوير والتحديث.

لا شك أن الخطاب السامي الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، نيابة عن أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، نقطة تحول في تاريخ الكويت السياسي الحديث، فبعد اشتداد الصراعات بين الأقطاب الحكومية والبرلمانية، جاء هذا القرار التاريخي بالعودة للإرادة الشعبية من جديد لنضرب موعدا مع عرس ديموقراطي آخر تحت شعار «تصحيح المسار».

ولعل أبرز ما استجد في هذا العرس الديموقراطي إضافة مناطق جديدة للدوائر الانتخابية الخمس لإعطاء حق الاختيار لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية حرموا منها سابقا، بالإضافة إلى اعتماد كشوفات الهيئة العامة للمعلومات المدنية كدليل للقيد الانتخابي والاستدلال على مقر السكن لسد ثغرات سابقة في نقل الأصوات الانتخابية بين الدوائر، ما يجعل المخرجات لدينا أكثر دقة من السابق، وهي محاولة ستتضح أكثر بعد ظهور نتائج الانتخابات. كما ذكرنا أن العملية الانتخابية الكويتية مرت بمراحل عديدة وهي قيد عملية التطوير لمواكبة كل التطلعات والآمال.

العملية الانتخابية قد يشوبها العديد من الشوائب، وهنا يأتي دور الناخبين في حرصهم وأمانتهم في الاختيار الصحيح قدر الإمكان، ولا يخفى عليكم أننا سنتحمل نتائج اختياراتنا، وسنحمّل الكويت عبئا معاكسا للتنمية المنشودة بالاختيار الخطأ، فقد علمتنا التجارب السابقة مدى القصور التشريعي لدى العديد من النواب السابقين وانشغالهم بكثير من التصادمات والصراعات كأضداد، وبرزت الفوضى وتوقفت مصالح البلاد والعباد.

في النهاية، تصحيح المسار هو رهن اختياراتنا ولمن نضع أصواتنا بالصناديق والتجارب خير برهان.

في الختام، نسأل الله العلي القدير أن يجعل أمورنا خيرا، وأن يحفظ قيادتنا ويلهمهم لما هو خير وصلاح للكويت، وجميعنا من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي، ودمتم بخير.

جاسم الحمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى