شركة نقل وتجارة المواشي.. 50 عاماً في تأمين حاجة السوق المحلي من اللحوم
(كونا) — بأكثر من 33 فرعا محليا و15 فرعا عالميا نجحت شركة نقل وتجارة المواشي الكويتية في الانتقال من شركة محلية إلى واحدة من كبريات الشركات المتخصصة بنقل وتجارة المواشي بحصة لا يستهان بها على المستوى المحلي والإقليمي.
وتعتبر (المواشي) التي تحل غدا ذكرى مرور 50 عاما على صدور مرسوم تأسيسها من الشركات المتميزة في المحافظة على الأمن الغذائي الوطني وانسيابية الامدادات الغذائية من اللحوم الحمراء من مختلف دول العالم وتصنيع المنتجات المختلفة وفق أحدث المعايير الصحية والسلامة البيئية والحرص على نيل شهادات الجودة العالمية في مجال عملها.
وتبنت الشركة منذ تأسيسها سياسة التوسع الجغرافي وكذلك توفير منتجاتها ذات الجودة العالية وبأسعار مناسبة لجميع المستهلكين في الجمعيات التعاونية والأسواق المركزية.
وانطلقت فكرة تأسيسها من نظرة مستقبلية ثاقبة ورؤية أميرية سامية في عهد الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله بموجب مرسوم أميري حيث كان الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله رئيسا لمجلس الوزراء آنذاك.
وأتت هذه الرؤية لاستيعاب الاحتياجات الأساسية للشعب الكويتي آنذاك ونظرا لأن أرض الكويت كانت قاحلة في معظمها بسبب ندرة المياه وعدم كفاءة التربة حيث لم يكن هناك ما يكفي من الماشية لتوفير الغذاء لشريحة كبيرة من السكان.
وفي تلك الفترة كان أحد رجالات الدولة وهو يعقوب الحميضي رحمه الله رائدا في قطاع الماشية في الكويت حيث كرس جل حياته لتجارة الماشية وقام بنقل الأغنام والماشية الأسترالية إلى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
ويعتبر الحميضي أول من لفت انتباه الشيخ جابر الأحمد الصباح إلى أهمية سد حاجة السوق المحلي من اللحوم الحمراء وبذلك تحولت هذه الرؤية المستنيرة إلى حقيقة ملموسة عام 1973 إذ التزمت شركة (المواشي) آنذاك بتوفير حلول عملية وموثوقة لمتطلبات إنتاج اللحوم وتجارة المواشي.
وسرعان ما نمت الشركة لتصبح شركة رائدة ومتعددة في قطاع إنتاج اللحوم وتجارة أعلاف الماشية والسلع الغذائية الأساسية للماشية حيث أصبحت تتمتع بنطاق جغرافي واسع وتغطي معظم دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي 1982 قامت الشركة بافتتاح أول شركة تابعة لها في الإمارات حرصا منها على تلبية متطلبات السوق.
وفي سبتمبر عام 1984 تم إدراجها في سوق الكويت للأوراق المالية ليتم بعد ذلك طرح اسهمها للاكتتاب العام برأس مال مدفوع قدره 8 ملايين دينار كويتي (نحو 9ر25 مليون دولار أمريكي) إلى أن أرتفع بعد ذلك رأسمالها ليبلغ 6ر21 مليون دينار (نحو 70 مليون دولار) انطلاقا من أهدافها في تحقيق التميز التشغيلي من خلال التحسين المستمر. وعلى مدى نصف قرن توسع نشاط الشركة لتكون من أفضل شركات توريد اللحوم في العالم بسجل كبير من المحطات والإنجازات وبحصة لا يستهان بها محليا وإقليميا إذ افتتحت فرعين آخرين في كل من أستراليا وجنوب إفريقيا علاوة على الكويت والإمارات في إطار خطة للاستدامة والنمو. وبدأت (المواشي) بإنتاج الأسمدة العضوية التي تضمن توفر الأعلاف الخضراء ذات الجودة العالية لتربية أفضل أنواع المواشي باستخدام أحدث الأجهزة إذ تقوم مصانع تصنيع الأسمدة في الشركة بإنتاج الأسمدة الحيوية.
وللتسهيل على المستهلكين افتتحت الشركة عام 2018 مشروع مسلخ العاصمة الذي يعد الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وسوق الماشية المركزي بمساحة إجمالية تقدر بـ94 ألف متر مربع في منطقة (الري) ويتضمن خدمات الذبح والتقطيع والتغليف والتجهيز حسب رغبة العميل وتبلغ سعة المسالخ نحو 18000 رأس يوميا.
وتمتلك الشركة ثلاثة من السفن العملاقة لنقل وتجارة المواشي وجميع أنواع اللحوم داخل الكويت وخارجها وهي (المسيلة) و(الشويخ) و(الكويت).
ولدى (المواشي) أكبر مزرعة مظللة في الكويت حيث تغطي حوالي 4 ملايين متر مربع بمساحة تتسع لـ200000 رأس من الماشية كما لديها مزرعة مظللة في الإمارات بحجم 285000 متر مربع وهي كافية لتربية 100000 رأس من الماشية في نفس الوقت.
وتمتلك الشركة أيضا مزرعة في أستراليا تبلغ سعتها 100 ألف رأس من الماشية ومزرعة أخرى في جنوب أفريقيا تبلغ سعتها 70 ألف رأس من الماشية.
وفي آخر إحصائية للشركة في أبريل عام 2022 أعلنت تحقيقها 42 مليون دينار (نحو 7ر136 مليون دولار) إيرادات تشغيلية مع ارتفاع هامش الربح بنسبة 5ر7 في المئة بصافي أرباح قبل الاستهلاكات والمخصصات وتكاليف التمويل بلغ 2ر1 مليون دينار (نحو 9ر3 مليون دولار). ودائما ما استعدت الشركة خلال فترة المواسم لتوفير الأمن الغذائي في البلاد لاسيما في عيد الأضحى الماضي إذ أعلنت استعداداتها لاستقبال المضحين في العيد المبارك من المواطنين والمقيمين والجمعيات والمؤسسات الخيرية في مسلخ العاصمة وسوق الماشية المركزي الجديد بطاقة استيعابية تصل إلى 1000 رأس غنم في الساعة وأن لديها أكثر من 25000 أضحية أسترالية جاهزة.
وتعتمد (المواشي) على عدة أهداف منها توفير أجود أنواع اللحوم الحلال والصحية والآمنة في الأسواق المحلية والإقليمية بطرق مبتكرة وأسعار معقولة وأن تكون هي الرائدة في المنطقة في توفير اللحوم الحلال عالية الجودة الأسواق المحلية والإقليمية عبر سلسلة إمداد متكاملة ومستدامة تديرها الشركة بداية من الدول المصدرة وحتى المستهلك الأخير.
وتلتزم أيضا بمعايير الجودة والصحة والسلامة والاشتراطات الدولية في إدارة أنشطة الشركة والسعي لاقتناص فرص تجارية جديدة وزيادة التوسع الجغرافي في نقل وتجارة المواشي الحية لزيادة قاعدة العملاء واستقطاب وتطوير وتحفيز والاحتفاظ بالكوادر الوطنية ذوي الخبرات والكفاءات العالية.(